الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 09:43 PM
المشاركة 423
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
ما عاد للانتظار مساحة إشفاق تضمّد أثر الجراح، بل صار زميلا للألم ومعينا على تعميقها، ومهما امتد الليل فإن الفجر لا يغيب، والرجاء لا يموت، وما للروح أن تخبو وما للقلب أن يضعف.



ومن خرم كخرم إبرة أتنفس الأمل، غير أنه ينفض أركان اعتقادي، ويحيي مخاوفي، ويبث إرجافاته ليقضي على ما تبقى من يقين، لكن عزيمتي صامدة، وقلبي يعرف طريق الفرج، وما للحزن أن يستقر.



يهمس في أذني ذكر الحبيب، مواسيا دموع غربة تصدح بها أملاك الليل البهيم، أفرد أشرعتي، والريح لي رفيق تأخذني نحو المغيب، نحو حيث الأمل يشرق من جديد، وحيث كل حرف ينادي بلقاء، وكل كلمة تزهر شوقا ووفاء.
بحت فيها عن آهاتي، ومعاناتي، وطول انتظاري، ناظرا من يرفق بحالي ويواسي اغترابي في عالم كئيب، وما زال الألم يزحف وما زال الأمل يلوح في الأفق، فكم استباح سعادتي واغتال أحلامي جان بليد، وما يزال يرخي جدائل جرمه على ما تبقى من صبر جميل.



موغل ذاك البعد في أعماقي، تزورني أطياف حبيبتي لتمسح عن قلبي أحزاني وما تكدس فيه من حزن دفين، أية يد ترفع عني السواد وأي نور يضيء دروب الغياب؟ أي صبح جميل يشرق ليبدد حلكة الليل الثقيل؟ فقد طال بي المقام وأنا أقرع باب الفرج القريب، وما زال قلبي يطرق أبواب الرجاء.



مهشم العزم، تتناهشني ضباع الظالمين، وتستقبلني بالشماتة وجوه الحاقدين، لكني أغترف من نهر الرجاء، معلق الآمال برب العالمين، رفعت حاجتي إليه، وفي قلبي غرست اليقين، فقد بصرت بما حل بي، فأدرجته حلما نائما يوشك أن يقطعه استيقاظ على واقع جميل، واقع يزهر الأمل ويعيد الحياة لقلوبنا الضامرة.