بسم الله الرحمن الرحيم

السير تيم بيرنرز لي (بالإنجليزية: Sir Tim Berners-Lee) ولد في ، هو مهندس وعالم حاسوب إنجليزي، يعرف بسبب اختراعه للشبكة العنكبوتية العالمية، والتي تُعرف بالويب. وهو الآن أستاذ في علوم الحاسوب في جامعة أوكسفورد في المملكة المتحدة. قدّم اقتراحاً لنظام إدارة معلومات في شهر مارس من عام 1989م، ونجح في أواخر شهر نوفمبر من نفس العام في تنفيذ أول اتصال ناجح بين عميل ومُخدّم لبروتكول نقل النص الفائق وفق نموذج طلب الخدمة.
حياته
تخرّج تيم بير نيرز لي من كليّة الملكة في جامعة أكسفورد بإنجلترا سنة 1976، قضى سنتين مع شركة بليسي للاتّصالات السلكيّة واللاسلكيّة المصنّع الرئيسي لأجهزة تيليكوم في المملكة المتّحدة، وعمل في قسم نظم المبادلات التجارية وسباقات الرّسائل وتكنولوجيا شفرة التّعرّف. وفي سنة 1978 ترك بليسي للانضمام إلى د.ج ناش، حيث كتب من بين ما كتب برامج طباعة للطابعات الذكية، ونظم التشغيل متعدد المهام ومعالج البيانات الشامل generic macro expander.
تيم بيرنرز لي مبتكر الويب
وأثناء عمله كمستشار مستقلّ لسنة ونصف ولمدّة ستّة شهور كمستشار ومهندس برامج في سيرن معمل الفيزياء الأوربي.
ومن سنة1981 وحتى سنة 1984 كان تيم المدير المؤسس لشركة "Image Computer Systems Ltd"، بالإضافة إلى دوره كمسؤول التصميم التقني. وفي 1984 وبالزمالة مع سيرن اهتم بالعمل في النظم السريعة والموزعة لتجميع البيانات العلمية ونظم التحكم.
وفي 1989، اقترح مشروع لغة تعليم النص المترابط أو ما يدعى بالنص العالمي المترابط، وهو ما عُرف فيما بعد بالشبكة العالمية World Wide Web معتمداً في هذا المشروع على المشروع الأول الذي صممه Enquire، وقد صُمم للسماح للمستخدمين بأن يعملوا معًا، وتوحيد معرفتهم على صفحات ووثائق لغة تعليم النص المترابط. كما كان تيم هو أول من كتب مزودا للويب World Wide Web، ووضع أسس أول برنامج مستقل لتصفح إنترنت. هذا العمل بدئ في أكتوبر 1990، وكان البرنامج World Wide Web الأول متاحاً من خلال معهد سيرن في ديسمبر من نفس السنة، وأُطلق على الإنترنت في صيف 1991.
وخلال السنتين 1991 و1993، استمر تيم في العمل في تصميم الويب وتنسيق الملاحظات من المستخدمين عبر الإنترنت. وتم مناقشة تعريفاته ومواصفاته الأولى معرف الموارد الموحدs، HTTP، HTML ونقحت ونوقشت في دوائر أكبر عندما انتشرت تكنولوجيا الويب، وفي 1994 انضم تيم إلى مختبر علوم الكمبيوتر Laboratory for Computer Science في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا MIT كمدير لمنطمة W3C التي تنسّق نموّ W3C في كلّ أنحاء العالم، ومع الفرق العاملة في MIT وINRIA في فرنسا أخذت المجموعة تتحقق من إمكانية الويب الكاملة، وضمانات استقراره خلال التطور السريع والتحولات الجديدة لاستعماله اللغوي.
وفي سنة 1995، تسلم تيم بيرنرز-لي جائزة مبتكر العام Young Innovator of the Year، وجائزة ACM Software Systems Award وغيرها الكثير من الجوائز الإبداعية الهامة من عدة شركات ومؤسسات، ولديه درجات شرف من مدرسة Parsons School of Design للتصميم، في نيويورك وجامعة ساوثامبتون Southampton University والرجل المتميز في جمعية الكومبيوتر البريطانية.
ثلاثية البساطة والمقاييس والإبداع
يُعرف عن تيم بيرنيرز-لي، مبتكر الإنترنت ومدير منظمة W3C، انشغاله الدائم بتنظيم أولويات المجموعة، حيث تبدأ اجتماعاته الصباحية مع فريقه على السبورة البيضاء، التي تمثل أداة مركزية لتحديد أولويات مثل HTML والأمن.
