الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
يوم أمس, 09:53 PM
المشاركة
415
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
595
رد: مُهاجر
لا أذيعكم سرًّا بأن ما أكتبه الآن مرتجل، من ذلك قد تتقدّم فكرة قبل فكرة، وقد أستدرك بعض المواقف إذا ما سقطت سهواً لذات السبب، وما يلفظه بناني هو وليد الفرصة واللحظة، فكلما سنحت لي الفرصة جعلت بصمتي هنا.
للفصل الثاني ننطلق، بعد أن أرْسَينا قواعد البداية. كيف كانت عسيرة المخاض! فليس من السهل الولوج إلى أغوار قلب الآخر من أول المشوار، بعد أن نخر وحفَر ذلك البون بين تلاقي الفكر بالفكر مع تفاوت الأعمار، وحساسية القرب إذا كان بين الأب والإبن.
ففي سائد المتعارف عليه – عرفًا – أن هناك سدودًا وحدودًا بين الأبناء والآباء، لكون بعض المسائل حساسة فلا يمكن إبداؤها للطرف الآخر. وفي ظني، ما أحدث ذلك هو الأفكار التي باتت وكأنها القاعدة التي بُني عليها الحكم: بأن أسرار الأبناء لا يمكن أن تُبدى للآباء!
لهذا تجد الأصدقاء هم السرادق ومخازن الأسرار.
لذلك، ومن ذلك… احتاج الأمر مني فترة ليست بالطويلة حتى أكسر تلك القيود التي قيدت العقول.
في أول لقاء بيني وبين ابني – بعدما قررت كسر الجليد بيننا – كان صمته يعمّ أرجاء المكان. كنت أنا الذي أسأل، والإجابة مني تعود.
أحاول استنطاقه وجرّه للحديث، وهو يعلق بجملة، وبعدها يلوذ بالصمت من جديد.
سارت بنا الأيام، ومعي يوميًا أحدث في جدار تحفظه فجوة، وبعد جهد جهيد بدأت أتسرب إلى كوامن داخله.
أتجول في دهاليزه: مرة في قلبه، ومرات كثيرة يحلو لي المقام في عقله وتفكيره.
في الكرات الأولى كانت محاولات مني عن طريق جسّ النبض، أفتح له مواضيع هو مهووس بها، تارة في هواياته، وتارة أخرى في أحلامه، ومرات كثيرة في مخاوفه، حتى أحدثت من ذلك في بعض طباعه تغييرات طفيفة، بدأت معها تظهر علامات الانفتاح والثقة تدريجيًّا.
رد مع الإقتباس