عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
25

المشاهدات
10460
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
10-24-2010, 07:38 PM
المشاركة 1
10-24-2010, 07:38 PM
المشاركة 1
افتراضي ** زهقٌ على الطريق
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


* زهقٌ على الطريق
هاجس بدبيب أخرس يمتد ليخدش هالة الضوء على خابية الروح .. هاجس عربيد يلقيني في سيل الظلام وأناعلى مقربة من البهجة التي أسرت لي ببشرى اللقاء ..
هاجس يُسمّرني حتى أتيبس على شرفة الحزن فيميد بي وقوفي وأنا أدحج أطياف غائرة في المدى ..
كان للأسئلة أصفاد وصليلها يعاند البرق في وميضه ويخطفني بين سماوات الحدس .. فيتباطأ الحلم .. يسير بحذر في الأوردة الساخطة ..
هل صحيح ستغرد النجوم في عرس لقياك .. أحقآ ستأتي مع الريح تحمل لي بساط الفرح وعلب الهمس الحريرية .. ؟
وأنى لي أن تنبهر مملكتي بحلولك الذي لازال مراوحآ بالمكث على أرصفة المدى., وكيف ستُقّبلني الزنابق وتعانقني الرياحين وتوقظ بهجتي صفير الأطيار ..؟
مماطلة الجرح تجعلني أسايره ببسمة تتعاطى الزيف .. ربتُ على وجعي وهدهدته بترنيمة حريرية أحايله بأن يكف عن النزف حيث صرير النهار ينبثق عن أشباح تغيظني في البعيد وتحمل نعش النهار..
ولا أدري أي لحد في الكون سيبرح موطن أبديتها ..
" أنت ستكونين أميرتي .. وملكة الليل المتوجة "
وأنتَ خبيئة الحلم المغرق بالألم .. أنت ولليل سجاياه النورانية لولا آثامه المتحفزة في الخفاء لتضعني في مرقد االوجل.. أنت , ومحشو صوتي بالزفرات ..
وعلى ناصية كل صبح كنت أسمع همس النوافير .. وطيش العصافير ..وصغار للزهر ترتضع ضوء شحيح للشمس في حين كان قلبي ينشق عني فوق تلال الإنكار حيث أتحول إلى شطر ثلجي لكائن زمهريري يحسن معاملة الجماد ..
أجل .. كأعمدة الليل أنا أوشوش الرصيف .. أشاكسه .. وأراقصه على هزيم السكون ثم أتشاجر معه وكأني باب مغلق على الوهم..
سأسكن دفاتري المتخمة بكل تفاصيلك ..وأتخذ من الرابية التي تجاور نهرك ملاذ لي .. سأسابق الريح في هبوبها .. وأحضر لك أضواء من مجرة نائية , فقط أخلع علي تاج الوصال الأبدي لأتحرر من جبروت الشوق ..لأمضي إلى سبات تهدهده وسائد من أرياش طير نائم في خدر كالفرح .
ويحك ..دعني أمضي .. أو اقترب ..
كنت أسير في ذاك الدرب كموج تائه الإرتماء على الشاطئ , بينما وجه بمعيتي يرقبني بقلق , كنت أستتر بهروب إلى فضاء رحيب .. قالت لي صديقتي حين تناهى إليها نشيج أنفاسي :
- هل أنتِ بخير ..؟
أشرت برأسي ونطقت بصعوبة مع أخر فوج من الهواء : أجل .. لا تقلقي ..
لم ينطلي عليها صوتي الهزيل , قالت تمسك بذراعي : دعينا نهاتف أحدآ ليقلنا ..
قلت معترضة : لا .. أنا أريد أن أسير ..
- ولكن .. يبدو عليك التعب ..
همهمت وأنا أدس كفي تحت خماري لأرتشف نسمة عابرة : قلت لك أنني أريد أن أسير ..
- حسنآ .. كما تريدين يا عزيزتي ..
أقلع قليلآ عن تذوق رائحتك في انطلاقتي .. ..هدير الريح الموشومة بالغبار يزيد من إحمرار جرحي .. يلتهب شحوبي وجانب وجنتي يخور لرجفة تزور جسدي بغتة لا أشعرها إلا حين تعز علي الأنفاس ..والأغصان التي ترامت على ظلي من دوحك أشعرتني بالأمان .. والزنبقة تهمس للسوسنة عن عرس الأيام ..
