الموضوع
:
كتابنا (كيف نفهم ما حدث في سوريا؟!)
عرض مشاركة واحدة
02-08-2025, 04:56 AM
المشاركة
3
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
تاريخ الإنضمام :
Jan 2006
رقم العضوية :
780
المشاركات:
1,201
رد: كتابنا (كيف نفهم ما حدث في سوريا؟!)
الفصل الأول
ماذا يحدث في سوريا؟!
على نفس الخط...
ورغم البحث المرير عن عقلاء يتحدثون وفق ضوابط العلم والعقل والمنطق إلا أنك لن تجد هذا إلا نادرا.
فالصـراع حول سوريا وما حدث فيها من مارس 2011م حتى ديسمبر من عام 2024م، لن تجد فيه –غالبا- إلا الاستقطاب العنيف.
فالمناصرون للسفاح (بشار الأسد) يرون فيه الرئيس القومي الذي دافع عن بلاده بحرق بلاده على ما من فيها!
والمناصرون لتحرير سوريا لن تجد فيهم إلا التفخيم والتعظيم للميليشيات التي دخلت حربا ضروسا طيلة عشـر سنوات ضد بعضها البعض وضد بشار الأسد وجيشه وكانت مجرد جماعات مرتزقة –كما سنرى- تعمل لتحقيق مصالح الممولين
وما بينهما لن تجد الشعب السوري نفسه والذي انسحقت ثورته من منتصف عام 2012 تقريبا، وتمت مصادرتها لصالح تلك المعارك الوحشية بين الطرفين!
وهذا البحث سيطرح أمامك عزيزي القارئ القضية بخلفيتها التاريخية الضـرورية للطرفين المتصارعين، لأنه بدون النظر للتاريخ فإن الواقع يصبح مجرد أفلام كرتونية كقصة مسلية أو دموية مثيرة للتعاطف والعجز
بينما قراءة التاريخ الصحيح هي التي تؤدي لفهم الواقع الصحيح، لأن من يهمل قراءة التاريخ محكوم عليه –كما يقول أستاذنا الكبير هيكل- بتكرار نفس أخطائه إلى ما لا نهاية.
والبحث لا يفرض تحليلا صحيحا كاملا لما وقع في سوريا بل يفرض الحقائق المجردة أولا ويدعوك –عزيزي القارئ- لإسقاط تلك الحقائق على واقع ما رأيته وتراه منذ بدايات ثورات الشعوب عام 2011م وفشلها –حتى اليوم- في تحقيق أهدافها.
والبحث من شقين:
الأول:
وهو خاص بدراسة سريعة لتاريخ سوريا المعاصر منذ تحررها من الاستعمار الفرنسـي الإنجليزي، ومدى أهمية موقعها وثرواتها، تلك الأهمية التي جعلتها نقطة صراع رئيسية في صراع الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وكيفية تطور هذا الصـراع حتى وصوله إلى تلك النقطة المحورية التي جاءت بحافظ الأسد رئيسا ديكتاتوريا مؤبدا في بلد لم يعرف استقرار الحكم من قَبْلِه قط
الثاني:
هو إلقاء الضوء بلمحة تاريخية سريعة على ما يُسَمى بالإسلام السياسي أو التيارات الدينية المختلفة التي نجحت بريطانيا والولايات المتحدة في توظيفها توظيفا كاملا إما بإنشاء دول كاملة وظيفية وتكون مرجعيتها الدينية هي أساس الحكم، وإما توظيفها كجماعات مرتزقة مسلحة تقوم وتظهر وتختفي وتكبر وتصغر حسب مشيئة أجهزة المخابرات الغربية
وبالتالي:
إذا فهمنا هذين الشقين أمكن لنا بسهولة قراءة المشهد السوري المعاصر ببساطة دون أن تكون مضطرا- عزيزي القارئ- للقبول بمصادرة عقلك لصالح هذا التيار أو ذاك.
*سوريا في الحرب الباردة
عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية تَغَيّر النظام العالمي بأكمله تَغَيّرا شاملا لم يسبق أن حدث من قبل على مستوى التاريخ المقروء، لا من ناحية شدة التغيير ولا من ناحية الشمول.
