عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2010, 06:07 AM
المشاركة 26
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المحور الخامس:
كيف كان مدير المدرسة ؟ وكيف يستطيع مواكبة العصر هذا اليوم .؟
الأخ خمود مرحبا بمرورك واختيارك للمحور الخامس كيف كان مدير المدرسة ؟ وكيف يستطيع مواكبة العصر هذا اليوم .؟ من بين المحاور الأخرى .رغم أنني كنت أرغب في مشاركتك لجميع المحاور الأخرى،كونك أحد منسوبي التعليم في بلادنا .
الإدارة في الماضي كانت سهلة جدا ، ولا أظن مدير المدرسة حينها يمتلك المهارة الإدارية إلى هذا الحد ،لكن هناك عوامل ساعدته على تسيير أمور مدرسته بكل يسر وسهولة لأسباب منها :
1ـ لم تكن الأعباء الإدارية كوقتنا هذا ، لربما سجل يختص بأسماء الطلاب ، وآخر يتضمن حضور وانصراف المعلمين لذلك سهّلة عليه المهمة كثيرا .
2ـ لم تكن أعداد الطلاب التي نراها ذلك الحين كوقتنا الحاضر ، وهذا في نظري عامل آخر سهل عليه مهمة إدارة مدرسته .
3ـ كان رجال التعليم سابقا لهم شأن بين الناس ، لذا يُقدّر مدير المدرسة ، والمعلمين أيضا .
4ـ لم يكن التطلّع للمستقبل كثيرا كما نراه الآن ( المهم أن يجد الخريج وظيفة محترمة )، وسبق أن ذكرت أن معرفة الطالب للقراءة ، والكتابة، والمحافظة على النظام ، كانت هي ديدن الوزارة وولي الأمر .
أما التعليم ذلك الوقت أوافقك الرأي أنه أفضل من تعليم اليوم من ناحية الأخلاص في العمل ، والجديّة من المعلم وولي أمر الطالب ، وكذلك الطالب ممّا أثر ذلك ايجابا على المخرجات ، ولربما لأسباب منها :
1ـ كانت اللوائح الخاصة بالطالب والمعلم والاختبارات منصفة إلى حد ما مقارنة بلوائح اليوم .
2ـ لم تكن تلك القنوات الفضائية تشغل ناشئتنا كما هو الحال اليوم .
3ـ كان ولي الأمر يشعر بالمسؤولية تجاه أولاده ، وبناته مقارنة بوقتنا الحاضر حيث ترك الحبل على الغارب عند الكثير من الأسر ، وعملية النجاح سهلة ،وميسرة ..
4ـ كان المعلم يعطي وبلا حدود ، ويشعر بالمسؤولية تجاه طلابه ، وكانت له مكانته في المجتمع وبين طلابه . على عكس ما نراه اليوم أصبح شماعة نعلق عليها كل الأخطاء ، ومن عليه تقع المسؤولية الكبرى بريء منها براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
5ـ وقوف المسئولين وقفة حق مع (مدير المدرسة ،والمعلم ،والطالب ) ولم يشعر أحد من الجميع ببخس حقه مع الآخر .
رغم قلة النفقات على التعليم ذلك الوقت مقارنة بالسخاء المُبسَل اليوم إلاّ أنه أدى دوره بنجاح في تلك الفترة ، وكانت المخرجات أيضا جيدة الجودة . الحقيقة هناك أسباب اليوم تشترك جميعها في تدني التعليم ، وقد لا يتخيل البعض كم هي تلك الجهات المساهمة في هذا التدني .؟ لكننا لازلنا نتفاءل الخير ، (والشمس لا تغطى بغربال. )
أما كيف يواكب مدير المدرسة العصر هذا اليوم .؟
لنناقش الموضوع بعيدا عمّا يجري على الساحة التعليمية في عالمنا العربي الآن ، ولنعش قليلا مع ما يجري في العالم المتقدم .
لقد شهدت نهاية القرن العشرين اتجاها جديدا في الإدارة المدرسية ، ولم تعد وظيفة الإدارة المدرسية مجرد إدارة شئون المدرسة بطريقة روتينية ، ونظرا لهذا التطور السريع الذي يشهده العالم اليوم ، ينبغي إعادة النظر في أعداد المديرين ، مع رسم الأهداف العصرية بعيدا عن ذلك الروتين الممل ، والتي بدورها أثقلت كاهل مدير المدرسة شريطة التمسك بتعاليم ديننا الحنيف ، والبقاء على عاداتنا وتقاليدنا . فقد احتل مدير المدرسة اهتماما كبيرا في الأدبيات المتعلقة بالإدارة التربوية خلال السنوات الأخيرة ،والإدارة التعليمية الواعية دائما تتمسك بمدير المدرسة الذي يصل بفكره وابتكاره وإبداعه إلى مرتبة القائد التربوي الناجح مستخدما مهاراته الفنية والفكرية ومدى استعداده لتحقيق الأهداف العامة للمدرسة بكفاءة عالية . فلم تعد أهمية مدير المدرسة هي متابعة النظام في المدرسة ، ومتابعة بعض الأعمال الإدارية ، والتي أظنها عبء ثقيل تحول دون تطور مدارسنا اليوم ،والمحور الرئيسي في ذلك : كيف نعد طالب اليوم إعداد جيدا ترتقي بموجبه الأمة، وتعد نفسها في مصاف تلك الدول التي لها السبق في هذا الشأن .؟ المؤسسات التعليمية ، والخدمات المفروض تقديمها من قبل هذه المؤسسات مرتبطة بآمال الآباء وتطلعاتهم ، والحاجة الملحة إلى مواطن صالح يهمه في المستقبل الرقي بمجتمعه ،وكل ذلك في نظري ضروريات تزيد من رفاهية المجتمع نفسه والسمو به .
والخلاصة في هذا: إن لم يُعد مدير المدرسة إعدادا جيدا ، وتتسع الرؤية تجاه تأهيله التأهيل الذي معه يستطيع مواكبة العصر سنبقى في ذيل الأمم المتقدمة ، رغم الإنفاق على التعليم ، والرغبة الصادقة من حكام هذا البلد . فمدير الأمس ، والظروف المصاحبة ،والأهداف المطلوبة ذلك الحين لم تعد تجدي نفعاً اليوم ، ولم تعد مهمة مدير المدرسة في السابق هي نفسها اليوم ، وعلى المسئولين في وزارتنا إعادة النظر في مدير المدرسة ، والاهتمام في الكيفية التي منها نجعله قائدا يقود ناشئته إلى عالم المعرفة في زمنٍ لابقاء فيه إلاّ للأصلح ،وتتسارع فيه الأمم للوصول إلى العالمية .