فأمد أصبعي في عين الأوراق الخضراء واقتلع منها إنتعاشة رقص للريح ..
" ستظلين .. الروح التي تمدني بالحياة "
عتابك الأخير لم يمر بي بسلام , عتابك وثقل يجثم على صدري .. وأنفاس تزهق الزفير كسكرة تماطل الحياة ..
تتقن الرياض عزف الهواء في الشطر الأخير من العاصفة , أمسك على الجرح وقد أحاطتني قامة أبي في شرودي ليستعر في جسدي الجلد ..همسهُ وحبات من الدموع تراصت على عيني ..
" يا حبة القلب , لا تتركي الهموم تهزمك "
لوهلة أتشرب الهواء كسم أخير للحياة يحط على أطرافي ويذوب في عظامها .. وأبتلع ريق مرير يندس إلى جسدي ويعيث فيه وهنا ..
أيجب أن أدغدغ انتباهك بطقوسي العشوائية لمراسيم / تدشين/ شعائر / إالتصاقي بكينونتك ..!
هل ينبغي أن أحيك عجبآ كلما سقطت شعرة من رأسي وارتمت باستجداء على حافة كتفي.. فقط .. لأنني كنت على موعد مع سفرك ..!
صوتي ضيق كوجع أيوب في الكربات : أن ربِ مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ..كانكسار يونس إذ نادى في الظلمات : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ..
عرق الإنطفاء حمم لا يجيد إلا الانصباب الحارق .. وممارسة الإنصياع للوهن لا أعده جرمآ إلا في مساء التخاذل ..
قالت صديقتي تلطمني بصوتها الضاحك : هل رأيت ما فعلت ياسمين ؟
سألت وكأني في ذوبان مع ظلال تحوم في الطريق ولا يراها غيري ..
- من .. ياسمين ؟؟
صاحت تشن علي غرابة : ما بك .. ياسمين ابنتي طبعا ..
قلت أسايرها : آه .. أجل .. ما بها ياسمين .؟
وأخذت تتحدث وأنا أزداد غيابا .. يقيني المحسوس بك تلتقطه الجبال ويتنفسه كل إنحدار للوديان التي تعرجت بمسالك على صريم البيداء ..
هاتان العينان أطل عليهما بحذر حتى لا أنزلق من شاهق الوله ..أغوص بين تمتماتك الراسبة في دمي عل الحرف يطلعني على أسرارك التي تعذبني .. أود أن أعبر جسرك إلى جنان الشمس ..أريد أن أسكن في جناح عصفور أو جديلة تائهة لضوء البدر..
أتمنى أن ألتحف بغيمة تسطو على سقف الدنيا من فوق رأسك .. لأكون دوما في معيتك ..
ولكن الظلام خلفته عند بابي يزأر كلما أشعلت شمعة كنت أذوب معها في هنيهة ذكرى .. أو كلما طرقت الريح نافذتي بحصاة تلطم الصمت
فجأة .. ارتطمت لفتتي بطيفك اللجوج وهو يتظاهر بالتخفي ويلوح عند التنهيد .. غاضب أنت تلتهم شهيقك وتزجه في موقد تجلدي ..غاضب ويزلزلني قهرك .. غاضب ولا أطيق غضبك ..
" سيكون ما تريدين .. أعدكِ "
إليك عني .. أرجوك ..
أظلمت الدنيا في عيني .. وبات النفس عزيزا .. توقفتُ بدون إنذار وأخذت أتمايل في وقوفي وأترنح إلى الدنى نحو الرصيف ..
سقطت .. ولا أدرك شئ من الزمن الذي مر علي .. ولكني رأيتك تقبل جزعآ من بين كوم العيون المتراصة حولي .. رفعتني بيديك .. حتى لفحتني أنفاسك .. وشممت رائحة عطرك .. ولم يبق سوى أن أشرع أهدابي لأراك ..
وحين تأملت الوجه القلق أمامي , كانت صديقتي تبكي وتقول لي : هيا .. لقد جاء من يقلنا إلى المستشفى ..
أنت لم تكن سوى طيف .. كدأبي بك دومآ .. طيف أهداني المحال .. ومكث بقربي ظل فقط ..
لذا ارتميت على المقعد الخلفي .. ورحت في إغماء عميق ..

تحيتي لكل حدق عابر ..