عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2010, 10:49 AM
المشاركة 41
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
وبما أنني على سفر في القريب بمشيئته تعالى فقد ضاعفت من جهدي لكي أنهي تلك المحاور المطلوبة مني (الثامن ـ التاسع ـ العاشر ) وليناقش الأخوة ما يريدون ، وقبل سفري سأجيب علي ما قدرني الله عليه ،والبقية تبقى لحين عودتي إن كان للعمر بقية .

المحور الثامن :
ما هي العلاقة بين مدير المدرسة ( كمشرف مقيم ) والمشرف الزائر من قبل الإدارة التعليمية .؟
تطور مفهوم الإشراف تطورا واسعا ، فلم تعد مهمة المشرف التربوي هي تصيد الأخطاء على مدير المدرسة أو ما يسمى (بالتفتيش) الذي كان يملأ المعلمين والمديرين رهبة ، بل تعدى ذلك إلى الرقي بمدير المدرسة، وإنارة الطريق أمامه ، ومساعدته على التغلب على المشكلات التي تعترضه . ويقول :Lionel Elven (مشكلتنا الواقعة بنا ليست الإفراط في التوجيه ، بل التقصير في التوجيه .هذه هي النقطة الأساسية ، ونحن نطرحها لا نخشى أن يقال عنا من دعاة السلطة والشدة .) ومشكلتنا الواقعة حتى الآن في ضعف الإشراف نفسه ، فهو غير مطور لنفسه ، فكيف ننتظر منه تطوير غيره .؟ ومن وجهة نظري هناك أسباب أدت إلى ضعف الإشراف ، وبالتالي ضعف إدارة المدرسة ، ومنها :
1ـ لا توجد معايير تضع المشرف التربوي المرشح تحت المحك ، بل تدخل المحسوبية ، والحاجة كما هو الحال مع مدير المدرسة .
2ـ زيادة نصاب المشرفين من المدارس ، وهذا يضعف الأداء المطلوب منه ، ويأخذ الوقت والجهد منه ، فكيف به متابعة تلك المدارس التي كُلف بالأشراف عليها .
3ـ تكليف المشرف بأعمال كتابية أخرى ، وهي الأخرى تزيد من إنشعال مدير المدرسة عن عمله ( الإشراف .).
4ـ لم يتلقى التدريب الكافي على كيفية الإشراف ، والتعامل المباشر ، والمنسق مع مدير المدرسه
5ـ البعض منهم حديثي سن في هذه المهمة ، وتنقصه الخبرة الكافية ، بل لربما لم يمض في عمله سنة أو سنتين ، وهذه مشكلة أخرى .
6ـ لا توجد خطة موحدة لدى المشرفين فكل يفسر الأمور إداريّة كانت أو منهجية حسب ما يراه ، ناهيك عن الأساليب المختلفة في طرق تدريس للمادة والاشكاليات التي تحدث للمعلم .
7ـ لازال البعض منهم ، وهم قلة بحمد الله يتعمدون تصيد الأخطاء أكثر من مشاركة مدير المدرسة خططه ، ومساعدته في تخطي بعض المشكلات المتوقعة .
8ـ استخدام بعضهم للأسلوب المفاجئ عند زيارة المعلم ، وكأن الهدف من الزيارة معرفة ما لدى المعلم من أخطاء ، وحقيقة بعض المشرفين يستدعون المعلم قبل بداية الحصة ، وهذا جميل جدا ، ولربما بعضهم يعتبرها زيارة وديّة .
أما ما يتعلق بالمأمول من الإشراف التربوي فيبدو أن الأمر لازال بعيدا جدا . فعملية الإشراف مشاركة وتوجيه ، وينبغي أن يسود التعاون المثمر بين مدير المدرسة ، وذلك المشرف الزائر، ويجب أن يكشف عن كل شيء لذلك الزائر (المشرف ) للتعرف عن كثب عن تلك المعضلات أو الخطط التي ينوي مدير الندرسة القيام بها وعدم تغطية مدير المدرسة للجوانب السلبية في المدرسة ، بل يتم طرحها لتتم مناقشتها ، وإيجاد الحلول المناسبة لها . وكان ينبغي على المشرف أن ينقل الخبرات الجديدة لمدير المدرسة ، والتشاور معه في كيفية تنفيذها ، وأن لاتعتمد زيارة المشرف على تعبئة تلك الاستمارات والتوقيع عليها فقط . الحقيقة قرأت أن هناك من ينادي بالاستغناء عن الإشراف البتة ، ويعللون ذلك بما يلي :
1ـ المشرف يأخذ من وقت المدير دون فائدة مرجوة .
2ـ قد يربك سير العملية التربوية والتعليمية أكثر مما يصلحها ، ويشارك في تطويرها .
3ـ قد يتسبب في الإدلاء بطرائق تدريس لا تتفق ، والمادة الدراسية ، وسرعة فهم الطلاب لها .
ومن وجهة نظري أيضا ، وهذا المأمول أيصا أن توضع خطة منهجية لكل مشرف ، وحسب المادة التي يشرف عليها بعد تدقيق ، وتمحيص في مناسبتها لما يدرس للطالب ، ومقدرتها للوصول للأهداف المرجوة ، ويستعان بنخبة من المعلمين الأكفاء في صنع مثل تلك الخطط ، وتوزيعها على المعلمين ، وكل معلم فيما يخصه .