عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2010, 03:03 PM
المشاركة 17
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إني لأعلمُ واللبيبُ خَبيرُ ....أنَّ الحياةَ وإنْ حَرَصتُ غُرُور



يقول المتنبي إن شعر المتنبي الذي قاله في التنوخيين كثير ، يعظم حظه من الجودة ، وينتهي أحيانا إلى الروعة، وفيه البشائر بنضج الشاعر، والطلائع المنبئة بنبوغه/ وفيه على ذلك ما يدل على أن حياته مع التنوخيين قد أثارت في نسفه آمالا وأماني ، وخيلت إليه انه قريب من غايته، وكانت حياة راضية على كل حال.

ثم يقول طه حسين أن المتنبي ذكر في شعره 3 من التنوخيين أولهما محمد بن إسحاق التنوخي وقد ذكره راثيا له باكيا أو متباكيا ومبكيا عليه، كأنه لم يعرفه، ولم تتصل المودة بينه وبينه، وإنما مات قبل أن تطول إقامة المتنبي في اللاذقية وقد رثاه بالرائية التي مطلعها هذا البيت

إني لأعلمُ واللبيبُ خَبيرُ ....أنَّ الحياةَ وإنْ حَرَصتُ غُرُور


وهي قصيدة عادية لا خطر فيها ولا غناء، يقول طه حسين، ولكنها أرضت أهل الميت فاستزادوه فزادهم على الوزن والقافية هذه الأبيات التي يقول في أولها:

غاضت أنامله بحور...وخبت مكائده وهن سعير


وكأن أسرة أخرى كانت تنافس التنوخيين في اللاذقية، فأشاعت أن أبناء عم الميت لم يحزنوا عليه وأنهم قد شمتوا بموته، فلجئوا إلى أبى الطيب يسألونه أن ينفى عنهم هذه الشماتة، فقال على الوزن والقافية :
ألآل إبراهيم بعد محمد.....إلا حنين دائم وزفير