عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2010, 08:52 PM
المشاركة 13
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
** قصة قصيدة **


رآها بالصدفة فسلبت لبه ، لم يدر مايفعل ، وصعب عليه لو تختفي في الزحام ، بين الحواري

الضيقة ، ولا يستطيع رؤيتها ثانية فاتخذ قراره فوراً ، وتبعها بإصرار حتى دخلت بيتاً .

ولكن رؤيتها ليست من السهولة بمكان ، حتى ولو عرف بيتها ، فالبيوت أسرار ،

فماذا يفعل ! ! !

انتظر كثيراً دون فائدة ، وفعل ذلك كل يوم ، ولم يصل لنتيجة ترضيه ! ! !

في إحدى المرات ، ولشدة ولهه ، خطر في باله خاطر ،

كان وراء البيت نهر ، فاتجه إليه ، واكتشف أن للبيت شرفة خلفية

وغير بعيدة عنه ، كما يوجد شجرة متشابكة الأغصان ، تصلح مكمناً مثالياً للمراقبة ،

فهي على الضفة الأخرى للنهر ، ويذهب إليها عبر جسر خشبي قديم

جهز العدة ، ومكث تحت الشجرة منذ الصباح ،

وعندما آذنت الشمس للمغيب، ظهرت الحبيبة في الشرفة ،

فشاهدها ، ومتع نظره بها ، ومرة إثر أخرى ، لاحظته الحبيبة ، وانتبهت لما يفعل ،

فلم تمتنع عن الوقوف على الشرفة ، بل زادت وأكثرت من تواجدها ،

وكأنها تبادل هذا الغريب حباً بحب ،

ولكن ذلك كله لم يطفىء لهيب غرامه ،

لم يعد يكفيه ما يراه ، وخشي أن يفقدها لسبب أو آخر ،

وكيف له أن يحيى بدونها بعد أن صارت عشقه ومبتغاه ،

فبدأ يبحث عن أهلها ومعارفها حتى عرف عائلتها ، بعد صعوبات جمة ،

وفي الوقت المناسب ، بعد ذلك ، خطبها من أبيها

وصارت أخيراً من نصيبه ،

من وحي ذلك الموقف ، كانت هذه القصيدة .

-----------------------------------------


:: الجميلةُ والعاشقْ ::


:: 1 ::

وقفتْ في الشرفةِ تتمخترْ
قلبي معهــــا إذْ يتحـــسَّرْ

تمنحني منْ عينها لحنــاً
يتملَّكني وبــــه أســـــكرْ

في الشرفة وقفتْ تتمخترْ


:: 2 ::

في الشرفة فردتْ قامتها
وتجلَّى الحسنُ بمنظرهــــا

لا يفتـــأُ قلبي يتابعُهـــــا
والمســـكُ كذلكَ والعنبرْ

في الشـرفة وقفتْ تتمخترْ


:: 3 ::

وقفـتْ وتبدَّتْ لي حينـــا
لتطـــالعَ ذاكَ المسْــــكينـا

لـــوْ كنْتِ دَرَيْتِ قتلتينـــــا
بالقـدِّ وبالثغـْـرِ الأنضـــرْ

في الشرفةِ وقفتْ تتمخترْ

:: 4 ::


نظـــراتٌ منــكِ تنـادينـــي
تذبحُنــي مثـلَ الســكِّينِ

إنِّي أحتــاجُ تداوينـــي
بوصـالِـك وبقربِــك أكثـــرْ

في الشرفةِ وقفتْ تتمخترْ

:: 5 ::

أوَّاهُ الحــبُّ ما أطـيـبَـــــــهُ
مفتــاحُ الصبرِ يناســبـــهُ

والرُّوحُ كذلــــكَ تطلبــــهُ
كيـفَ أطـلَّ وكيـفَ خطــرْ

في الشرفةِ وقفت تتمختر


:: 6 ::

قالَ الرَّاوي يا عُشَّـــــــاقُ
العِشْـــــقُ لقـــــاءٌ وفِـراقُ

ولهيــبٌ كلُّـــهُ أشــــــواقُ
وبـــهِ نحيـــا وبهِ نـــسمرْ

في الشرفةِ وقفت تتمخترْ



** أحمد فــؤاد صـوفي **


سلام الله على أخي أحمد

طاب لي المكوث تحت شرفة الجميلة

فاح منها المسك والعنبر

تراقصت وتمخترت معها الحروف

لتتمايل الكلمات وتهيم مع عزف

سيمفونية راقصة لها وقع خاص

في نفوس المحبين

خيال خصب وأسلوب راقي وسلس

انسجمت معه وشدّني إليه

والحمد لله أن العاشق نال نتيجة الصبر

تحية وتقدير

دمت بألق وخير

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)