كانت تَعْزِفُ على أوتارِ قلبِها شَوْقًا له، تَسْتَحْضِرُ طَيْفَهُ في كلِّ نَبْضة،
حينَ ظَهَرَ فَجْأَةً من خَلْفِها، يَتَسَلَّلُ إلى ذِكْرَيَاتِها معه،
مُبَعْثِرًا كلَّ ما تَبَقَّى من حَنِين.
من شِدَّةِ الفَرَح، نَسِيَتْ أنَّها فَارَقَتْهُ مُنذ سَنَوَات،
وكأنَّها تَعِيشُ اللِّقَاءَ الأوَّل، وكأنَّ الزَّمَن لم يَكُن.
وفي خِضَمِّ غُرْبَتِهِما المُسْتَعِرَة،
حَطَّتْ ذُبَابَة على وَجهِها، فَصَعَقَها الوَاقِع،
أَيَقَظَتْها من غَفْلَتِها الطَّوِيلَة، لتُدْرِك فجْأَةً:
الحُبُّ جَمِيل… لَكِنَّهُ لا يُعِيدُ من رَحَلُوا، ولا يَمْحُو جِرَاحَ الغِيَاب.