عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2010, 08:08 PM
المشاركة 72
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وإذا بدعاة الصمود والتصدى من المتاجرين القوميين بالقضية الفلسطينية يتورطون فى مفاوضات واعترافات متوالية منذ عام 1982 ـ أى بعد أقل من عام من رفضهم للمفاوضات ـ وأعلنوا في قمة فاس الثانية خيار السلام والتفاوض !
فعلام كان الرفض والطنطنة الفارغة إذا ؟!
وكان هذه المفاوضات مهزلة بكل المقاييس حيث أنها لم تتح حتى أدنى المكاسب التى كان السادات يدعو لها فى مفاوضاته , فضلا على ما اتسمت به من ذل ومهانة !
ففي أثناء كامب ديفيد كاد عقل الإسرائيليين يطير من الفرح لاعتراف السادات بهم واصطف أشرس زعماء حزب الليكود ( حزب المتشددين الإسرائيليين ) لاستقبال السادات والإستماع إليه في الكنيست , واعتبروا اعترافه بهم وزيارته فتحا تاريخيا !
مع أن رئيس وزرائها في ذلك الوقت كان مناحم بيجن صقر الصقور
بينما ظلت إسرائيل ترفض هى الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية أو حتى السماح بذكر اسمها مجرد ذكر !
ومشت السياسة الأمريكية على نفس المنهج فأصبح ياسر عرفات يتوسل الإعتراف به نظير أى مقابل ولا يجده !
مع أن عرفات نفسه كان هو القائل بعد تجربة السادات ( تقطع يدى ولا أوقع على القرار 242 ) وهو القرار الذى يعترف بأحقية الدولة الإسرائيلية وشرعية وجودها ,
ثم جاء بعد ذلك فليته وقع القرار فقط ! بل وقعه وبصم عليه بأصابع يديه وقدميه حتى ترضي عنه السياسة الأمريكية !
وعندما اعترفوا به , ومع أول عملية فدائية في القدس سحبت أمريكا اعترافها رغم أن عرفات أدان العملية واعتبرها إرهابا في تصريح رسمى له قبل توقيع اتفاقية أوسلو !
وفى أثناء التوقيع بحضور الرئيس الأمريكى بيل كلينتون , اشترط اسحق رابين وشيمون بيريز على الرئيس الأمريكى ضرورة بعض الشروط على عرفات وهى أنه لا داعى للقبلات والأحضان والممارسات السمجة , ورفض رابين حتى مبدأ المصافحة مع عرفات مراعاة لمشاعر الشعب اليهودى !
وتوسط بيل كلينتون لرابين بشدة حتى يقبل المصافحة بالأيدى دون قبلات وأحضان !!

ولم تعد إسرائيل شيطانا يستعيذ منه القوميون بعبد الناصر !
بل أصبحت مثلا ومثالا للمناضلين أصحاب الصمود والتصدى !
فينقل هيكل في نفس الكتاب حوارا دار بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين عرفات وبين المليونير الفلسطينى حسيب صباغ ,
فعاتب عرفات المليونير صباغ قائلا له : إن روتشيلد فلسطين ( يشبه صباغ بالمليونير اليهودى روتشيلد الذى دعم إسرائيل ماليا في بدايتها ) لم يقم بدوره
فرد عليه صباغ قائلا : لأن بن جوريون فلسطين ( يشبه عرفات بابن جوريون مؤسس إسرائيل وأول رئيس لوزرائها ) لم يقم بدوره يا أبو عمار !!

