الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
اليوم, 05:30 AM
المشاركة
426
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
607
رد: مُهاجر
لماذا وريقات الحياة تتقلب
بين صدمات حزن وفرح،
وتتأرجح بين بسمات تشرق، ودمعات تترقرق؟
جوابه:
أن هذه الحياة لا يدوم نعيمها ولا عذابها،
ولا يستقر فرحها ولا حزنها،
لأنها على التقلب جبلت،
وبالتحول وسمت،
ليكون الإنسان فيها بين كماشتين وحالتين،
وبين منزلتين ومرتبتين،
بين خوف يشد الخطى، ورجاء يبعث السرى،
وبين يأس يثقل الروح، وأمل يساق ليسقي الجروح.
أما في الآخرة فهناك المستقر والمستودع،
والفصل الذي لا يقبل الجمع،
ولا يحتمل النقيض ولا المباين اللصيق؛
إما نعيم مقيم لا يزول،
أو شقاء عميم لا يحول.
من هنا يكون التأسيس لتلك المرحلة،
وعلى هذا يكون البناء لا المجادلة،
ومنه تنشأ مغالبة الواقع لا الفرار منه،
والتعايش معه لا الاستسلام له،
كي يسير مركبنا على يم الحياة،
لا تعصف به الرياح، ولا تغرقه الجراح.
وأما الحاجة إلى من يمد لنا يد العون والحنان،
فقد تشح، وقد تغيب، وقد تخونها الأزمان،
وحينها لا يصح التعويل على الأيدي الفانية،
ولا الركون إلى القلوب المتقلبة،
بل يكون الاتكاء على ما لا يخيب،
والاستناد إلى من لا يغيب.
فما كل دمعة تجد كفا تمسحها،
ولا كل أنين يجد صدرا يحتضنه،
لكن من أحسن الاعتماد،
أوتي الثبات،
وسلم من الانكسار،
ومضى في دربه وإن أثقلته الأحزان.
رد مع الإقتباس