الموضوع
:
<< بدر شاكر السياب .. والقليل عنه >>
عرض مشاركة واحدة
11-05-2010, 08:31 PM
المشاركة
10
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
May 2007
رقم العضوية :
3512
المشاركات:
1,928
من كتاب الدكتور /
خليل إبراهيم العطية
(
التركيب اللغوي لشعر السّياب
)
و هو بحثٌ قيم يشرح النسيج اللغوي الذي قدمه بدر شاكر السياب للفصحى و محبيها
سأقدمه موجزاً لعلني أصل مع كاتبه و معكم إلي صورة ميكرسكوبية عن دواخل السياب ننظر من خلالها إلي ميكانيكة التفاعل في دواخل نص السياب قبل و بعد الإنتاج.
و استشفع بنبل قصدي لديكم عن أي خلل أو قصور .
قال في مقدمته عن هدفه و هدف كتابه :
(هذا بحث يهدف إلي دراسة جوانب من لغة السَّياب ...) ص6
( ... بمستطاع النقد اللغوي أنْ يقول الكثير في تقديم الشعر و اكتناه أبعاده , و ذلك نابع من أن البناء اللغوي جزء أساسي من مفهوم الشعر ... و لئن وجه النقدُ اللغوي القديم إلي الشعر بعض الملاحظات , فما أحرى النقد اللغوي الحديث أن يقول في الشعر الحديث ما شاء من حيثُ :
تركيبه اللغوي نحوه و صرفه , و دلالات ألفاظه , بعد تعدد مذاهب الفكر و تشعب مناحيه و كثرة (مدارسه) و تشابكها ... ) ص25
( ... و السيابُ – شاعرا _ شأنه شأن غيره من الشعراء المُحدثين أغنى فصيحة العصر بعدد غير قليلٍ من الصيغ و التراكيب و دلالات الألفاظ , مما سنجلوه في قادم الصفحات .) ص29
منابع ثقافة السَّياب
:
و أريد بالمنابع مناحي ثقافته و مصادرها التي كون منها مجمل شاعريته , فبانت أثارها في شعره و تركيبه اللغوي على هيأة ألفاظ و صور شعرية و رموز و أساطير , ... ) ص31
و قد تحدث الكاتب عن تاثر السياب بالتراث العربي عن ظاهرتين:
الأولى: الألفاظ المعجمية,
و الثانية : تأثره بمعاني الشعراء الأقدمين
فقال:
(... 1.
و بصدد التراث العربي اللغوي فإن الدارس يجد
:
الدأماء (1944) , كعاب (1944) , ترة (1944) , غض الإهاب (1944) , خود رداح (1944) , الجوسق (بلا تأريخ) , الشرب (1946) , الأوام (1946) , الحباب (1946) , الجثام (1953) , ... ,المشاش (1962) ,
سماوة (1963) ...
... لا شكَّ عندي أن بدراً أفادها مما عاد إليه من مظان اللغة و الأدب , و بعضاً مما حفظ من الشعر العربي القديم ...) ص32-33
ب:
الناحية الثانية التي نحن بصدد دراستها فمتعلقة بتأثره بشعراء الفصيح الغابرين
,...
قال السياب :
و الغادة الجذلى يشاركها الغرام بما تقول
و أمام عيني جدول عذب مقبله ضئيل
قيثارة الروح 46 (1944)
و هو تأثر بقول عنترة العبسي في معلقته :
إذ تستبيك بذي غروبٍ واضحٍ= عذْبٌ مُقبله لذيذ المطعم
و ربما كان قول بدر في قصيدته ( غار سيالوركا) أنشودة المطر (1960)
في قلبه تنور و الماء من جحيمه يغور:
طوفانه يطهر الأرض من الشرور
صدى بيت أبي العلاء المعري في اللزوميات:
الأرضُ للطوفانِ مُشتاقة =لعلها من دَرَنٍ تَغْتَسل
و بيت السياب ( أنشودة المطر) :
و الذي حارت البرية فيه =بالتآويل كائن ذو نفوذ
مُهْتَدم من قول أبي العلاء :
و الذي حارت البرية فيه =حيوان مستحدث من جماد
... ثمَّ يقول الكاتب:
... 6.أمَّا قوله :
أُقضي نهاري بغير الأحاديث غير المُنى =و إن عسعس الليل نادى صدى في الرياح (1963)
فصدى واضح لبيت ابن الدمينة :
أقضي نهاري بالحديث و بالمُنى =و يجمعني و الهم بالليل جامع ... ) ص32-36
2.
