عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2010, 05:10 PM
المشاركة 84
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (21)



شراع الخيال



يا شراعاً على السرابِ تهادى
أين تمضي وما وراء السرابِ


عُدْ بقلبي لشاطئِ الأمن إني
في بحار الأسى طرحتُ رِغابي


أنتَ أدرى بما لقيتُ وحسبي
يا شراع الخيالِ طول اغترابي


سوف أحيا بقيةَ العمرِ أبكي
في كهوفِ الظلام فجرَ شبابي


يوم أخلصتُ في هوايَ سنيناً
أسكب الوهمَ في كؤوسِ شرابي


وندامايَ صبوتي وحنيني
وانشغالي ولوعتي واضطرابي


أمضغ الهمَّ ، أشرب اليأسَ ، أحيا
في جحيم النوى ومُرِّ العتابِ


أتغابى عن الحقيقةِ حتى
لم يَعُدْ بالهوى يفيدُ التغابي


* * *
يا شراعَ الخيال حسبكَ أني
ضقتُ ذرعاً بموجكَ الصخَّابِ


قهقهاتُ العيون تسخر مني
في ضميري نفاذُها كالحرابِ


وهي في صمتها تودُّ لو انِّي
أصرف العمرَ في بحار العذابِ


* * *
يا شراعي وموج وهميَ يطغى
والأمانيْ تكفَّنتْ بالضبابِ


مزَّقتْ سترها فها هي تبدو
وهواها بألف ألف انقلاب


فاهجرِ البحر يا شراعَ الأماني
إنَّ قلبي يحومُ فوق الشعابِ


جفَّ ورد الخيال في الحبِّ حتى
لم تَعُدْ تورق المنى في رحابي


فإذا أحرفي النديَّةُ ظمأى
لسؤالٍ عن ريِّها وجوابِ


وتلفتُّ لم أجد غير كأسٍ
أفرغتْها الآلامُ ضمن كتابي


وصحا الوجدُ فالأماني ثكالى
نادباتٌ رؤايَ بعد اكتئابي


لم أعدْ أُشرِعُ الخيالَ وأمضي
ضائعَ السَّمتِ .. مُبحراً في العبابِ


فغداً تهدأُ الرياح وأعلو
بجناحيَّ فوق هامِ السحابِ




حماة 20-10-1974