الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
09-01-2025, 11:15 PM
المشاركة
342
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
511
رد: مُهاجر
ما لبثتُ في مقامِ الفخر أُسطّر مجدًا، أنافسُ فيه الساعين إلى مقامات الوصول.
أسندتُ ظهري إلى صخرةِ الواثقِ بنيل المأمول، وفرشتُ دربي بورودِ الخُزامى والمِشموم.
أمنياتٌ ضمّختُها في صدرِ الوجود، وحجزتُ مقعدًا أُزاحم فيه الكائنات في رحاب الكون.
غير أني لم أنلْ من كلّ ذلك سوى الخيبات، وفقدتُ من بعده كرامة الأوفياء.
إلى وداعٍ لا لقاء بعده، فلعلّ في ذلك لكلٍّ منّا سلامةُ قلبه.
ما عدتُ أُجيد الوقوف على حافة الانتظار، ولا يغريني بريقُ الأملِ المختبئ في سرابِ الأعذار،
فقد شاخت في صدري الأغنيات، وبَحّت من بعدِها ترانيمُ الرجاء.
تركتُ للأيام صفحاتٍ لم تُكتب، وسطورًا لم تُكمل، وأحاديثَ أجهضها الصمتُ في مهدِ الكلام.
سافرتُ على بساط الذكرى، أبحثُ عن ظلّ لم يعد، ودفءٍ كان لي، ثم ضاع كما تضيع الأرواح في زحام الغياب.
فلا أنا الذي وصلتُ، ولا الذين معي انتظروا، ولا الحلمُ الذي بنيتُ له ركنٌ في الحقيقة استقرّ أو استمرّ.
فدعوني أُودّعكم بصمتي، كما استقبلتُكم بخيالي،
دعوا لي ما تبقى من أنفاسي، أضمّها على جرحٍ تعوّد النبض في حضرة الانكسار.
وسلامٌ على قلبي، حين آمنَ بكم، وحينَ سامح،
وحينَ قرّر — أخيرًا — أن يُغلق الباب، ويرحل دون انكسار.
رد مع الإقتباس