الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
08-30-2025, 12:50 AM
المشاركة
337
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
511
رد: مُهاجر
تئنُّ الأمةُ من جراحٍ تَعاظَمَت،
وتتلوّى على سريرِ الوهنِ وقد تقادَمَت،
ذاك الجسدُ الممزّقُ بين أممٍ تتكالبُ، وقلوبٍ تتناحرُ، وراياتٍ تتنافرُ،
كلُّ جزءٍ منها يشكو،
وكلُّ طرفٍ عنها يشهدُ موتًا لا يُحزِنُ أحدًا!
عناوينُ العارِ تُسطَّرُ كلَّ صباح،
والخنوعُ يُذاعُ من أفواهِ الأقوياءِ كأنه فلاح،
والحقُّ مأسورٌ، والأقصى مثخنٌ بالجراح،
والكلامُ سلاحُ العاجزين، والسكوتُ عقيدةُ الجبناء!
في الميادينِ خفَتَ الهُتاف،
وفي صدورِ الرجالِ بردٌ وجفاف،
والأطفالُ يولدون بلا وطن،
ويكبرونَ بلا أمل،
ويموتون بلا ضجيج، كأنهم لم يكونوا نبضًا من ترابٍ حيّ!
منابرُ النورِ تحوّلتْ إلى منصّاتِ تزييف،
والرايةُ البيضاءُ باتت شعارَ الخائفِ الضعيف،
والأرضُ تُغتصبُ، والعِرضُ يُهان،
والمآذنُ تبكي، والدمعُ في عيونِ الثكالى لا يجفُّ ولا يُدان!
لكن...
ورغمَ هذا الليلِ المُطبق،
ورغمَ هذا الجرحِ الذي لم يندمل،
ورغمَ هذا الصمتِ الذي صار لغةَ أهلِ الكهف...
لا يزالُ في آخرِ النفقِ نورٌ يتّقد،
ولا يزالُ في قلبِ الظلامِ فجرٌ يتهيّأ أن يُولد!
فما خبتْ رايةُ الحقِّ، وإن سقطَ حاملوها،
وما اندثرتْ ملامحُ العزِّ، وإن استُبيحتْ صورُها،
إنها سُنةُ الله: بعد الغُمّة صحوة، وبعد الضيق فرجة، وبعد الظلمة شمسٌ لا تغيب.
سيصحُو الماردُ من رقاده،
وتستفيقُ الأمةُ من سباتها،
وتُبعثُ النخوةُ في عروقٍ حسبناها ماتت،
فإذا بها تنبض، وتثور، وتَصْرُخ: هُنا كنّا... وهنا سنعود!
رد مع الإقتباس