الموضوع
:
كتابنا (كيف نفهم ما حدث في سوريا؟!)
عرض مشاركة واحدة
02-11-2025, 10:20 PM
المشاركة
6
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Jan 2006
رقم العضوية :
780
المشاركات:
1,201
رد: كتابنا (كيف نفهم ما حدث في سوريا؟!)
الفصل الثاني
شخصية (حافظ الأسد) وسنوات حكمه
لم تكن الشام ولا الدول العربية مقسمة تقسيما سياسيا قبل اتفاقية (سايكس بيكو) والتي نجم عنها في بداية القرن العشـرين وضع الحدود السياسية للدول العربية الكبرى في الشام ومصـر والشمال الإفريقي، وإعادة خلق الجزيرة العربية بمشاريع قَبَلِية تؤسس لدويلات مختلفة تم توزيعها على المشيخات المختارة من فريق ضباط المخابرات البريطانية (ديكسون) و(جون فيلبي) و(لورانس) وغيرهم.
وسقطت الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت بريطانيا وفرنسا في حاجة لحل الموضوعات المعلقة بينهما في الشام.
فتم تقسيمها بالتقسيم المعروف واحتلت فرنسا سوريا عام 1922م، ومن بداية الاحتلال كانت فرنسا تهدف إلى تقليد السياسة البريطانية الشهيرة (فَرّق تَسُد) والتي برع فيها البريطانيون في مستعمراتهم.
وكان تفكير فرنسا في ذلك يعود بالأساس لطبيعة المكون السوري المختلف باعتباره يحمل تقسيمات جغرافية وطائفية متعددة
فالشعب السوري يتكون من مناطق نفوذ مختلفة
واحدة للدمشقيين وأخرى للحلبيين وثالثة للدروز ورابعة للأكراد وخامسة للعلويين على ساحل اللاذقية وهي الطائفة التي تعتبر الطائفة الأقل عددا ونفوذا لكونهم ينتمون للعقيدة الشيعية النصيرية وهي طائفة من طوائف الشيعة المتطرفة والتي تخالف ثوابت القرآن والسنة بشكل كامل ولهذا اعتبرها العلماء خارجة عن الإسلام بالكلية كغيرها من الطوائف التكفيرية من الشيعة الإسماعيلية والباطنية وطائفة الحشاشين فهؤلاء جميعا خارج إطار الإسلام لإيمانهم بكفريات شنيعة كتأليه البشـر والقول بتحريف القرآن وإباحة الفواحش إلى غير ذلك
وبالتالي فالعلماء لم يدرجوها ضمن طوائف الشيعة المبتدعة التي يراها العلماء مبتدعة نعم لكنهم يبقون ضمن إطار المسلمين
وقد انتوت فرنسا تجهيز الأرض السورية للتقسيم على النحو السابق شرحه بحيث تتشـرذم سوريا لدويلات خمس مقسمة حسب الطائفية، وساعدها على هذا التفكير هو أن سوريا كانت تشتمل عنصـرين رئيسيين وهما العنصـر العربي والعشائر العدنانية التي تركزت في الأرياف بخلاف القبائل العربية المحتفظة بتكلاتها
والعنصـر الثاني هو العنصـر الأجنبي –غير العربي- مثل (الأرمن) الذين هاجروا لسوريا في فترة صراعهم مع العثمانيين، و(الشـركس) الذين كان لهم وجود تاريخي في فترة الخلافة العثمانية أيضا وكذلك (الأكراد) في الشمال وهم الذين استوطنوا الشمال قادمين من تركيا
ولم تكن التقسيمات طائفية فقط.