فقبل الحرب العالمية الثانية –ورغم تقدم التكنولوجيا الكاسح- إلا أن عولمة الأحداث الكبرى في العالم لم تكن قد وقعت بالشكل الذي جرت عليه الأمور بالحرب العالمية الثانية أما التغيير الذي حدث في الحرب العالمية الأولى فقد كان تغييرا كبيرا نعم لكنه لم يكتسب هذا الزخم الكبير الذي نتج عن الحرب الثانية والتي كان العهد بعدها هو العهد الذي جعل العالم أجمع قرية صغيرة وأصبحت الأحداث العالمية تؤثر في الشرق والغرب بشكل فادح مع عولمة السياسة والحروب والاقتصاد بحيث أصبحت محاولة الانعزال الإقليمي لأي دولة هو مجرد خيال.
كما أن التغيير الأبرز الذي اكتسح العالم كان في ظهور وتنامي القوتين العظميين الجدد، وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
ورغم أن العالم منذ فجر التاريخ تتقاسمه قوتان عظميان في الأغلب، إلا أن التغيير الجوهري في مرحلة الأمريكيين والسوفيات يكمن في ظهورهما في عصـر العولمة وأصبحت الأسلحة والمواصلات قادرة على الوصول بتأثيرها إلى أقاصي الأرض فضلا على أن العالم قبلهما كان في الغالب يحفل بقوى أخرى متوسطة القوة تناطح أحيانا القوى العظمى.
أما في عهد الأمريكيين والسوفيات فالعالم بكل دوله سواء الضعيفة أو المتوسطة القوة أصبح رَهْنا بعلاقة ما مع القوتين العظميين، ومنحازا –برغم أنفه- إلى إحداهما، وإن كانت درجة الانحياز تختلف بحسب قيمة كل دولة أو قُطر.
فهناك الانحياز المشبع بحيث تصير الدولة مجرد محطة لصالح إحدى القوتين وتتبعها بشكل كامل، وهناك انحياز نوعي يتميز بعلاقة ما من التحالف الذي تحكمه المصالح.
وقد كان التنافس بين القطبين في القرن العشـرين محكوما بحروب الوكالة بطبيعة الحال، لأن الحرب العالمية انتهت نهاية درامية بأقوى سلاح عرفه البشر وهو السلاح النووي.
وبمجرد أن لحق السوفيات بالقوة النووية وتطورت لديهم صناعة الصواريخ الباليستية، أصبح في حكم المستحيل أن يخوض العالم حربا عالمية جديدة أو حربا ساخنة بين القطبين نظرا لطبيعة الصـراع النووي الذي لن يخرج منه منتصـر أو مهزوم بل سيخرج العالم كله مهزوما بعد أن أصبحت أسلحة الدمار الشامل جرس إنذار إجباري يحكم انفعالات وصراعات القوى العظمى لتظل صراعات محدودة بحروب الوكالة أو حروب مناطق النفوذ.
وهكذا...
وبمجرد أن نجح الاتحاد السوفياتي في أوائل الخمسينيات في الحصول على سر القنبلة الذرية وأصبح مساويا لقوة الولايات المتحدة استراتيجيا، هنا بدأت (الحرب الباردة) كما أطلق عليها المؤرخون.
ونظرا لأن المواجهة بين السوفيات والأمريكيين لم تكن تنافسا امبراطوريا عسكريا فقط كما هو الحال في صراعات العالم القديم بل أصبح صراع أفكار وسياسات بالمقام الأول
فكان صراعا استراتيجيا بالمعنى الحرفي لمصطلح (الاستراتيجية) حيث تكونت عقيدة السوفيات السياسية والاقتصادية على المنهج الشيوعي، وتكونت العقيدة الأمريكية على العقيدة الرأسمالية المضادة.
