عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2010, 11:26 AM
المشاركة 83
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (20)



صحوة الحب



ضجَّتْ قوافي الهوى في قلبيَ الضَّجِرِ
وجاءني الوحيُ في تسبيحةِ السَّحَرِ


ألقى عليَّ من التنزيلِ آيتَه
لحناً تُوقِّعهُ قيثارةُ القدرِ


فرحتُ أغزلُ من عينيكِ قافيةً
تلألأتْ في سماء الحبِّ كالدُّرَرِ


* * *
يا صحوةً قبل موتِ الحبِّ أحسبُها
دهراً طويلاً .. ولكن ليس من عُمُري


عرفتُ فيك الهوى الصوفيَّ ينقلني
لعالمٍ فوق هذا الكونِ مزدهرِ


نعمتُ فيه بإخلاصي وتضحيتي
بين الدموعِ وبين الخوفِ والحذرِ


أرنو إليكِ وفي عينيَّ ما عجزتْ
عنه الحروفُ من الأحلامِ والصُّورِ


أُحمِّلُ النظرةَ الخرساء ما حملت
جوانحي من لظىً في القلبِ مُستعِرِ


وكل رفَّةِ هُدْبٍ منك أحسبها
رسالةً تحمل الأشواقَ في خَفَرِ

* * *
يا قصةً في ضميرِ الغيبِ أكتُبها
بأحرفٍ من نداكِ المُسكرِ العَطِرِ


ما إنْ أفاقَ فؤادي بعد رقدته
حتى انبريتِ له بالسحر والخَدَرِ


فرنَّحتُه أفانينُ الهوى وغدا
يحيا على حُلُمٍ في الجفن مزدهر


إذا تجرَّأَ أن يهفو لفاتنةٍ
في غمرةِ اليأس من لقياكِ يا قدري


تشهَّد الشوقُ لم يشركْ بربَّتهِ
وسبَّحَ الوجدُ للأهدابِ والحَورِ


* * *
ومرَّ موسم عمري يا مُعذِّبتي
وحبُّنا لم يزلْ يقتاتُ بالنظرِ


فلا شبابيَ بعد اليومِ مؤتلقٌ
ولا قوافيْ الهوى تنسابُ في وتري


ذوى ربيعُ حياتي بعدما عصفتْ
رياحكِ الهوج في بستانيَ النَّضِرِ


ومرَّ نيسانُ أحلامي على عجلٍ
كأنه خائفٌ من صيفكِ الضَّجِرِ


فلا العنادلُ نشوى في خمائلهِ
ولا النسائمُ سكرى من لمى الزَّهَرِ


ولستُ أرجو شتاءً بعدما انقشعتْ
غيومكِ السود عن شمسي بلا مطرِ


كوني كما شئتِ إني لم أعدْ أبداً
للوهمِ .. للوجدِ .. للتسهيد .. للسَّهرِ


طالَ امتياحي بحورَ الشوقِ واهترأتْ
شباكُ حبيْ ... وضاعَ العمرُ بالسفرِ



حماة 28-8-1974