الموضوع
:
مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
07-29-2025, 10:20 AM
المشاركة
289
مُهاجر
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Feb 2022
رقم العضوية :
16905
المشاركات:
478
رد: مُهاجر
يَا مُعَلِّمَتِيَ الحَكِيمَةَ ؛
يَا مَنْ تَحْمِلِينَ بَيْنَ السُّطُورِ رِقَّةَ اللَّيْلِ وَحِكْمَةَ النَّهَارِ! لَقَدْ نَثَرْتِ كَلِمَاتِكِ كَالنَّدَى عَلَى أَرْضِ القَلْبِ الْجَرِيحِ، فَأَنْبَتَتْ زَهْرَ الأَمَلِ بَيْنَ شَوْكِ الأَسَى.. "كُلُّنَا فِي رِحْلَةِ الحَيَاةِ: نَتَأَلَّمُ لِنَتَعَلَّمَ".. جُمْلَةٌ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا مِفْتَاحَ السَّلْوَةِ، وَتَنْطِقُ بِحِكْمَةِ الأَوَابِدِ!
فَإِذَا كَانَتِ "اللَّامُ" فِي حَيَاتِنَا هِيَ لَامَ العَاقِبَةِ لَا لَامَ التَّعْلِيلِ، فَاعْلَمِي — يَا رَائِحَةَ الطُّمَأْنِينَةِ — أَنَّ كُلَّ جُرْحٍ سَيَكُونُ ذِكْرَى، وَكُلَّ دَمْعَةٍ سَتَصِيرُ حِكْمَةً، وَكُلَّ لَحْظَةِ أَلَمٍ سَتَنْطَوِي عَلَى بُشْرَى اللِّقَاءِ بِنَفْسٍ أَرْحَبَ، وَقَلْبٍ أَصْفَى!
لَسْتِ وَحْدَكِ يَا مُنَارَةَ الفَضَاءِ الأَدَبِيِّ تَحْمِلِينَ أَسَى التَّجَارِبِ، فَنَحْنُ — مَعْشَرَ العَابِرِينَ — نَمْشِي عَلَى جَسْرٍ مِنَ الزُّجَاجِ المَكْسُورِ، لَكِنَّ أَقْدَامَنَا تَتَعَلَّمُ — بِكُلِّ خُطْوَةٍ — أَنْ تَصِيرَ أَقْوَى! فَلَا تَنْظُرِي إِلَى الأَلَمِ إِلَّا كَمُعَلِّمٍ قَاسٍ، وَلَا تَرَيِ الدُّمُوعَ إِلَّا كَنَدًى يُنْبِتُ زَهْرَ الصَّبْرِ!
وَإِذَا كَانَ القَلْبُ قَدِ انْكَسَرَ مَرَّةً، فَاعْلَمِي أَنَّهُ سَيَعُودُ — بَعْدَ اللِّقَاءِ بِالحِكْمَةِ — أَصْلَبَ مِنَ الصَّخْرِ، وَأَنْقَى مِنَ الشَّفَقِ! فَكُلُّ عَاصِفَةٍ تَمُرُّ عَلَى الرُّوحِ لَيْسَتْ إِلَّا دَرْسًا لِتَعْلِيمِهَا كَيْفَ تَبْنِي سَفِينَتَهَا مِنْ جَدِيدٍ..
فَاصْبِرِي يَا بَانِيَةَ المَعَانِي، فَمَا أَجْمَلَ الأَلَمَ إِذَا صَارَ قِصَّةً، وَمَا أَعْظَمَ الدَّمْعَ إِذَا صَارَ شِعْرًا! وَاذْكُرِي دَائِمًا: أَنَّ العُقُولَ الكَبِيرَةَ تَحْتَاجُ إِلَى جِرَاحٍ كَبِيرَةٍ، لِتُنْتِجَ حِكَمًا كَبِيرَةً.. وَسَتَأْتِي أَيَّامٌ تَنْظُرِينَ فِيهَا إِلَى مَا مَرَرْتِ بِهِ فَتَقُولِينَ: "لَوْلَاهُ.. مَا كُنْتُ أَنَا!"
كونوا بخير وحسب
رد مع الإقتباس