عرض مشاركة واحدة
قديم اليوم, 01:55 PM
المشاركة 3
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: " في حضرة الكتاب "
أستاذي الكريم،

مَن كانَ مِثلي نَكرةً المُعَرَّفُ لا يُطلَبُ منه التَّعريفُ عن نَفسِه، فَسَيرُه في مَناكِبِ الأرضِ وهو مَنزوعُ الهُويَّةِ يُمُدُّ في عُمرِه. وإنْ كنتُ أخَلَفتُ تِلكَ النَّصيحةَ التي تَندرِجُ في قائِمَةِ الحِكمةِ، والتي نَأخُذُ مِن مَحتواها ومَعناها.

إِنَّ الجاهِلَ... حَسبُه صَمتُه، فَما نُطقُه إِلَّا دَعوَةٌ حَتفُه، حينَ تَنكَشِفُ حَقيقةُ جَهلِه. فَكانَ مِنّي ذلكَ اللَّفظُ الذي نَطَقَ به بَنانِي، وَتَبَيَّنَ مِنهُ ذلكَ الجَهلُ في المَعنى والمَبْنى. فَتِلكَ الأَخطاءُ الشَّائِعَةُ في الإمْلاءِ، وَما رافَقَها مِن هَنَاتٍ بَلْ طامَاتٍ مِنَ اللَّحنِ الخَفِيِّ.

فَطَلَبُكُم ذاكَ ما هو إِلَّا فَضْحُ مَستورٍ، وَإِشْهارُ مُفْلِسٍ مَغمورٍ. وَإِنْ كانت نِيَّتُكُم صادِقَةً لا لَبْسَ فيها، فَما أَنا بَينَكُم إِلَّا كَذَاكَ المُتَسَوِّلِ المُتَطَفِّلِ على مَوائِدِ مَعارِفِكُم وَعِلمِكُم.