الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 10:10 PM
المشاركة 379
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
يستفرغ الواحدُ منّا من مكامنِ الذاكرة أوجاعَ الأمس،
حينَ يستغرق في محاولةِ الخلاص من عقدةِ الماضي...
يمدّ يده إلى أرشيفٍ من الأسى،
يحاول أن يطوي صفحاته،
لكن الحروف ما زالت رطبةً بالبكاء.

بعد أن طالَ النحيب،
وتقلّصت الآمالُ في إدراكِ النصيب،
بات الصبرُ هشًّا،
تتكئ عليه بقايا حلم،
وتتدلّى منه خيباتٌ لا تُحصى.

أحراشٌ يمتدّ نابتها،
حتى تسوّرت جدرانَ الممكن،
وعشّشت في زوايا الصبر،
تُقيم بين أضلاع القلب
كغصّةٍ لا تبرح،
وكأن الانتظارَ أصبحَ هو المقام الوحيد.

هي خواطرُ تصبّ في ذاتِ المعنى،
تُسكَب من حبرِ المعاناة،
وتستشرفُ الخلاص من لججِ المستحيل،
علّ الرجاء، وإن خفت صوته،
يجدُ له منفذًا من بين ضلوعٍ أنهكها الترقّب.

لستُ من الذين يخضعون لفرضِ الواقع،
لأنّ يقيني بربي الخالق،
فأمرُه بين الكافِ والنون،
وإذا أمرَ، فليس لأمرِه دافع،
فمن بيده مفاتيح الفرج،
لا يُعجزه مطلب،
ولا يُخلف وعدًا لعبدٍ طرق بابه صادقًا.