الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
09-04-2025, 02:25 PM
المشاركة
345
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
530
رد: مُهاجر
يا من سكبتَ من نورك على أيامي، فجعلتَ العتمةَ دربًا مضيئًا،
يا من فتحتَ لي أبواب الفكر، وأقمتَ لي في حضرة العلم مقاما كريمًا.
أقف اليوم، وأنا أحمل بين الضلوع عرفانًا لا تسعه الحروف، وامتنانًا يعجز اللسان عن وصفه،
فلقد كانت أيامك لي مأوى من تشتت، وسُقيا من ظمأ، وموئلًا أستنير به في ليالي الحيرة.
في مجلسك، لم أتعلم دروسَ العلم فقط، بل دروسَ الحياة...
رأيتُ فيك حكمةً تُؤخذ من صمتك قبل كلامك،
ووقارًا يُغني عن ألف شرح،
وقلبًا كبيرًا وسِعَ طموحاتي وهمومي معًا، دون أن يُظهر ضجرًا أو تكلّفًا.
كانت أيامنا معك كصفحات من كتاب لا يُمل،
علّمتني كيف أُنصتُ لما وراء الكلمات،
كيف أفتح للنجاح بابًا من التعب، وأُغلق في وجه اليأس ألف نافذةٍ من ضعف.
وها أنا اليوم أُسدل الستار على تلك الأيام،
لا لأن الودّ انتهى، بل لأن الرحلة اقتضت فراقًا...
فراقًا تدمع له العين، ويئنُّ له القلب،
لكنّه فراق من يرجو اللقاء،
عند أبواب النجاح،
حين تكتمل الحكاية، ويُثمر الحلم، وتُرفع الرايات.
فإن تأخرتُ عنك يومًا، فاذكرني بدعوة،
وإن طال بي الطريق، فإني سائر على خُطاك،
أحملُ ذكراك في قلبي، ومواقفك في عقلي، وتعاليمك في سلوكي.
فإلى لقاءٍ نرتشف فيه الفرح،
نقف فيه لا تلاميذ ولا معلّمين، بل رفاقُ حلمٍ قد صار حقًّا،
نلتقي على أبواب التحقّق،
حيث لا وداع بعده، بل امتدادٌ لما بدأناه هنا.
رد مع الإقتباس