تدثَّرتْ بغيمةٍ يغمرها عتمُ المساءْ
لمحتها تنسلُّ في تستُّرٍ كمجرمٍ
من خرقٍ تبللتْ بعارِها وبالبلاءْ
وبيتُها كوخٌ تهزُّه الرياحُ في العراءْ
وزادُها المنشودُ صبرٌ تحتمي في ظلِّه من الوباءْ
شرابُها من عرقِ الضنى ومن مرِّ الشقاءْ
حافيةُ الأقدامِ تمشي في ذهولٍ وعناءْ
مرعوبةً منهوكةَ القوى وما فيها ذَماءْ
فدربها شقيَّةٌ ، طويلةٌ بلا انتهاءْ
مفروشةٌ بعوسجِ العيشِ الذَّليلْ
بالفقرِ والحرمانِ بالأوجاعِ والشَّرِّ النزيلْ
بنتُ الزِّنى .... مرذولةٌ ملعونةٌ بين الأنامْ
تعيشُ في زنزانةِ الأرزاءِ في حضن السقامْ
تؤوهُ مثل قطةٍ جرباءَ ما بين الحطامْ
مقطوعةَ الجذورِ لا أصالةٌ تصونُها ولا انتماءْ
وروحها من جبلةٍ مهينةٍ من غير نفخةِ السماءْ
فأمها تحدَّرتْ من الجذورِ الراقيةْ
تلفُّها غِلالةٌ من الدلالِ والبهاءِ والصدورِ الحانيةْ
هانئةٌ تميسُ في رخائها مرضيةٌ وراضيةْ
وفارسُ الأحلامِ والحبِّ الكبيرْ
من الوقارِ والهنا وفي العيشِ القريرْ
يا نافخاً في بوقِ عدلِ الأقوياءْ
ويا دعاةَ الحقِّ في تطبيقِ أحكامِ السماءْ
ويا قضاةَ الأرضِ هيّا أنصفونا
من يستحقُّ العارَ والجلدَ المهينْ ؟؟؟؟
القاتلُ السَّفاحُ أم كبشُ الفداءِ المستكينْ ؟؟؟
الأقوياءُ الكاذبون الساقطون الأدعياءْ ؟؟؟
أم جوقةُ الأطهارِ والأبرارِ من مستضعفينا
فالعدلُ سيفٌ قاطعٌ تشهَره يدُ السماءْ