ولم تعد إسرائيل هى العدو الذى يجب مقاطعته ,
بل اشترك وزيران من وزراء عرفات في مشروعات استثمارية ضخمة في إسرائيل وأصبحت لهم أعمال في السوق الإسرائيلية وتكفل أحدهم بتوفير العمالة الفلسطينية الرخيصة لإسرائيل حتى تُبنى بها المستوطنات , وتكفل الآخر بتوفير العمالة لبناء الجدار العازل !!
في نفس الوقت الذى يخرج فيه الإثنان معا في المفاوضات منددين بسياسة بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري !!
وبالمثل قام سائر قيادات منظمة التحرير ـ فور تنفيذ اتفاقية أوسلو ـ بإنشاء المشروعات والمصانع واستثمار الأموال العربية ـ التي جنوها باسم الدعم العربي لفلسطين ـ في دعم الإقتصاد الإسرائيلي والإستفادة المالية فضلا على استثمار أموال السلطة الوطنية في إنشاء شركات تجارية يملكها أعضاء الحكم الذاتى وتحتكر النشاط الإقتصادى داخل غزة , بينما هذه الأموال التي تأسست بها هذه الشركات هى أموال دعم عربي ودولى منحت مجانا للشعب الفلسطينى لا لرؤسائه , لكنهم أخذوها لأنفسهم
لتتراكم ملايين الدولارات في أرصدة هؤلاء المناضلين ,
لدرجة أن هيكل يشرح كيف أن البنك الدولى بعد اتفاقية أوسلو رفض تسليم أموال التبرعات إلى السلطة الوطنية بدون رقابة
وقال رئيس البنك الدولى تعبيرا عن ذلك : نحن لسنا على استعداد لأن نمنح المنظمة أموالا في جيبها , إلا إذا كانت تريد مصروفات شخصية ( بوكت مانى ) فهذا أمر يمكن تدبيره !
وهو ما أثار اعتراض عرفات وفريق السلطة الوطنية وأصروا على تسلم الأموال وصرفها بمعرفتهم , ومن البلايا حقيقة أن شيمون بيريز والقيادات الإسرائيلية توسطوا لتصل هذه التبرعات إلى فريق عرفات بدون رقابة دولية على المشروعات !
وليس هذا غريبا على فريق عرفات ما دام عرفات نفسه كان أول المستثمرين وأول البادئين بهذا المنهج ,
فقد كشف المحلل السياسي البريطانى الكبير ( ديفيد هيرث ) في كتابه عن ثلاثية السلطة الوطنية في فلسطين , بالأرقام والوثائق حجم الأعمال التجارية التي أنشأها فريق السلطة لحسابهم الخاص , كما كشف أرقام الحسابات المليونية التي أودعها أعضاء السلطة في البنوك الكبري بأسماء مستعارة أو بأسماء زوجاتهم
وكان عرفات قد أنشأ شركة باسم ( شركة البحر ) تحتكر تجارة الأسمنت والحديد والطاقة داخل قطاع غزة وأراضي الحكم الذاتى وتديرها زوجته سها الطويل !
وقد نشرت صحيفة ( الديلي تلجراف ) البريطانية ملفات شخصية مختصرة عن أعضاء وفد التفاوض الفلسطينى برياسة عرفات وأعضاء الوفد الإسرائيلي برياسة رابين وأجرت لكلا الفريقين تحقيقات شخصية تشمل مجمل أنشطتهم وسيرهم الذاتية ,
وذكرت صراحة حجم التعاون والتفاهم بين الفريقين , وكشفت عن أسماء المؤسسات التجارية التي يشارك فيها أعضاء السلطة الوطنية , بل وكشفت عن رقم حساب عرفات نفسه في البنك الإسرائيلي الرئيسي ( لائونى ـ فرع حشمو نائين ) في تل أبيب !
ولعلنا لا ننسي التقارير الإخبارية التي طيرتها وكالات الأنباء عقب موت عرفات , حول الخلاف الحاد الذى نشب بين سها عرفات وبين بقية أعضاء السلطة حول الأموال المتراكمة في البنوك باسمها وباسم زوجها الراحل [1]
فضلا على الدور الهدام الذى قامت به السلطة الوطنية بقيادة عرفات في العمل كشرطى إسرائيلي مهمته مطاردة عناصر المقاومة الإسلامية المسلحة , وهو الدور الذى تحدث عنه صراحة إسحق رابين بناء على نصيحة أجهزته الأمنية في استخدام اتفاقية أوسلوا لتحويل الفلسطينيين إلى بوليس يطارد الفلسطينيين وتوفير الجهود الإسرائيلية في ذلك !
لينكشف أمام العالم أجمع أن هؤلاء ما هم إلا مجموعة من المتاجرين بالقضية والحريصين على استمرار معاناة الشعب العربي والفلسطينى لاعتبارات الإستفادة المالية والمادية والنجومية , وقس على ذلك سائر الأطراف العربية !
أليسوا هؤلاء هم تلاميذ مدرسة القومية العربية وأعضاء منظمة التحرير التي دعمها عبد الناصر ورباها في كنفه واعترف لها بأحقية التمثيل المنفرد للشعب الفلسطينى وقضيته ؟!
أليس هؤلاء من أعلنوا أنهم باقية على عهد عبد الناصر وثوابته بعد أن خانها السادات ؟!
ألا تعست المدرسة وتلاميذها !