التراث العالمي
:
السياب أحد الشعراء العرب المُحدثين الذين ( غَرفوا ) من التراث العالمي, و قد ساعده في ذلك معرفته بالإنكليزية التي اطلع من خلالها على شعر أعلام الشعر في العالم مثل:
ت. س. إليوت و أديث سيتويل و v. lyly و جون كيتس , فضلاً عن لوركا و شكسبير . .. ) ص38
( ... و يُلاحظ تأثر السياب بإليوت مبكراً , لأننا نجد له في أساطير , و في قصيدة (ملال) 1948:
و أكيل بالأقداح ساعاتي و أسخر باكتئابي
الذي يكاد يكون ترجمة لقول ت. س. إليوت الذي يقول فيه:
I love me aswed out life with coffee spoons ) ص 39
( و إذا تركنا إليوت و ذهبنا لأديث سيتويل التي قرنها السياب بأبي تمام حتى قال :
(( الطريقة التي أكتبُ بها أغلبُ قصائدي الآن هي مزيج من طريقة أبي تمام و طريقة أديث سيتويل :
إدخال عنصر الثقافة و الاستعانة بالأساطير و التأريخ و التضمين في كتابة الشعر )
... فإننا نجد لبدر مقطعاً من قصيدة (كونغاي) , يكاد يكون ترجمة ترجمة لقصيدتها –كما اعترف في هامشها – ترنيمة سرير lullaby التي فيها :
رغم أن العالم استسر و اندثر
ما زال طائر الحديد يذرع السماء
و في قرارة المُحيط يعقد الثرى
أهداب طفلك – اليتيم – حيث لا غناء
إلا صراخ " البايبون" : زادك الثّرى
فازحف على الأربع .. فالحضيص و العلاء سيان
و الحياة و الفناء ))
كما وجهته أديث ستيويل نحو استعمال الرموز المسيحية , المُتناثرة في شعرة ابتداء من أنشودة المطر ) ص40-41
3.
الرموز و الأساطير
:
(... و قد فسر السياب إقبال الشاعر الحديث على على الأسطورة بانعدام القيم الشعرية في حياتنا المعاصرة , لغلبة المادة على الروح , و لهذا يلجأ الشاعر إلي عالم آخر يحسُ فيه بالارتياح , ليبني بها عوالم يتحدى بها منطق الحديد و الذهب ...) ص44
( ... أمَّا الرموز التي يلقاها دارس السياب فماثلة في رموزه الدينية المشتملة على رموز الكتب المقدسة : كالقرآن الكريم و الإنجيل و التوراة ...
أمّا رموز القرآن الكريم فهي :
هابيل و قابيل , و أيوب , و نوح , ....
و من رموز العهدين (الجديد و القديم):
الجلجلة , و العازر , و المسيح , و اليسوع ....
و لم يقتصر شعر السياب على الرموز المسيحية , بل أفاد مما ورد في (الأناجيل ) فبيته في (مرثية الالهة)/ أنشودة المطر:
دمي هذه الخمر التي تشربونها=و لحمي هو الخبز الذي نال جائع ) ص42-46
( أمّا الرموز الأسطوريةفمنها:
البابلي:كبابل و تموز و عشتار و عشتروت
الإغريقي:إيكار و أوديب واورفيوس و أبولو و أدونيس .... ) ص47
....................... يتبع إن شاء الله.
رد مع الإقتباس