الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
اليوم, 05:44 AM
المشاركة
429
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
607
رد: مُهاجر
تلك العبارة تحمل الكثير من المعاني النفسية،
تخرج النفس من معترك ودوامة التحبيط،
وتبعدها عن متاهات اليأس المقيت،
ومن هذا الاسترسال في ذات الخطأ،
دون مراجعة الطريق وإعادة النظر في المسار.
فالكثير منهم يقع في هذا، فمنهم من أدمن الخطأ،
ولا يرى للحياة معنى إلا الوثوب فيه،
ومنهم من يتقلب في عذابات الضمير،
تارة يهرب من الخطأ، وسرعان ما يعود إليه من جديد،
ولا يفصل بين الهروب والعودة سوى برهة قصيرة،
ومنهم من عرف الطريق بعدما تعلم من الخطأ،
فأدرك أين يكمن الصواب في كنه ذاك الخطأ،
ولا يحظى بذلك البصير إلا من وهبه الله عقلًا رشيدًا،
وعزيمة صادقة، ورغبة صلبة، ليخرج وقد ولد من جديد،
متجدداً، متصالحاً، حاملاً دروس الماضي نورًا لطريقه.
ولنا أن نسأل من غاص وتشبع من تلك الأحزان
التي ولّدها الخطأ:
هل ذهب ما فيه من حزن طويل؟
وهل أزاح عنه ما يغيض؟
أم هو مجرد استمراء وتبلد إحساس؟
حتى تساوى لديه الليل والنهار،
وهو يسف الآهات والأنين،
من غير أن يبحث عن المخرج الذي تعيده البسمة والسعادة؟
إن من يصل إلى تلك القدرة،
يدرك أنه مر بمرحلة تأمل لما جرى له،
وتصالح مع ذاته،
ووصل إلى مرحلة الشكر والامتنان لذلك الخطأ.
فذاك هو الدواء لذاك الداء،
فقد نال السعادة من عاش واقعه،
وتأقلم مع عطايا القدر،
وسلم الأمر لله واحتسب الأجر،
فكلما سعى لإصلاح المثالب،
وعاد إلى جادة الصواب،
ظل متماسكا، وواصل السير على نهج الحكمة،
ففي التعلم من الخطأ حياة،
وفي الصبر على العثرات رفعة،
وفي اليقين بالله قوة،
وفي الرجوع إلى الصواب عزٌ ونجاة.
رد مع الإقتباس