الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
يوم أمس, 09:35 PM
المشاركة
422
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
600
رد: مُهاجر
جف نهر العشق في سواقي قلبي، فاستسقيت من غمام الرجاء، من وابل الأمل، ومن ندى الصفاء. حروفي ترزح بالعويل، ومآقي تجود بدمع رطيب يروي عطش القلب ويغسل الغليل من الجرح العميق.
يا نوال الأمنيات، أسعفيني بصبح قريب، فقد سئمت من ليلي الكئيب ومن ظلال الوحدة التي تلفني وتكتم أنفاسي. كلماتي وحروفي ومصطلحاتي واستعاراتي ومجازاتي تواطأت على رسم خواطري بطعم حزين، بطعم مرارة الليالي الصامتة وبصدى الصمت المديد.
يقولون عني معذب، مغفل، حالم، يائس، قانط، لكن هذه قصتي وواقعي، غير أن القنوط لم يبلغ مداه، ولم يستوطن قلب الحنين، ولم يجمد حر الشوق في قلبي. فما للروح أن تموت، وما للشوق أن يندثر، وما للأمل أن يفنى.
كلماتك ناغمت بديع الكلام، غير أنها تتهادى بين الوهم والإيهام، فأجد حالي ممددا بين هذا وذاك، بين نور الحقيقة وظلال الضباب، بين مد وجزر الغرام وعمق انتظار اللقاء.
فلنمض معا، يدفعنا أمل يساق، ولعل حظوظ الزمان تعلن اليوم الوفاق، ويعود القلب مترعا بالهناء، وتشرق الأرواح بنور الصفاء، ويطيب لنا العيش في ضياء الوفاء، وتستقر النفوس على طمأنينة لا تزعزعها ريح ولا هبوب.
وفي ختام اليوم، حين ينسدل السكون على نوافذ الهمس وتهمس الرياح بأسرار الليالي، أدرك أن الشوق باقٍ، والحلم حي، وأن القلوب مهما بعدت تظل مترابطة، تتشابك أرواحها في نسيج واحد من حب وأمل. فما ضاع فجر من يملك الصبر، ولا خاب من سعى للوصول إلى صباح اللقاء. فلنمضِ معا بخطى ثابتة وعزيمة لا تضعف، نحو غد يحمل الوفاق ويضيء الطريق بنور الإيمان والصفاء.
رد مع الإقتباس