بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ عنوان الزاد ( الغضب ) ------------------------------------- ( قال الحواريون لعيسى بن مريم ( عليهما السلام ) : يا معلّم الخير ، أعلمنا أيّ الأشياء أشدّ ؟!.. فقال : أشدّ الأشياء غضب الله عزّ وجلّ ، قالوا : فبِمَ يُتقى غضب الله ، قال : بأن لا تغضبوا ، قالوا : وما بدء الغضب ؟.. قال : الكبر والتجبر ومحقرة الناس ) .. قال تعالى في كتابه الكريم : { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} .. هذا الإحساس إذا دخل في قلب إنسان يشله عن الحركة .. بعض الناس عندما يبالغ في المعصية ، إذا أراد أن يقوم بالطاعة ، يشعر بأن هناك من يثبط همته .. هؤلاء من الممكن أن يقال : أن الله غضب عليهم . ( قالوا : فبِمَ يُتقى غضب الله ، قال : بأن لا تغضبوا ، قالوا : وما بدء الغضب ؟.. قال : الكبر والتجبر ومحقرة الناس) .. أحدنا في مجال العمل تراه منضبطا ، لأن هناك رؤساء أعلى منه درجة ، فلا يتطاول عليهم .. أما غضبنا فإنه عادة يكون على من تحت أيدينا : الولد والزوجة والأرحام لأن هذا منشؤه كما قال عيسى ( عليهِ السلام ) : ( محقرة الناس ) أي أننا لا نرى للإنسان وزنا أمامنا .. والحال أن الحديث الشريف يقول : ( إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلا الله ) !.. ومن مصاديق ذلك خدم البيوت وكأنهم إيماء وعبيد ، وهنا تكمن الخطورة !.. بعض الخلافات الزوجية وبعض الانتكاسات العائلية وبعض الأمراض التي تصيب الأسر هي بسبب ظلمهم لهؤلاء . كيف نعالج الغضب علاجا فوريا ؟.. إن العلاج الأساسي هو : أن لا نحتقر أحدا من عباد الله ، فالمؤمن يرى كل الناس خيرا منه ؛ لأنه لا يعلم عاقبة أمره .. فالإنسان الذي يحتقره هذا الفاسق الفاجر ؛ قد تختم له بالعاقبة الحميدة .. المؤمن يقول : كل الناس خير مني !.. هذا الحل الأساسي .. أما الحل الفوري : أولاً : عدم اتخاذ أي قرار في ساعة الغضب .. إذا غضب المؤمن لا يتكلم شيئا ، بل يقول لتلك النفس الأمارة وللشيطان الذي معه : سوف أؤدبه وأنتقم منه بعد ساعة .. فلو صبر لمدة ساعة هذه النار سوف تنطفئ وسوف يهدأ .. وإن لم تنطفئ لن تبقى بنفس المستوى .. لهذا أغلب الذين يغضبون ، بعد أيام يعتذرون لأنهم كانوا تحت حكومة إبليس .. إذن ، عندما يهدأ الإنسان ويجلس مع نفسه ، عندئذ يقرر أن يغضب أو لا يغضب . ثانياً : تغيير الحالة التي يكون عليها أثناء الغضب .. من أفضل مسكنات الغضب ، الوضوء وصب الماء على الوجه ، توضأ وصلى ودعا ، هذا دور العبد .. أما دور الرب ، فهو أن يستجيب لعبده .. تصور إنسانا حال الغضب توضأ وصلى ودعا .. هل يبقى من غضبه شيء ؟.. منقول 18 10 2010