وينقل أيضا محمد حسنين هيكل فى كتابه ( المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل ـ الجزء الثالث ) ما يمكن تسميته مهزلة بكل المقاييس , لأن اتفاقية أوسلو وما أحاط بها كان السادات قد أتى بها من قبل ورفضتها يومئذ كافة الدول العربية واعتبرتها خيانة للقضية لأنها كانت تتضمن الإعتراف بإسرائيل
فعلام إذا كان صداع الصمود والتصدى ؟!
وحتى هذا الإتفاق ( غزة ـ أريحا ) تنصلت منه إسرائيل وتنازلت منظمة التحرير أكثر وأكثر وزادت إسرائيل فى غيها أكثر , وانتهى الأمر إلى أن ما رفضه العرب بالأمس أصبحوا يتوسلون للحصول عليه اليوم فلا يجدونه !
واعترفت جبهة الصمود والتصدى بإسرائيل وقبلت بكافة شروطها على أمل الإستجابة بلا فائدة , وتمادت الولايات المتحدة وإسرائيل فى إذلال عرفات وقيادة المنظمة ورغم ذلك قبل واستجاب ,
فاعترف بإسرائيل اعترافا صريحا احتوى اعترافا ضمنيا بشرعية استيلائها على الضفة الغربية والقدس , وعندما أعلن اعترافه طلب إليه وزير الخارجية الأمريكى أن يعيد اعترافه بشكل أكثر صراحة , فاستجاب عرفات وكرره , حتى قال وزير الخارجية الأمريكى معلقا بسخرية على ذلك قائلا :
( إن لاءات الخرطوم الثلاثة أصبحت نعم وثلاثة أيضا ! )
وينعى هيكل فى كتابه ممارسات عرفات والتى أفرغت منه قضيته بالكامل , بل ويبدى ذهوله من أن عرفات قبل أوامر الإدارة الأمريكية فى وصف أعمال المقاومة الفلسطينية بالإرهاب !
كل هذا طمعا فى الأموال الطائلة والسيارات الفاخرة ومظهرية رئيس الدولة على غير أساس من الواقع !
ثم تواصل مسلسل المفاوضات والإستجابة لكافة الشروط إلى درجة مهينة للغاية , فاقتتل الصف الفلسطينى على سلطة وزارات ليس لها من مسماها نصيب من الواقع !
وانسكبت مليارات لم يعرف أحد أين ذهبت ؟!
وقدّر هيكل جملة المبالغ التى حصلت عليها المنظمة منذ عام 80 حتى عام 90 بسبعة مليارات وربع المليار دولار !! وهو كم غير مسبوق لحركة نضال وجهاد !!
وتساءل أيضا على السبب فى الصرف والبذخ الذى كانت تمارسه المنظمة على المكاتب الفاخرة فى عواصم العالم الكبري وعلى التنقلات بالطائرات الخاصة والمرتبات الفاخرة وغيرها من ممارسات تتفوق حتى على ممارسات رؤساء الدول ,
ونتساءل نحن معه أيضا عن القومية ونداء النضال وحقيقته !
هذا الأمر الذى جلب لنا سخرية الإسرائيليين أنفسهم عندما سخر رابين قائلا :
( سفارات لمن وباسم من وأين هى الدولة حتى تكون لها سفارات ؟! ) [2]
بل إن شيمون بيريز ـ رئيس الدولة الإسرائيلي الآن ـ عبّر في مذكراته عن فريق المفاوضات من أمثال عرفات وأبو مازن وصائب عريقات قائلا :
( إنى أشعر أنى أتحدث إلى نفسي .. هؤلاء الذين نفاوضهم ليسوا فلسطينيين بل إنهم يهود بالكوفية الفلسطينية ! )[3]

