الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2025, 07:16 PM
المشاركة 333
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: مُهاجر
مواكبُ السعادةِ تتعثّرُ خُطاها،
ويستبقها جَحافلُ الحُزن،
وتلك المواطنُ جَدْباءُ،
تئنُّ على جمرِ الخُذلان،
وتَحُطُّ سياطُ الشُّحِّ، فتَئِنُّ الأرواحُ في صمتِها المُوجِع.

عواملُ نحتٍ تُعَرِّي جبالَ الصبر،
ومعاولُ الهدمِ تَهوي على رأسِ التعافي
من وَقعةِ الذُّلِّ ومرارةِ الانكسار،
ولا ظلَّ لشجرةِ عزٍّ تَؤوي العابرين،
ولا طيفَ لأملٍ يُدلِّي ضياءَه على الدروبِ المُعتِمة.


وأسرابُ الأحلامِ ترفرفُ على رؤوسِ المُحبِّ،
وسرابُ الوصولِ إلى عرينِ القَبولِ يَحِنُّ،
كأنّه طيفُ وطنٍ تاهَ في زحامِ الغُرباء،
وكأنّ القلوبَ نُفِيَت عن صَحوِها إلى جُزرِ التَّمنِّي.

فأيُّ عيشٍ على بِساطِ التفاؤلِ بعدها يُبنى؟
وأيُّ فجرٍ يُؤْذِنُ بالضياءِ
إذا كانت نوافذُ الحلمِ مغلقة،
وأبوابُ الرّجاءِ صَدِئةٌ لا تَفْتَح؟

لكن…
من بينِ رُكامِ العُتمةِ يولَدُ النُّور،
ومن أضلُعِ الألمِ ينبثقُ النشور،
فما انطفأتْ جذوةُ الروحِ،
ولا انحنى القلبُ وإن أثقلهُ العبور.

وإن كبَتَ الزّمانُ بخيلهِ ومَراسِيه،
ففي الجَوانحِ صبرُ نبيٍّ،
وفي المآقي نُضجُ حكمةٍ
سُقيتْ من ماءِ التجربة.

نُرمّمُ أحلامَنا حجَرًا حجَرًا،
ولو بنيناها على شفيرِ العَدم،
وننسجُ من خيوطِ الأملِ وشاحًا،
يُدَثّرُ صقيعَ الغَدِ المُبهم.

تَعِبَ الزّمانُ من خُطانا،
لكنّنا لم نَتعب،
تَخاذلَ الدّربُ،
لكنَّ خطانا لم تَخذُل.

فأيُّ حياةٍ تُولدُ إن لم تُختبر؟
وأيُّ نُضجٍ بلا نارٍ،
وأيُّ نُورٍ بلا ظُلمةٍ تُكشَف؟