بل كانت تقسيمات طائفية وجغرافية أيضا، فالعرب والقبائل العربية تركزت في أرياف البلاد والمحافظات مثل (درعا) و(السويداء) و(طرسوس) واللاذقية) و(دير الزور) و(الرقة) و(الحسكة) و(إدلب) و(حمص) و(حماة)
أما المناطق الحضـرية في نفس المحافظات فقد سكنها العنصـر الأجنبي، وكان سبب تركز الأعراق غير العربية في المدن أن القبائل العربية لم تكن تعمل بالمهن الحرفية كالحدادة والنجارة والبناء وغيرها فكان أمام العنصـر الأجنبي فرصة استيطان المدن والعمل بتلك المهن التي يرفضها العرب ولم يقبلوا عليها نظرا لطبيعتهم في التجارة والرعي وما يتعلق بهما
وهكذا كانت الفرصة موجودة أمام الفرنسيين لتقسيم البلاد على نفس خريطة النفوذ الموجودة وكانوا ينتوون تقسيمها كدويلات
تماما كما فعلت إنجلترا في الجزيرة العربية مع فارق اختلاف أساس التقسيم فالأساس الذي اعتمد عليه التقسيم الإنجليزي في الجزيرة وهو التقسيم على أساس نفوذ المشيخات المسلحة في الخليج.
هذا بالطبع مع الاحتفاظ بالدول القديمة في الجزيرة وهما (اليمن) و(عمان) ولو أن اليمن طالته يد التقسيم أيضا إلى جنوبي وشمالي قبل أن يتم توحيده فيما بعد
غير أن حركة المقاومة ضد الفرنسيين ومشـروع تقسيم (سوريا) منعت فرنسا من إتمام مخططها، كالثورة الفراتية بقيادة (رمضان باشا شلاش)، وثورة القبائل العربية مثل ثورة (العقيلات) وقبائل (البوشعبان) و(شَمّر) فضلا على الثورة السورية الكبرى عام 1925 التي قادها الأمير (سلطان باشا الأطرش) الذي توحدت خلفه القبائل العربية والثوار السوريون، وأيضا حركة (حماة) بقيادة (آل العظم)
ونظرا لهذا فشل الفرنسيون في التقسيم بعد إجماع مكونات الشعب السوري على رفضه عدا طائفة واحدة فقط رحبت بالتقسيم وَقَبِلته وهي الطائفة (العلوية النصيرية)
ونظرا لطبيعتها كطائفة عنصـرية معادية لعقيدة السنة المحيطة بها فقد استغلت الفرصة وتعاونت مع الفرنسيين في نظير تأسيس إمارة لهم باسم (إمارة العلويين) في منطقة الساحل باللاذقية وطرطوس يحكمها مجلس من كبار العائلات النصيرية.
غير أن توالي الأحداث واضطرار الفرنسيين للانسحاب من سوريا وإعادتها دولة موحدة أفشل مشـروع الدولة العلوية فانتهت بعد سنوات قليلة وعادت كما كانت جزء من الدولة ككل.
والمثير في أمر التقسيمات السورية أن النصيرية العلوية كانت دوما خارج حسابات القوى المؤثرة للحكم لضعفها وشذوذها عن الداخل السوري.
ولهذا لجئوا للسياسة الشيعية المعروفة وهي سياسة (التقية) ومهادنة الجميع والقبول بخدمة كل من يمكنهم خدمته حتى تحين لحظة التمكين، ولم يكن مطروحا من الأصل أن يكون للعلويين أمل في أن يحكموا سوريا الموحدة ذات يوم نظرا لأن القوى المتصارعة على الحكم كانت هي الأقوى والأكثر عددا ونفوذا وتأثيرا
لهذا اكتفى العلويون بدور المساند والمؤيد لكل طائفة تستطيع الوصول لكرسي الحكم.
وفي وسط الطائفة العلوية نفسها كانت تتربع عدة عائلات تُمثل زعامة الطائفة ومنها عائلة (الأسد) والمفاجأة الكبرى أن (حافظ الأسد) وعائلته لم يكونوا من تلك الطائفة أصلا ولا ينتسبون إليها بل هم من نسب مجهول تمكن من اختراق عائلة الأسد العلوية في عهد (سليمان الوحش) كبير تلك العائلة.
أما قبل ذلك فَمُسَمى عائلته كان مختلفا ومعروفا باسم عائلة (الوحش) وكل من ينتمي للطائفة العلوية أجمعوا أن تلك العائلة من العائلات الوافدة وليس لها تاريخ أو جذور منتمية لعائلة الأسد أو الطائفة النصيرية.
ولم يقتصر الأمر على هذا.