ويثبت هيكل في كتابه بأدلة كثيفة حقيقة هؤلاء المناضلين على مستوى العالم العربي وكيف أنهم لا يعملون لأجل قضية أو مبدأ أو بإيمان حقيقي بالقومية العربية بل للتكسب الشخصي , ونسوق في هذا المقام دليلا واحدا واضحا وهو العداوة المستفزة بين مختلف الفصائل الفلسطينية على السلطة وعلى الظهور الإعلامى !
وتسلط أجهزة الأمن التابعة لعرفات وأبي مازن في تتبع عناصر المقاومة الإسلامية والتنكيل بهم !
وإلى الدرجة التي جعلت ياسر عرفات في زيارته لباريس أثناء رياسة فرانسوا ميتران , يقبل ببساطة شديدة أن يعلن للعالم أجمع إلغاؤه للميثاق الوطنى الفلسطينى بناء على طلب الرئيس ميتران , ووقف أمام عدسات المصورين يعلن هذا الإلغاء للميثاق الذى تعاهد عليه أبطال جبهة الصمود والتصدى وجعلوا بنوده مليئة بالشعارات البراقة واللاءات الشهيرة !
فأين الوطنية القديمة التي رمت السادات بالخيانة لمجرد تفاوضه مع إسرائيل ؟!
وأين القضية يا صاحب القضية ؟!
وكيف تقبل أن تلغي الميثاق الوطنى منفردا بقرارك وحدك ولأجل خاطر الرئيس الفرنسي لمجرد أنه قام باستقبالك استقبالا رسميا في قصر الإليزيه !
نحمد الله تعالى على أن ميتران لم يطلب حذف آيات من القرآن أيضا !

وهكذا قبل العرب قاطبة الإملاءات الإسرائيلية والأمريكية بل وعرضوا التطبيع الكامل في محاولة دفع عملية السلام ـ كما يقال ـ في نفس الوقت الذى كانوا فيه قبل عشرين عاما ينثرون اتهامات الخيانة على القيادة المصرية في مزايدات عقيمة !
وكان حريا علينا فعلا أن نسمى فرصة التفاوض مع السادات لو تمت في إجتماع كامل للكلمة العربية فرصة حقيقية تحقق مكاسب مرحلية هامة باستعادة الأراضي المحتلة في 67 ,
لكنها أصبحت فرصة ضائعة ـ كما سماها وزير الخارجية المصري الأسبق محمد إبراهيم كامل ـ وذلك بسبب المزايدات العقيمة مع السادات وانفراد هذا الأخير بقراره ورحيله منعزلا عن مجتمع القومية العربية مروجا للقومية المصرية !

وليس القصد هنا دفاعا عن سياسة السادات التي أدت به لتوقيع معاهدة كامب ديفيد , بل لا زالت هذه السياسة هى السبب الرئيسي للتراجع العربي , وهو في معيار التاريخ لا يختلف عن أى قائد عربي معاصر خلط العام بالخاص
وقيامه بمبادرة السلام واستعادته لسيناء كلها أمور يستحق التأييد عليها , لكن ما تجاوز فيه هو اعتماده الخيار الإستراتيجى الأمريكى ورهنه سياسات مصر بسياسات الغرب تطرفا منه في عداوة العرب ,
ونسي أن هناك مبادئ وثوابت لا يجب التنازل عنها لأى سبب مهما كان تنازل الآخرين عنها مكشوفا ومعروفا
ولو أن معاهدة السلام كانت معاهدة هدنة , وتبتعد إلى نحو مدروس عن السياسة الأمريكية لكانت سياسة السادات أثبتت أحقيتها كاملة ,

