الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
08-31-2025, 05:21 PM
المشاركة
339
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
511
رد: مُهاجر
دعني أُحدّثك عن قصةِ الغيدِ التي ترعى بقربِ الغدير...
كانت دومًا تحرص على وجودها هناك،
تُلاحق فراشاتِ الأحلام، وتُداعبُ خيالاتِ الأمل،
وحين تتعب، تستقي من غدير الأمنيات،
تغمس كفَّ الرجاء في مائه الرقراق، وتُمنّي النفسَ بقبسٍ من إشراق.
كثيرًا ما تبكي حين تعود ولم تُدرك المأمول،
تندب حظّها العاثر، رغم حثيث السعي، وطول نَفَسِ البحث،
تجرُّ أذيال الخيبة، وتُلملم بقايا حلمٍ تناثر بين ضلوعِ الانتظار.
تطوي ليلَها بصمتٍ ممزوجٍ بالألم،
وعن ذاتها، فقد أشبعتْها جلدًا وعتبًا،
والنفسُ تَرمقُها غَيْظًا، وهي اللصيقةُ بها، العارفةُ بمكامنِ ضعفِها، والمُدركةُ لعذرِها.
هو ذاك شَأنُها...
تتأرجح بين السعي للهدف، وأخذ السبب،
وبين الوقوع في شَركِ الإخفاق، وتعثُّر الخطوات،
تُراودها الأحلامُ، وتُقابلها الأوهامُ،
وما بين الحُلمِ والعَثرات، قصةُ روحٍ تأبى أن تموت.
ولو جعلنا من تلكم القصة رمزيّةً نُسقطُها على واقعنا،
لوجدنا تطابقًا عجيبًا، وتشابهًا مُريبًا،
من حيث رسمُ الهدف، والسعيُ خلفه،
ومن حيثُ العثراتُ، وتكرارُ الزلّاتِ في ذاتِ المواطنِ والنكبات.
فعلينا...
رسمُ الطريق، بعد وضوحِ الغاية،
وأخذُ الوسائل المُوصِلة للغاية،
ووضعُ العقبات في الحسبان، وتوقُّعُ ما قد يُعكّر صفوَ الأمان،
واستحضارُ البدائل حين تُغلَق الأبواب، ويَضيقُ المسار.
حتى لا نقفَ نبكي على الأطلال،
ولا نندبَ حظًّا عاثرًا، أو نُحمّل الدهرَ ما ليس له فيه من صُنع،
ولا تأكلَنا سباعُ الحسرات، ولا تنهشنا مخالبُ الندم.
بل ننهضُ كلما عثَرنا، ونُعيدُ الكرّةَ كلما خَسرنا،
فما الحياةُ إلا مسيرٌ، وما النجاحُ إلا لصبرٍ وفكرٍ وتدبير.
رد مع الإقتباس