فقد ثبت أن عائلة (الوحش) هذه ليست عربية وليست مسلمة وقدمت إلى سوريا من العراق والتحقت بجبال العلويين، ومن الغريب أن الذي اعترف بهذا هو (جميل الأسد) شقيق حافظ الأسد في مقابلة شخصية له مع المؤرخ العراقي (عز الدين رسول) والذي سأل جميل الأسد إن كانوا من العراق أصلا فرد عليه جميل الأسد أنهم من طائفة (الكاكائية) وهي طائفة فارسية إيرانية تنتمي إلى الديانة (اليزدانية) القديمة التي كانت إحدى عقائد الفرس قبل الإسلام ضمن تفريعات العقيدة (الزرادشتية) التي تكونت منها الديانة الفارسية
وقد وردت شهادة المؤرخ العراقي (عز الدين رسول) بصوته ضمن فقرات حلقات الشهادة الخطيرة التي أدلى بها العميد (نبيل الدندل) لبرنامج (السطر الأوسط)، والعميد (نبيل الدندل) هو قيادي أمني انشق عن نظام (بشار الأسد) بعد الثورة وكان قبلها قد تولى رياسة مكتب الأمن السياسي في اللاذقية وخدم فيها مدة طويلة وكان من مهمات وظائفه – لحسن الحظ - تجهيز كافة ملفات الجهاز التاريخية والمعاصرة وتلخيصها وإعدادها وتحويلها من ملفات ورقية إلى ملفات كمبيوترية وبالتالي اطلع على كافة الملفات بالتفصيل مما أتاح له مصادر غير محدودة للمعلومات خاصة وأن خدمته كانت باللاذقية التي هي مهد الوجود للطائفة العلوية كاملة
وقد نشأ (حافظ الوحش) -وهو اسمه الأصلي- الذي أصبح فيما بعد (حافظ الأسد) نشأة فقيرة وقاسية في ظل أب مصاب بالسادية عانت منه العائلة أشد المعاناة، وتسبب الوالد في إصابة حافظ الأسد -وهو بعد طفلا غريرا- بصدمة نفسية عميقة قتلت فيه كافة أحاسيس الرحمة بعد أن انتحر أخوه الأكبر بشنق نفسه في حظيرة البهائم بسبب قيام والده بتعذيبه تعذيبا عنيفا لمجرد أنه أضاع مبلغا بسيطا من المال كان الأب قد أرسله بها لشـراء بعض أغراضه!
وقد حكى (حافظ الأسد) نفسه بعد توليه الرياسة هذه الواقعة، وأردف بها في لحظة صراحة نادرة، أنه بعد أن رأى جسد أخيه الأكبر معلقا في حظيرة البهائم لم يبك بعدها أو ذرف دمعة واحدة في أي موقف مر به بعد ذلك مهما بلغت قسوته!
وهذه النقطة وحدها هي التي تشـرح لنا طبيعة هذا الحاكم وهذه العائلة وتفسـر لنا السادية القاسية التي تميزوا بها والوحشية المطلقة التي لا داع لها في كثير من الأحيان.
فإن القارئ لتاريخ حافظ الأسد وعائلته سيجد أنهم يستخدمون أبشع أنواع التعذيب والاغتيال والقتل الجماعي بل والغدر غير المبرر برجالهم وحلفائهم في أمور يمكن حلها دون حاجة إلى تلك المبالغة في سفك الدماء.
وقد كان من مآسي العالم العربي حقيقة أن أكثر من ثمانين بالمائة من حكام المنطقة -بعد فترة الخمسينيات- مصابون بأكثر أنواع العقد النفسية خطورة كالسادية وازدواج الشخصية (الإسكيزوفرانيا) وعقدة الاضطهاد وعقدة العظمة وأحيانا الهلاوس السمعية والبصـرية التي تُوهم بعضهم بأنهم مُحًدّثون من السماء وَمُلْهَمون بالفطرة.
وكلنا يذكر (القذافي) الذي صرّح مرارا وتكرارا أنه كالأنبياء ولا فارق بينهم إلا أن الأنبياء ينزل عليهم الوحي الصـريح أما هو فعبقرية مؤهلة لقيادة العالم الثالث وأنه جعل من ليبيا القوة العظمى الثالثة بعد السوفيات والأمريكيين!
