عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
24

المشاهدات
7118
 
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي


رقية صالح is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,577

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8808
11-15-2010, 01:16 AM
المشاركة 1
11-15-2010, 01:16 AM
المشاركة 1
افتراضي قفــص الذاكـرة ومقعـد الذكـرى..



أكسر قشرة الحياة وأجازف بالخروج

كأني آخر العاشقات لعينيه وابتسامته

بها تبرق السماء وترعد

ويقطر سحر قلبه نبات

وحين يهمس في أذني أحبك

وطناً.. حلماً.. أغنيةً.. قبّرة

أخال كانون حاراً في عزّ آب

وأهطل فرحاً ويخضرّ حتى الحصى بنوره


**********


تحت الأمطار سما القلب واصطلت الروح

وثملت من كأس شعره الدافئ

على مركب من بحر قصيده

تهبّ الأمواج بكنوز قوافيه

لأحلق فوقها .. أمطرُ موجه بالقبلات

بغبطة وسرور فما زال حبه في رحم قلبي

وأرتل ترانيم العيد في سمائه

يهديني قصائده أساور

ينسج من خيوط شعره فستاناً مذهباً

ويصوغ الحروف طوق من حبات لؤلؤ

يزيّن جيدي ويتوج جبيني

في عيد سعيد .. ويوم جديد


**********


أمسكت تارةً بنار الشوق وتارةّ بنار الحب

أطهّر ضمير العشق بشاعرٍ صوفي

نحت من الحجر شعراً

ولم تزل عيناه في أحلامي تُكتب

كي لا أنسى اسمه خبت النار

وبات لهيب الجمر يكتب اسمه على راحتي كفي

فتحولت يدي اليمنى إلى قلم

ويدي اليسرى إلى عكّاز

لأتعكز على أفنانه في كافة الجنبات


**********


أجلس على عتبة الحياة

أمعن التفكير وأغوص في أغوار نفسي

من روح الأولين ومطر يغسل أصداء السنين

أعقد هدنة مع الحب لرجل يؤرقني في دمي

يشق الدجى بالصلاة

تكسوه اللغة يحتمي بمظلة الكلمات

يطلّ في ليلي يعربد بين ماضٍ وآت

لا يتقن التفكير ولا يملك ذاكرة

ويبقي دروبي في قلق وشتات


**********



أرتدي معطف الكلمات

وأحرق أطفال دفاتري على جسد الكلمات

يسكب في قلبي ماء الحياة

يشتعل كالثلج وينهمر على سوادي ببياض

أتوسد لهفتي فاصلة ونقطة في أواخر الكلمات

أمام عيني تدافعت الذكريات

ملأت قلبي بالأحلام

في قفص الذاكرة ومقعد الذكرى

لملمت مشاعري وجمّعتها

لأصنع لك باقة مضيئة

تنير لك دروب الحياة

وأحلم كل صباح بوردة تأتيني

في الفجر ساعة يصحو مع أمل يتجدد


**********


يا حلم مزخرف بالأمل

يا ساكنا في حنايا النفس بالأعماق

من أضرم الرغبة في ليلي

وأشغل نهاري بانتظار مساءاته

كتبت لك حبى على صفحات عينى

ليقرأها كل من يرانى

وأصبح جفني مُسهّد


**********


تعالَ إليّ نسافر معاً في رؤى المستحيل

وسيّر لي عرائس الأحلام في موكبي

هنا طوّف في ربوعي

أشعل فتيل ثورتي

قبل أن أشعل فتيل داحس والغبراء

وتوّج لي الأرض بالأقمار

أضوي كبرق تلمع حروفي تملأني رجاء



**********



قبل مغيب الشمس

صوت انبعث من داخل النهر يستحضرك

من زمن مسافر مع الغربة

في ذهاب دون إياب

من عبق الياسمين وأشجار الحور

تهب علينا نسائم الطيون العطرة

ونغرق في محيط الأمل

يصل حتى عنان السماء


**********


أشد رحال العشق

وأتلو صلواتي بصلابة وإيمان

لأبقي بوح مشاعري في منابر

متناثر كالمطر يسقط حين يشاء

وقلبي عامر بالحب والخير

قادرة على زرع نبتة العطاء

تنضج بالفرح وتنثر العبير

في يوم العيد بحروف من ضياء

في صباح تبارك وتجهّد



**********
******


هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)