وعقب تدارك القيادة المصرية لخطأ معركة اللواء 25 المدرع تمكنت القوات المصرية في يوم 17 أكتوبر في إفشال معظم الهجمات التي شنتها فرقة إبراهام أدان بمعاونة فرقة شارون لكى تتمكن من توسيع ثغرة الإختراق في معبر الدفرسوار وخطرت للقيادة فكرة إغراق منطقة شمال قرية الجلاء بالمياه ليستحيل على العدو العبور بدباباته فيها , ولكن الخطة لم تتم نظرا لعيوب فنية أصابت محركات الضخ مما جعل الفكرة غير ممكنة رغم أنها كانت كافية لإفشال العبور الإسرائيلي المدرع غرب القناة , واشتبك العدو من جديد مع القوات المصرية وكانت الإشتباكات سجالا تحمل فيها الإسرائيليون خسائرهم في سبيل توسيع الثغرة ليتمكنوا من العبور ولكن المقاومة المصرية العنيفة ثبتت الدبابات الإسرائيلية بقرية الجلاء طيلة هذه الفترة بفضل الفرقة 16 مشاة واللواء 16 مشاة الذى أدى دورا بطوليا في قتال مستمر مما عرضه للخسائر الفادحة في وحداته فصدرت الأوامر إليه بالإخلاء لإعادة تجميعه وتنظيمه , واستغل العدو هذا الإخلاء ليسيطر على موقعى أكافيش وطرطور بعد أن دفع ثمنا باهظا في كليهما , وقامت وحدات المهندسين العسكريين بأول محاولة لإقامة جسر للعبور في مساء 17 أكتوبر وتمكنت المدفعية المصرية وغارات الطيران المصري بطائرات الميج التي اشتكبت مع الطائرات الإسرائيلية في معارك عنيفة من تعطيل إقامة الجسر عدة مرات وتعطلت معدات العبور نتيجة القصف المكثف وكثر الضحايا من وحدات المهندسين , ورغم الخسائر تم إخلاء الضحايا بقوة وسرعة وإحلال المعديات والأجزاء المحطمة بأخرى سليمة لإقامة الجسر الأول وأتيح لطيران العدو لأول مرة منذ بدء العمليات أن يتدخل بفاعلية بعد أن تدمير بعض بطاريات سام التابعة للقوات المصرية وذلك بهدف حماية عملية إقامة الجسر الذى أخذ يتعرض للتدمير مرة تلو الأخرى بعد أن استمرت المدفعية المصرية في تكثيف ضرباتها ولم تتوقف منذ يوم 17 أكتوبر وحتى نهاية الحرب مما رفع معدل الخسائر الإسرائيلية إلى حد مفزع , وتحت هذا الجو من المعارك المشتعلة وصل طابور مدرعات الجنرال إبراهام أدان إلى أول جسر المعديات الذى تمت إقامته بعد فشل الإسرائيليين في جسر دائم متصل وذلك في الساعة العاشرة مساء 17 أكتوبر , وعبرت أول الدبابات الإسرائيلية التابعة لفرقة إبراهام وقابلته كتيبة الدبابات التي عبرت من قبل برفقة لواء المظلات بالترحاب مع قائدها الكولونيل حاييم , لكن فرحة إبراهام أدان لم تكتمل إذ تسببت المدفعية المصرية في إصابة منتصف الجسر الإسرائيلي وأحدثت به فجوة كبيرة تسببت في إعاقة عبور دبابات إبراهام مما تسبب في حالة ذعر بين القوات الإسرائيلية نظرا لتكدس الدبابات على الكوبري الذى لم يكمل عمره ساعة واحدة بعد , وأصدر إبراهام أدان أوامره عبور الدبابات على المعديات للخلاص من الموقف وتسبب هذا في تعقيد موقف الدبابات الخلفية التي كانت تنتظر دورها في العبور بعد دبابات المقدمة مما أدى إلى تعطل معظمها على الطريق مع المركبات المحملة بالذخيرة والعتاد وبقية معدات الجسور الإحتياطية الكافية لإصلاح الجسر , وأثناء إتمام عملية العبور على المعديات ريثما يتم إصلاح الجسر أصابت قذائف المدفعية المصرية إحدى مركبات العبور بكل ما تحمله من دبابات وأفراد فتركها الإسرائيليون للغرق وهربوا للنجاة بأنفسهم في مياه القناة وغرقوا جميعا عدا ثلاثة أفراد ! ( ولنا هنا أن نتوقف عند ملحوظة شديدة الأهمية عندما نتأمل فشل الإسرائيليين الذريع في إقامة جسر واحد مؤمن تعبر عليه مدرعاتهم خلال هذه الفترة التي تزيد عن 48 ساعة رغم كمية التضحيات الهائلة التي تكبدتها هذه القوات , ونقارنها بحجم الإنجاز المصري في إقامة كافة كباري العبور مع بداية الحرب وفى زمن قياسي وبعدد لا يذكر من الضحايا ) وتحت هذه الظروف العصيبة كادت أعصاب الجنرال إبراهام أدان تفلت وهو يري محاولة العبور تتعثر للمرة الألف حتى تفتق ذهن أحد ضباطه عن فكرة ذكية لإصلاح الجسر سريعا دون انتظار للمعدات الإحتياطية القابعة في الخلف وسط الزحام , وهى أن تعبر دبابة من الفرقة إلى موضع الفجوة وتمد الجسر المتحرك المتصل بها ليصل للجانب الآخر , وتمكنت القوات الإسرائيلية من إتمام تنفيذ الفكرة في الرابعة فجر 18 أكتوبر , وهكذا عبرت بقية فرقة إبراهام أدان ولحقها بقية فرقة شارون في صباح اليوم نفسه ليصبح للعدو غرب القناة فرقتان مدرعتان مع لواء المظلات الذى عبر قبل يومين , يتبع ..