وبالمثل رأينا (عبد الكريم قاسم) و(صدام حسين) وغيرهم
ويظن الناس أن ما يسمعونه منهم مجرد تجارة سياسية وشعارات ليس إلا.
لكن المرعب حقيقة أن القذافي ومن شابهه يتكلمون ويصدقون أنفسهم بالفعل فيما يقولونه!
القصد.
كانت شخصية (حافظ الأسد) تحمل سمات الكتمان والسادية وَقُدْرة فطرية على التآمر والتخطيط وإخفاء النوايا فضلا على سمة الغدر الملتصقة به التصاقا شديدا نتيجة عقدته النفسية الراسخة التي لا تؤمن بوجود عاطفة الولاء أو الصداقة أو الاعتراف بالفضل بعد أن رأى بعينيه انهيار هذه القيم في علاقته بأبيه.
وحافظ الأسد يتشابه بشدة مع الزعيم السوفياتي الرهيب (جوزيف فيسـرافيتش) المعروف باسم (ستالين) والذي كان أحد قيادات الثورة البلشفية الثلاث إلى جوار (فلاديمير لينين) و(ليون تروتسكي).
فبعد أن تولى ستالين السلطة على أكتاف أصدقائه ورجاله قام بدون مبرر بالخلاص منهم بالقتل والاعتقال حتى أن تروتسكي قبل قتله أرسل لستالين رسالة من سطر واحد يقول فيها له:
(ستالين ... هل تدرك معنى كلمة الوفاء)
فرد عليه ستالين بسطر واحد أيضا قائلا له في سخرية:
(نعم إنه مرض يعاني منه الكلاب!)
ونظرا لمدى التأثير الرهيب لنشأة السياسيين وتجاربهم النفسية فإن المؤرخين اهتموا بتفسير الجانب النفسـي للشخصيات التاريخية اهتماما كبيرا بعد أن ثبت لديهم بشكل قاطع أن الطبيعة النفسية للسياسي تكمن وراء قرارات وسياسات كارثية لا تقتصـر عليه أو حتى على بلده بل قد تمتد لتشمل العالم أجمع.
ويكفينا في هذا الباب أمثلة تاريخية شهيرة مثل (نابليون بونابرت) بعقدة النقص والفقر التي أفرزت فيه وحشية بالغة في القتال وصفها المؤرخ الأمريكي (آلان شوم) بأنها وحشية تفوقت على دموية (جنكيز خان) حيث كان من هواية نابليون في حروبه حرق القرى والمدن بأهلها إذا رفضوا الاستسلام وهو ما فعله في مصر في حملته الشهيرة على الشرق
وأدولف هتلر بالسادية والتفرد المطلق الذي انتهى إلى إشعال أوار الحرب العالمية الثانية، والامبراطور الروماني (نيرون) بالجنون الذي دفعه لإحراق روما لمجرد أن يجد الذريعة للفتك بالمسيحيين عن طريق اتهامهم بحرقها، والخديو (إسماعيل) بعقدة العمران وبذخ الأباطرة الذي وضع مصـر تحت سنابك الاحتلال الإنجليزي فيما بعد، و(السادات) بعقدة الانهيار النفسـي تجاه الغرب وانبهاره بالممالك والإمارات والإعلام العالمي الذي بذل جهده طيلة فترة حكمه ليسترضيه ويظل نجما لامعا في آفاقه وهو ما أدى لكارثة انهيار الخط القومي لمصـر والعرب نهائيا وقد شرح كاتبنا الكبير (محمد حسنين هيكل) مجموعة العُقَد التي حكمت السادات بشكل واف وسمحت له السلطة المطلقة بإبرازها بعد أن كانت مختفية ومطمورة خلف طاعته وولائه الظاهر لعبد الناصر ومشروعه القومي.
لكن عقدة (حافظ الأسد) ودمويته المتفردة جعلته يؤسس نظاما دكتاتوريا فاشيا تفوق في وحشيته على كافة النظم الدكتاتورية التي حكمت العرب من المحيط إلى الخليج.
