عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2010, 10:06 AM
المشاركة 100
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
( الناس ثلاثة أصناف )
يُقسّم الإمام علي ( عليهِ السلام ) الناس إلى ثلاثة أقسام :
الناس ثلاثة : فعالم ربـّاني ، ومتعلـّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع: أتباع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيؤوا بنور العلم ، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق )..
( فعالم ربـّاني ) ..
عندما نقرأ بعض الروايات ، مثل :
( طلب العلم فريضة على كل مسلم )
ليس معنى ذلك أن طلب علم الهندسة فريضة .. نعم ، بعض الأمور واجبات كفائية ؛ إذ لابد من وجود الطبيب في المجتمع مثلاً .. ولكن كلمة " فريضة " أي على كل مسلم .. فهل على كل مسلم ، أن يتعلم الطب والفيزياء والهندسة ؟..
المراد بالعلم في هذه الموارد هو العلم الذي يضمن للإنسان الآخرة ، العلم الذي يقرّبه إلى الله عز وجل .. أما العلوم الطبيعية ، فهي ضرورية في مجال المعاش ، ولكن كل علم لا يصلحك ضلال ومال لا ينفعك وبال . :
في عرصات القيامة ليس هناك سؤال عن الكيمياء والفيزياء ، إنما السؤال عن العلم الواجب تعلمه ، والمنطبق على أصول وفروع الدين : الأصول اجتهاداً ، والفروع تقليداً ..
والعالم الرباني هو العالم الذي علمه متصل بالله - عز وجل - وليس المراد بالعالم هنا أئمة المساجد .. بل قد يكون العالم الرباني إنساناً فيزيائياً أو كيميائياً ، ولكن له انكشاف بصيرة ؛ ويرى الأمور بمنظار إلهي .
( ومتعلـّم على سبيل نجاة ) ..
إن الإنسان الذي يعترف بجهله ، هذا إنسان جيد .. والجاهل على قسمين :
جاهل يرجى له النجاة ؛ وهو الجاهل البسيط. . وجاهل لا يرجى له النجاة ؛ وهو الجاهل المركب ، الذي لا يعلم أنه لا يعلم ؛ لذا سيبقى في جهله إلى آخر عمره ..
تقول الرواية :
( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ؛ رضاً بما يصنع )
هل المراد هنا طالب العلم المحترف في الحوزات العلمية ، أم أنه ينطبق أيضاً على من يلتحق بالدورات الثقافية التي تقام لمدة عشرة أيام - مثلاً - في الفقه والعقائد ، أو أي علم نافع في أمور الدين ، وعلى من يأتي إلى المسجد ، وينوي تعلم العلم ؟.. لهذا يقول المجتهدون :
مسجد المرأة بيتها ، إلا إذا كان في المسجد علم ينتفع به .
( وهمج رعاع : أتباع كلّ ناعق )
الهمج مفسر في اللغة : " بالحمقى " والرعاع : هو " الإنسان الذي لا وزن له".. هؤلاء أتباع كل ناعق ، والناعق هو الذي يتكلم بالحق والباطل ..
ولكن إذا كان أغلب الناس من هذا القسم ، هل هذا يوجب الوحشة ؟..
روي عن أمير المؤمنين ( عليِهِ السلام ) :
( أيها الناس !.. لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله ، فإنّ الناس اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل )..
ونبي الله نوح ( عليِهِ السلام ) لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، وما آمن به إلا القليل ..
- وفسر القليل دون المائة -
أما الأغلبية فإنهم كانوا يضحكون على نوح ( عليِهِ السلام ) وهو يصنع السفينة على اليابسة ..
فإذن ، هنيئا لمن كان على هذا الخط !.. يقول الإمام علي ( عليِهِ السلام ) :
( اعرف الحق تعرف أهله .. لا يقاس الحق بالرجال ولكن يقاس الرجال بالحق ) !..
***************
6
11
2010