يرى بيرنيرز-لي أن أولويات W3C تتوزع بين إطفاء الأزمات، والتطوير، والتعامل مع تحديات تقنية واجتماعية وسياسية متنوعة، مع مراعاة خصوصية كل منها. ويؤكد أن أعضاء اللجنة يمثلون نخبة مهتمة فعلاً بنمو الإنترنت.
أحد أبرز المشاريع التي تصدرت أولويات W3C كان مشروع "تصنيف المحتوى"، الذي نال اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، مما دفع الاتحاد إلى منحه أولوية عالية. ويشير بيرنيرز-لي إلى أن بعض القضايا تفرض نفسها بسبب الضغط الإعلامي، لكنهم يحرصون على التركيز على ما يرونه مهمًا فعلاً.
من القضايا المهمة أيضًا قضية "تدويل المقاييس"، التي يرى أنها تتطلب جهدًا خاصًا، خاصة أن الولايات المتحدة ليست قوية فيها. كما أن هناك حاجة لتغييرات هيكلية لتخفيف الضغط على الإنترنت، رغم غياب الحافز العام لذلك.
أما قضية الأمن، فقد كانت في البداية أولوية قصوى، لكنها تراجعت مع تطور الأنظمة الأمنية وزيادة الثقة العامة، رغم استمرار بعض المخاوف.
ويعود بيرنيرز-لي إلى صيف 1991 حين أطلق برنامج شبكة الاتصالات العالمية، ويذكر أن ثلاث مجموعات تبنته، منها مجتمع النص المترابط ومجتمع NeXT. ويؤمن بأن تبني التكنولوجيا يسلك طرقًا غير متوقعة، مشيرًا إلى أن أول مزود كان بسيطًا، بينما الثاني كان أكثر تعقيدًا ومرتبطًا بقاعدة بيانات.
ومن المفاجآت التي واجهها أن الناس كانوا مستعدين لكتابة HTML بأنفسهم، رغم أنه لم يكن يتوقع ذلك، إذ كان يظن أن المستخدمين سيكتفون بإدخال المعلومات دون التعامل مع اللغة البرمجية.
ويعبر عن قلقه من "أثر النظام الثاني"، وهو خطر تصميم نظام جديد يحاول تجنب أخطاء النظام الأول لكنه قد يصبح معقدًا أو غير منظم. ويختم بالقول إن انتشار الويب كان مذهلًا للجميع، خاصة في الفترة بين 1992 و1993، حين بدأ الناس فعليًا باستخدامه.
نحو إنترنت تفاعلية
وحول إمكانية تحقيق من مفهوم إنترنت ذات نسيج تفاعلي وأكثر تعاونية على الشبكة يرى تيم بيرنيرز-لي أن كلمة تفاعلي يمكن أن تكون فظيعة بطريقة ما، لأن الناس يعنون بها أشياء مختلفة فعلا، فهي قد تعني استعمال الويب كمكان للمعرفة يمكن أن نجد فيه كل ما نحتاجه، عندها سيقول بعض الناس هذا تفاعلي!! وهم يقصدون بذلك قدرتهم السريعة على استخدام وسائل الاتصال السمعي والفيديو وإدماجه مع الويب، وهناك شكل تفاعلي آخر يمكن الشخص من التعليق والتدخل بصفحات الآخرين والعبث بمحتواها وتحديد أهمية أجزاء وإهمال أخرى، وهذا ما يمثل التخريب وأعمال القرصنة وغيرها، لذا فمن الصعب أن نتحدث عن نسيج تفاعلي كامل. فرغم النجاح الفائق والكبير الذي حققته لغة تعليم النص المترابط في نسج الشبكة العالمية، وما حققه اتحاد الويب W3C في إنشاء المقاييس التي تتواصل بها حياكة الشبكة هذه الأيام، فإن الحقيقة تبقى هي أن لغة تعليم النص المترابط تظل نقطة ضعف في وجه انتشار الشبكة. فخلال الأعوام الماضية اكتشف مطورو الويب أن لغة تعليم النص المترابط لا تقدم لهم الأدوات الكافية لإغناء المواقع التي يقومون بتصميمها، كما أنها ليست ذات فائدة كبيرة في جعل هذه المواقع أكثر تفاعلية. ولذلك فقد لجأ هؤلاء إلى ترقيعات، وملحقات وإضافات فظهر