عرض مشاركة واحدة
قديم 10-18-2010, 06:11 AM
المشاركة 72
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الغضب )
-------------------------------------
( قال الحواريون لعيسى بن مريم ( عليهما السلام ) :
يا معلّم الخير ، أعلمنا أيّ الأشياء أشدّ ؟!..
فقال :
أشدّ الأشياء غضب الله عزّ وجلّ ، قالوا :
فبِمَ يُتقى غضب الله ، قال :
بأن لا تغضبوا ، قالوا :
وما بدء الغضب ؟..
قال :
الكبر والتجبر ومحقرة الناس
) ..
قال تعالى في كتابه الكريم :
{ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} ..
هذا الإحساس إذا دخل في قلب إنسان يشله عن الحركة ..
بعض الناس عندما يبالغ في المعصية ، إذا أراد أن يقوم بالطاعة ، يشعر بأن هناك من يثبط همته ..
هؤلاء من الممكن أن يقال :
أن الله غضب عليهم .
( قالوا : فبِمَ يُتقى غضب الله ، قال : بأن لا تغضبوا ، قالوا : وما بدء الغضب ؟.. قال : الكبر والتجبر ومحقرة الناس) ..
أحدنا في مجال العمل تراه منضبطا ، لأن هناك رؤساء أعلى منه درجة ، فلا يتطاول عليهم ..
أما غضبنا فإنه عادة يكون على من تحت أيدينا :
الولد والزوجة والأرحام لأن هذا منشؤه كما قال عيسى ( عليهِ السلام ) :
( محقرة الناس ) أي أننا لا نرى للإنسان وزنا أمامنا ..
والحال أن الحديث الشريف يقول :
( إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لا يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلا الله ) !..
ومن مصاديق ذلك خدم البيوت وكأنهم إيماء وعبيد ، وهنا تكمن الخطورة !..
بعض الخلافات الزوجية وبعض الانتكاسات العائلية وبعض الأمراض التي تصيب الأسر هي بسبب ظلمهم لهؤلاء .
كيف نعالج الغضب علاجا فوريا ؟..
إن العلاج الأساسي هو :
أن لا نحتقر أحدا من عباد الله ، فالمؤمن يرى كل الناس خيرا منه ؛ لأنه لا يعلم عاقبة أمره ..
فالإنسان الذي يحتقره هذا الفاسق الفاجر ؛ قد تختم له بالعاقبة الحميدة ..
المؤمن يقول : كل الناس خير مني !.. هذا الحل الأساسي ..
أما الحل الفوري :
أولاً :
عدم اتخاذ أي قرار في ساعة الغضب ..
إذا غضب المؤمن لا يتكلم شيئا ، بل يقول لتلك النفس الأمارة وللشيطان الذي معه :
سوف أؤدبه وأنتقم منه بعد ساعة ..
فلو صبر لمدة ساعة هذه النار سوف تنطفئ وسوف يهدأ .. وإن لم تنطفئ لن تبقى بنفس المستوى ..
لهذا أغلب الذين يغضبون ، بعد أيام يعتذرون لأنهم كانوا تحت حكومة إبليس ..
إذن ، عندما يهدأ الإنسان ويجلس مع نفسه ، عندئذ يقرر أن يغضب أو لا يغضب .
ثانياً :
تغيير الحالة التي يكون عليها أثناء الغضب ..
من أفضل مسكنات الغضب ، الوضوء وصب الماء على الوجه ، توضأ وصلى ودعا ، هذا دور العبد ..
أما دور الرب ، فهو أن يستجيب لعبده ..
تصور إنسانا حال الغضب توضأ وصلى ودعا ..
هل يبقى من غضبه شيء ؟..
منقول
18
10
2010