فالقصد كشف وتعرية التيار القومى وعدم الإعتراف له بأحقية نقد السادات لأنه القومى الوحيد الذى فعل شيئا له قيمة وهو اتخاذه قرار أكتوبر
أما نقد السادات وتشريح سياسته فهذا حقنا نحن ـ أصحاب التوجه الإسلامى الصافي ومرجعية القرآن والسنة ـ
وأيضا لإدراك حقيقة أن عداء التيار القومى لمعاهدة كامب وللسادات ليس مبنيا على واقع بل على شعارات كانت هى المحك الرئيسي الذى أدى للهزيمة التي لاموا السادات على استثمار انتصارها والتفاوض من موقف قوة !
نعم إنه قبل بما لا يجب القبول به , ولكن كان من الممكن استيعاب ذلك مرحليا , وعدم النظر إلى معاهدة السلام على أنها معاهدة سلام بالفعل وإنما هى مجرد هدنة لا أكثر ولا أقل
خاصة وأن عقيدة الجيش المصري وعقيدة الجيش الإسرائيلي لا زالت حتى يومنا هذا هى العقيدة المشتركة في العداء وليس للمعاهدة أثر فعلى عليها ,
ويشهد بذلك المشاريع الإستراتيجية للجيشين ,
ولو قبلوا المفاوضات في بدايتها قبل تغير ظروف العالم لحصل العرب على الأراضي التي تم الإستيلاء عليها قبل 67 ولكانت تلك خطوة على الطريق يتلوها ما بعدها لو خلصت النوايا !
لكن من قال إن النوايا كانت مخلصة !

كما أظهرت الوقائع أن نبذ التيار القومى للإسلام والحضارة الإسلامية هى السبب الرئيسي في انهيار أحوال العالم العربي لأن الإخلاص والإيمان إنما هو رهن بيقظة العقيدة الدينية الإسلامية التي اتخذها أهل القرون السابقة دستورا فسادوا بها على العالم ثلاثة عشر قرنا !

ومن الغريب أن دعاة القومية من أمثال الأستاذ هيكل يؤمنون بنظرية فشلت تجربتها فشلا ذريعا على أرض الواقع بينما يهملون التجربة التي أثبتت نفسها كدولة عظمى عشرات المرات ,
والأنكى ..
أنهم تخلوا طواعية عن سلاح فتاك لعدوهم وهو الإسلام , فقد بذل المستشرقون بالفكر والصليبيون بالحرب جهودا استطالت قرونا حتى ينزعوا الفكر الإسلامى من قلوب معتنقيه وفشلوا في ذلك
وجاءت أجيال القرن العشرين لتتخلى عن أقوى أسلحتها طواعية !
والأغرب أن هيكل في كتابه ( المفاوضات السرية ) ينقل عن شيمون بيريز تصريحه بأن الخطر الإسلامى هو أخشي ما يخشاه الإسرائيليون !
وفى نفس الوقت لا ينتبه إلى التناقض عندما يقف مع صف شيمون بيريز ويبرر العداء لأى صحوة إسلامية !

وقد كان هيكل في تجربته الإعلامية واقعا في حيرة من أى شاشة فضائية يطل على جماهير مستمعيه , واختار الجزيرة لسبب واحد وهو أنه سمع تصريحا لجورج دبليو بوش يسب فيه الجزيرة ويعتبرها عدوا إعلاميا فاختارها هيكل تحت منطق أن أى مكان يراه الرئيس الأمريكى غير مناسب له , هو بالتأكيد مكان مناسب أى عربي
جميل جدا هذا المنطق السليم ,
لكن لماذا رفضه الأستاذ هيكل في عداء الإسرائيليين والأمريكيين للإسلام فتشبث بفكر عقيدته التي يعتبرها خصومه أعتى الأسلحة في مواجهتهم ؟!
لا أحد يعلم ؟!
يتبع ..


الهوامش :
[1] ـ د. عبد الله النفيسي ـ برنامج بلا حدود ـ قناة الجزيرة الفضائية ـ حلقة بعنوان ( السلطة الوطنية )
[2]ـ المفاوضات السرية ـ الجزء الثالث ـ محمد حسنين هيكل ـ دار الشروق
[3]ـ نقلا عن ندوة للدكتور عبد الله النفيسي بعنوان ( حال الأمة )