فلاش، وتحريك الرسوم، وميديا بلاير، وغير ذلك من الملحقات، مما أدى بالتالي إلى عدد من العقبات أبرزها صعوبة التواصل بين هذه الملحقات والأنساق وتحليلها وهي كلها أعباء تقع على عاتق المزودات، مما يؤدي بالتالي إلى إبطاء سرعات التنزيل. ولهذه الأسباب، فقد قام تيم بيرنرز لي قبل عامين، هو ومجموعة من رفاقه في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، بابتكار لغة جديدة جامعة لإنشاء مواقع إنترنت أطلقوا عليها اسم " كيرل Curl". وباستخدام هذه اللغة، وبريمج ملحق اسمه " سيرج Surge"، يمكن للمطورين إنشاء مواقع تفاعلية باستخدام لغة واحدة، إضافة إلى أن اللغة الجديدة تنقل عبء تحليل الشفرات البرمجية (البرمجيات النصية) من المزود إلى جهاز المستخدم، مستخدمة قوى المعالجة غير المستغلة على جهاز المستخدم. والنتيجة كما يراها الخبراء هي زيادة سرعة تنزيل الصفحات بعشرات الأضعاف. ويقول بوب باتي، أحد المدراء التنفيذيين في شركة كيرل والتي تتولى الآن تطوير اللغة ونشرها تجاريا، بأنه يمكن إنشاء مواقع تفاعلية كاملة بنفس كمية البيانات المستخدمة لإنشاء إعلان تفاعلي على الويب." وقد قامت الشركة بالطرح الرسمي للتقنية في شهر آذار من عام 2001 ومنذ ذلك الحين قامت شركات عالمية مثل سيمنز، والشركة البريطانية للاتصالات، باعتماد التقنية لإنشاء مواقع تفاعلية.
الجوائز
حصل تيم بيرنرز-لي على الوسام الملكي عام 2000 "تقديرًا لابتكاره ـ ثم تطويره ـ للشبكة العنكبوتية العالمية، وتصميمه مسار المورد المنمط (يو آر إل)، ونظام عنونة يعطي كل صفحة ويب موقعًا متفردًا، وبروتوكولي HTTP وHTML".
ندمه
عبّر تيم بيرنيرز-لي مؤخرًا عن ندمه تجاه ما آل إليه الإنترنت، منتقدًا تحوله من فضاء حر إلى سوق استهلاكي يستغل بيانات المستخدمين.
في فعالية أقيمت في جامعة هارفارد عام 2025، أطلق تيم بيرنرز-لي تصريحات صريحة حول خيبة أمله من الوضع الحالي للويب الذي ابتكره عام 1989. فقد قال إن المستخدمين باتوا يُعاملون كـ"سلع تُستهلك" في عالم رقمي ينهش بياناتهم بلا رحمة.
أبرز أسباب ندمه:
- تحول الإنترنت إلى اقتصاد الانتباه: بدلًا من أن يكون مساحة لتحقيق نوايا المستخدمين كالبحث والتعلم، أصبح يستغل انتباههم لتحقيق أرباح إعلانية. وصف هذا التحول بأنه "خطير"، مشيرًا إلى أن المنصات الرقمية تصمم خوارزميات تسبب الإدمان عمدًا.
- فقدان السيطرة الفردية على البيانات: انتقد بيرنرز-لي بشدة الطريقة التي تُجمع بها بيانات المستخدمين وتُستغل دون رقابة، داعيًا إلى استعادة السيطرة الفردية من خلال مشروعه الجديد "Solid"، الذي يتيح للمستخدمين تخزين بياناتهم في "محفظة رقمية شخصية" والتحكم في كيفية مشاركتها.
- عدم توافق خدمات التخزين السحابي: انتقد خدمات مثل Dropbox وiCloud وGoogle Cloud، معتبرًا أنها غير متوافقة وتعيق تجربة المستخدم، مما يزيد من تعقيد إدارة البيانات الشخصية.
- الندم على طرح الإنترنت مجانًا: رغم أنه قرر منذ البداية أن يكون الإنترنت متاحًا للجميع دون مقابل، إلا أنه أشار إلى أن هذا القرار ساهم في تحويل المستخدم إلى منتج يُستغل تجاريًا، بدلًا من أن يكون مشاركًا في فضاء معرفي حر.
منقول