الموضوع: سأكتب على ذرات الرمال...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2025, 05:39 AM
المشاركة 3170
الصورة الرمزية مازن الفيصل
مازن الفيصل
كاتب متميز ومهندس عراقي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: سأكتب على ذرات الرمال...
مقعدٌ جَمَعَنا على سَفَرٍ..

تلامست الأغصانُ..!

تَلاقت الصور..

تقاربت الارواحُ..

أصابَها سِحرٌ..

حَديثنا نَظراتٌ..

النَظَراتُ نارٌ تستَعرُ..

إبتسامتها حَلّت لغزها..

وأسقطت دفاعاتها..

فكنتُ المنتصر..

قالت.. سَمَحتُ لكَ بالإنتصارِ..

فكيدُ الأنثى ينتصرُ..!

قلتُ لا حاجةَ لتستعرضي كيدكِ..

فأنا خبيرٌ بلغةِ العيون..

عيونكِ بريئةٌ لا كَيدَ يحويها..

وتذكري..

بأن كَيدَ مَن ألقى في الجُبِّ

أمضى من كيدِ مَن شَغَفها الحُبُّ..!

ابتسَمَت.. وابتسامتها نقطةُ ضَعفي..

فقلتُ ما أجمَلَكِ..

ما أجمَلَ عينيكِ.. شفتيكِ

وكلّ مافيكِ يزهو بالجَمالِ..

خجلها طغى..

وكأنهُ بجسدها استشرى..

ما عادت نظراتها تبتسمُ..

توقف لسانها عن الكلامِ..

عيناها تقولان زدني..

ما أحلى هذا الكلام..

السَفَرُ يسيرُ ونحن جالسان

شعرها على كَتفي..

تركتهُ ينسابُ

تَحَرَّكَت لتبعدهُ عني

أمسكتُ بذراعها

وأعَدتهُ..

لم تمانع.. بل دون أن تدري

وَضَعت رأسها على كتفي..!

لم يكن لقاء اللحظة

وكأنهُ جموعٌ من اللقاءاتِ..

هل هو عَصرُ السرعة..؟

أم اختزالٌ للمسافاتِ..

هل هو التقاء أرواح..؟

أم إتفاقٌ مُسبقٌ بين قرينينِا..!

سألتها الاسم..

قالت سأفرِّقُ حروفه..

حرفٌ في الضوءِ..

وآخر في الحُبِّ..

هو اسمٌ لسورةٍ..

وسأغششك بحرفٍ..

هو الألف المقصورة..

اسمٌ جميلٌ..

واسمكَ..؟

في المتاهةِ أولٌ..

في النارِ ثانٍ..

في الحزنِ ثانٍ وثالث..

اسمكَ جميلٌ ورائعٌ

وصفكَ لهُ ظَلَمَهُ..

اسمح لي بترتيب حروفه..

تسلسلُ حروفه هو َ..

أولُ المَسَرَّة

أولُ الألقُ

أولُ الزهو

أولُ النور

ومجموعهم دَخَلَ قلبي

بلا إستئذان..!

استغربتُ من جرأتها..!

سَأَلتني عن العنوانِ..! فأجبتُ

وهل سَتَجد في قلبي المكان..

فتعجبتُ..!

وصلنا.. وانتهت رحلتنا

مَشينا رافضَين تلك النهاية..

تشابكت أيدي الفِراق..

ومجدّدًا تسلمت العيون الراية..

حواراتٌ مكبوتةٌ ليست بالخَفِيَّةِ..

كِدنا أن ندع لغة الشفاه تتكلم..

لغةُ الهمسِ بدأت تتململُ..

لغةُ اللّمسِ تتمنى أن تفصح..

لغةُ الأرقامِ حَسَمَت الأمر..

ثَـمَّة لقاء آخر..




















المراسلة على بريدي الالكتروني
mgasip@yahoo.com

ما كلّ ما يكتبهُ الكاتبُ يمَثِّلهُ