عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2010, 07:54 PM
المشاركة 26
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


خذنــي إليـــك أتــوق العنـــاق

على أهداب جفون الشمس أتشرّق

أقلّب أحاسيس قلبي

وفي كل مساء أتغرّب مع أفكاري

أزيل الغبار عن مشاعري

أرفع أكفّ التضرّع إلى الله

"الحمد" أتلو و"قل هوالله" و"الفلق"

أنادي بوحاً متأججاً أمد يدي إلى السماء

ألتقط نجمة أحمّلها شوقي

وأهزّ نخيل لهفتي للقائك

بالأمنيات أسكبه في طبق

من شمال ذاكرتي إلى جنوب خيالي

عصف الحنين بخافقي

واختال في أوردتي

يجوب ويمرح في مراتع فؤادي

من شرق روحي إلى غرب بيادر غرامي

اقتات الفراق أطراف قلبي

ونبتت أشواك الضياع في دربي

تمزقت تحت رحى الحنين

وهِمتُ في طريق الذكريات

كبائعة الكبريت تسير تحت جنح الليل

تبتغي من المطر ملاذاً .. ترتعش برداً

تطفئ على عتبات الحب ثقاب العمر

من لآلئ أصداف القمر نضّدت شوقي

وطاف خيالي وضحكت أفناني

وفاضت كلماتي على سطور الورق

فوق ضفاف نهر الغروب

وسالت على أفق الشفق

ضممت خيالك ثواني فهلّل فؤادي عند الدجى

وجاع انتظاري وفقدت صبري

لعناق طيفك على جسور الحنين

من روحي الهائمة العاشقة لشرقيتك

صهرتني حروف الشوق

عتّقت لك قلبي

فخذ نبضي وما تبقى من عشقي

وابدأ تاريخاً مؤجج َ النهايات

سأسرد أسطورة عشقنا الأبدي

على صفحات منابر وأوراق التاريخ

تفوق أساطير شكسبير

وابن ملّوح.. وشدّاد الهوى

وقيس وليلاه

وأكسر كل التقاليد والأعراف

وأنقش على جدران قلبي عهد.. أحبك

بلا زيف كطود يدعم نبضي

بلا قانون.. بلا نظام

جنوناً بلا اتزان

وقصيدة شعر من درر القوافي

مع عهد لا يحلّ طلاق

بأن عشقي لك سيبقى

ولن يكون إلى النشور فراق

قبل أن يعلو صراخ شيبي

ولا يسمع صوت صداه

ضع يدك في يدي لنرحل في كتب التاريخ

نختبئ فيه نقطع الجبال والوديان

نتسلل لعصر حجري وحقبة زمنية أخرى

نعيد حكاية البدء نشيّد كوخاً

يعمّده الغرام حتى الفنيان

وتسوّره المشاعر ليبقى خالداً على مرّ الزمان

نستتر بأوراق الشجر نقتات أسماك البحر ونكتشف النار

يا من تغلغل في كياني

والعشق قاده نحوي

فصلّى الورد مرنّماً من غناء الياسمين

وتعانقت الأزهار

والبحر لنا صفّق

ألبسني عقداً من جمان القمح

وحبات عنب معتق في دناني

نحتسي شعراً .. ننتشي نثراً

نجوب صفحات منابر

نحلّق فوق فضاءات المعاني

نلبي نداء بوح المشاعر

تسمع الكواكب ندائي فتنتشي

تبلغ القاصي والداني

نصدح بالأغاني

ننصت لأمواج البحر تتكسّر

تكتب على خدود الصخر

خذني إليك أتوق للعناق

معاً نقطف ثمار حبنا اليانعة

تتراقص آمالنا فوق جدول رقراق

وتعزف لنا الطيور لحن الختام

نخلد في نعيم عناق يأبى الانعتاق



- - - - - - - - - - - -


دائماً الرقي للنسمة الناعمة
نحلة منابر الصديقة ناريمان

تحيتي وشكري

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)