وقد بدأت أسطورته وظهوره بانتمائه إلى حزب البعث هو ورفيقه العلوي (صلاح جديد) وعندما قامت الوحدة بين مصـر وسوريا وتم حل الأحزاب –ومن ضمنها حزب البعث- كانت مجموعة الضابط البعثيين رافضين لهذا الحل لكنهم استسلموا للأمر الواقع مؤقتا، وقرروا النزول تحت الأرض للعمل السـري كما هي عادة الأحزاب الشيوعية في ظروف صدامها مع أي سلطة.
وبالفعل قام البعثيون –ومنهم حافظ وصلاح جديد- بتكوين تنظيم سري في الجيش السوري تحت مسمى (اللجنة العسكرية لحزب البعث)، وهي اللجنة التي كانت تترقب الحوادث وتطوراتها منذ عام 1960م، وحتى انهيار الوحدة عام 1962م، وكان لهذه اللجنة دور مواز وخطير في العمل على إفشال الوحدة جنبا إلى جنب مع بقية الأطراف الفاعلة والتي التقت أهدافها على عداء الوحدة المصرية السورية وإن اختلفت مخططاتهم.
ونجح حافظ وصلاح في استغلال حالة السيولة التي أصبحت عليها سوريا بعد فشل الوحدة مع مصـر وعودة عصر الانقلابات ليتمكنوا من الصعود السـريع في المناصب الحزبية والعسكرية.
وعندما تمكن حزب البعث من الوصول إلى السلطة تَقَرّب (حافظ الأسد) و(صلاح جديد) ورفيقهم الثالث(محمد عمران) إلى قيادات حزب البعث وأظهروا لهم الولاء الكامل وتمكنوا من خداع القيادات البعثية الكبرى مثل (أكرم الحوراني) و(يوسف زعين) (ونور الدين الأتاسي) ونجحوا في إقناعهم بالاعتماد عليهم وتصعيدهم إلى مراكز القيادة الحزبية لحزب البعث وترفيعهم أيضا في قيادة الجيش تحت ذريعة أن ثلاثتهم من الطائفة العلوية ونظرا لأن تلك الطائفة مجرد قوة ترجيح تؤيد القوة الحاكمة وليس لها أمل في أن تطلب لنفسها السلطة فهم يصلحون هنا لأن يكونوا أخلص رجال الحكم داخل الحزب والجيش.
واقتنعت القيادات البعثية بحجج حافظ الأسد وصديقيه، ونفذوا لهم أمنيتهم بالتصعيد السـريع داخل تنظيم البعث الحزبي وداخل مجموعة الضباط البعثيين داخل الجيش
وبالفعل...
وكعادة الانقلابات السورية لم يستقر حُكم (أمين الحافظ) طويلا وحدثت عليه من داخل حِزْبه عملية انقلاب نجم عنها رحيل للعراق، وكان المحرك الرئيسـي لحركة الانقلاب هو اللجنة العسكرية لحزب البعث بقيادة (صلاح جديد) نفسه مع (حافظ الأسد) و(محمد عمران) وكان الانقلاب إيذانا بسيطرة البعثيين على الحكم منذ عام 1963م، وسيطرت اللجنة العسكرية للبعثيين على الجيش وتولى (محمد عمران) وزارة الدفاع
وهنا وصل حافظ لنقطة الانطلاق التي كان ينتظرها ويتشوق لها ليبدأ تخطيطا طويل المدى وفي سرية تامة للاستيلاء على الحكم في سوريا.
وكانت خطوته الأولى محاولة التخلص من محمد عمران وأخذ مكانه، فتمكن من حث صلاح جديد على تنحية محمد عمران وتقويض نفوذه لكي يسيطروا هم وحدهم على اللجنة العسكرية.
ونجحت أولى عمليات غدر حافظ الأسد وتولى وزارة الدفاع بديلا لمحمد عمران عام 1966م.
وبدأ بعدها مباشرة في التجهيز لطموحه الأكبر في الخلاص من (صلاح جديد) نفسه وهو يومئذ أقوى رجال الحزب والسلطة باعتباره نائب الأمين العام لحزب البعث والرجل الذي سيطر على اللجنة العسكرية منذ انقلاب البعثيين
الصفحة الشخصية بموقع فيس بوك
القناة الخاصة بيوتيوب
رد مع الإقتباس