عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2010, 11:18 PM
المشاركة 20
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
القصيدة رقم (8)


أتنشد؟؟


لللدكتور عبد الرحمن العشماوي ،


قالت : أتُنْشِدُ والمدافعُ تضربُ *** والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ ؟

أتصوغ شعراً والرصّاص قصيدةٌّ *** ناريّةٌ ، ألحانُها تتلهّبُ ؟

أتنمّق الشعر الجميلَ بصورةٍ *** شعريةٍ ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ ؟

ماذا تفيد قصائد الشعر التي *** تبكي ، وناصيةُ الكرامةِ تُضْرَبُ؟

هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ مِعطفاً *** يكسو الفقيرَ ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ ؟

هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ كِسْرةً *** من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ تُوْهَبُ

وعباءةً تلتْف فيها حُرّةٌ *** دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ

وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي على*** حَسَكٍ ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ تَعْطَبُ

هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً*** يأوي إليه الخائفُ المتغرّبُ

وانشُدْ به ظلّ الأمانِ لأسرةٍ *** طُردتْ ، فليس مِن التشّردِ مَهْرَبُ

ما قيمة الشعر الذي نهفو إلى *** ألحانه ، والقُدْسُ منّا تُسْلَبُ؟

والطفلُ في الساحاتِ ، تحمل كفُّه *** حجراً ، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ ؟

والشيخُ يرسم ظهرُه قوس الأسى *** وفؤادُه مما رأى يتعذّبُ؟

هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ دارُه *** فمضى وقد ضاق الفضاءُ الأَرْحَبُ؟

يا شاعرَ الفُصحى وعازف لحنِها *** ياليتَ شِعرَك ، كيف هان المَطْلَب ُ؟

أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يد*** تُعطي من قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ ؟

أنسيتَ أنّ المعتدين تنمّروا *** وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟

أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ، وبئسما *** هيَ مِن يدٍ ، بدم الضحية تُخْضَبُ؟

تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً *** فإلى متى تبكي الحروفَ وتندبُ؟

وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً *** والمعتدي متطاولٌ متوثّبُ ؟

لو جُمعّتْ كلُّ الدواوين التي *** كُتِبتْ ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟

ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي ** فيها المدافعُ والقنابل تَخطُبُ؟

ما قيمة الكلماتِ ، والدّار التي *** فيها الأحبةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!

ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ الذي *** فُتحتْ له الأبوابُ لا يتهيّبُ؟!

يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها *** يا من تجيئُ بك الحروفُ وتذهبُ

أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى *** ونداءِ قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا

لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا *** هَجَر الموائد والولائمَ أشعبُ

يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها ***ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ

إن كان شعرك سوف يَهزم باغياً *** فاضربْ به المستوطنين ليهربوا

لقيتْ قصائدُك الحسانُ أمانها *** والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ

ماذا صنعنا باليهود ،ونحن مِن *** خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟

ماذا صنعنا ، والقصائدُ لم تزلْ *** تُلْقى ونحن بحفظها نتأدّبُ؟؟

اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف بالحصى *** عَزْفاً ، يَروق لسامعيه ويعجبُ

إن كان رأيُك في القصيدة صائباً *** فالّرأْي في ذِهْنِ الحجارةِ أصْوَبُ