عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 06:15 AM
المشاركة 80
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( تكفير السيئة بالحسنة )
إن هناك دعوة لتكفير السيئة عن طريق الإتيان بالحسنة ..
إذ أن هناك فرقا بين إنسان يخطئ فيستغفر الله ، وبين إنسان يخطئ ولكنه يتبع السيئة بالحسنةؤ..
هنالك أربع حالات في الإنسان لا يخلو منها :
إما يقوم بطاعة بعد طاعة ، وإما بمعصية بعد معصية ، وإما بطاعة بعد معصية ، وإما بمعصية بعد طاعة ..
فكل ما نقوم به في هذه الحياة ، لا يخرج من هذه الصور الأربعة :
- الطاعة بعد الطاعة ..
هي علامة القبول ..
لأن رب العالمين يسر السبيل لهذا الإنسان في المرة الأولى ، وكذلك يسر له السبيل في المرة ثانية ..
مثلا :
إنسان وفق لصلاة الجماعة ، وبعدها وفق لدفع ما عليه من الحقوق المالية ، هذه علامة القبول ..
لأن المجيء إلى المسجد هو في حد نفسه توفيق من الله عز وجل ، فلو أراد الله - عز وجل - أن يحرم الإنسان صلاة الجماعة ، فإنه يلقي عليه النعاس ..
وهناك أمر آخر غير النعاس ، وهذه من عجائب آيات القرآن الكريم :
{ وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }
أي يشعر بوهن في قلبه ، فلا يحب هذا العمل ، ولا يميل إلى هذا الخير .
- المعصية بعد المعصية ..
هي علامة الخذلان ..
إنسان عصى ربه معصية كبيرة ، فإذا به يرزق بمال كثير ؛ ليعصي أكثر فأكثر ، يقول تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } ..
حيث أن من سلبيات المال الكثير لغير الصالحين الإكثار من المعاصي ؛ لأن المال عندهم متيسر .
- الطاعة بعد المعصية ..
هي علامة التوبة ..
إنسان أذنب ذنبا في الليل - الليل ستار للسيئات والصالحات - فاستغفر الله ، وإذا به يقوم لصلاة الليل نشطا .. فالطاعة بعد المعصية دلالتها أن هذه السيئة مغفورة - إن شاء الله - ولولا قبول رب العالمين لتوبته ، لما وفقه لمثل تلك الطاعة .
- المعصية بعد الطاعة ..
هي علامة الرفض والرد ..
فلو كانت هذه الطاعة مقبولة عند الرب ، لما حدثت هذه المعصية ..
إنسان صلى في المسجد ، ثم خرج إلى الشارع فوقع في الحرام ، ألا يعني هذا أن هناك خللا في الطاعة ؟..
فلو كانت هذه الصلاة عند الله مقبولة ، لنهت الإنسان عن الفحشاء والمنكر .
هذه الرواية المنسوبة إلى الإمام الصادق ( عليهِ السلام ) رواية إستراتيجية تعطي معادلة الحياة :
( من أحب أن يعلم ما له عند الله ، فلينظر ما لله عنده ..
ومن خلا بعمل فلينظر فيه :
فإن كان حسنا جميلا ؛ فليمض عليه .. وإن كان سيئا قبيحا؛ فليجتنبه .. فإن الله أولى بالوفاء والزيادة ..
ومن عمل سيئة في السر ؛ فليعمل حسنة في السر .. ومن عمل سيئة في العلانية ؛ فليعمل حسنة في العلانية
) .
( من أحب أن يعلم ما له عند الله، فلينظر ما لله عنده ) ..
ألا يحب الإنسان أن يستعجل ويعلم هل سيكون كتابه في يمينه أو في يساره ، لماذا ينتظر إلى يوم القيامة ؟..
هو الآن يستطيع أن يعرف مستواه الإيماني ، من خلال النظر إلى وزن رب العالمين عنده .
( ومن خلا بعمل فلينظر فيه ) ..
أي من قام بعمل فليدقق فيه ؛ حيث أن هناك ملفا خاصا لكل حركة !..
( ومن عمل سيئة في السر؛ فليعمل حسنة في السر ) ..
الإنسان الذي يعصي ربه في الخلوات ؛ عليه أن يطيع الله - عز وجل - في الخلوات !..
( ومن عمل سيئة في العلانية؛ فليعمل حسنة في العلانية )..
عصى الله - عز وجل - في العلن ، فليقدم حسنة علانية ؛ ليشجع الغير على فعل الطاعات والحسنات .
22
10
2010