وأصبحت حرب العقائد في الاقتصاد أشد سخونة وتوترا من حرب الأسلحة لأن القوتان تنافستا على مناطق النفوذ في العالم لمواجهة بعضهما البعض، ووجدت دول العالم نفسها مجبرة على اختيار أحد الطرفين، مع مراعاة أن هذا الاختيار يستلزم نوعا ما من اعتناق العقيدة الاقتصادية والسياسية حيث لم يَعُد متصورا أن يطبق حلفاء السوفيات عقيدة الرأسماليين أو يطبق حلفاء الأمريكيين عقيدة الشيوعية.
لهذا بمجرد ظهور حركة سياسية شعبية في أي دولة في العالم يبدو منها ميلا لإحدى العقيدتين فهذا يعني بالتبعية أن تتدخل القوتان في تلك الدولة لدفعها إلى الاتجاه العقائدي الذي يخدم مصالح إحدى الطرفين.
وتكون سخونة التدخل من إحدى القوتين مرهونة بأهمية الدولة التي يجري فيها الصـراع، فإن كانت الدولة تمثل أهمية استراتيجية لأحد الطرفين فهنا لا يتورع كلاهما عن المساندة القصوى ولو بالتدخل العسكري، كما حدث عندما تدخل السوفيات في المجر وأفغانستان، وعندما تدخل الأمريكيون في كوبا ونيكاراجوا
وقد حبس العالم أنفاسه عدة مرات عندما بلغت حدة الصـراع درجة الغليان وكادت تنقلب إلى صراع نووي مباشر لولا تغير الأحداث في اللحظة الأخيرة، لعل أشهرها أزمة الصواريخ النووية السوفياتية في كوبا في فترة الستينيات.
كما أن كلا القوتين في تدخلها العسكري مُنِيت بهزيمة دراماتيكية في بعض المعارك، فقد لاقت الولايات المتحدة هزيمة مخزية في حرب (فيتنام) تسببت في هزة عسكرية واقتصادية مريعة تعرضت لها الولايات المتحدة، وكان السوفيات بالطبع يقومون بدور الحليف الاستراتيجي لقوات (الفيت كونج) التي نجحت في تحقيق تلك المعجزة.
كذلك لاقى السوفيات هزيمة كاسرة في أفغانستان بالدعم الأمريكي وكان تأثير تلك الهزيمة مروعا حيث تآكلت قدرة الاقتصاد السوفياتي وكان التدخل العسكري في أفغانستان بداية انهياره الفعلي الذي تحقق في نهاية الثمانينيات.
وبخلاف ذلك بقيت الحرب الباردة تدور بالوكالة في شرق العالم وغربه.
وبالطبع كانت أشد مراحل الحرب تلك التي دارت في منطقة الشـرق الأوسط وبذلت فيها القوتان أقصى ما لديهما من الدعم والنفوذ طمعا في السيطرة على المنطقة.
والمتأمل في بدايات الصـراع في الشـرق الأوسط سيجد أن السوفيات لم يكن لهم موطئ قدم في الدول والإمارات العربية نظرا لأن المنطقة بأكملها كانت تحت سيطرة الإنجليز بالدرجة الأولى وهم حلفاء الأمريكيين الذين تقدموا لوراثة العرش الإنجليزي في الجزيرة العربية والعراق والشام وشمال افريقيا.
ورغم محاولات الانجليز التشبث بأوهام الإمبراطورية القديمة إلا أنهم استسلموا للأمر الواقع وسلموا للأمريكيين في النصف الثاني من أربعينيات القرن العشرين.
وكانت المنطقة العربية تحتوي على نوعين من الدول والأنظمة.
الدول القديمة تاريخيا وهي العراق والشام ومصـر والمغرب العربي، والدويلات الحديثة والتي اشتملت على الكيانات التي قَسّمتها بريطانيا في الجزيرة العربية والشام وحرصت – وفق سياستها المعهودة- على تخطيط تلك التقسيمات بالشكل الذي يخدم مصالحها.
وكان وجود إسرائيل كمشـروع ارتكاز في المنطقة يجعل من السياسة الغربية عموما محورا وحيدا في تشكيل القوى المؤثرة فيها.
وجاء الرئيس الأمريكي (روزفلت) إلى المنطقة في رحلته الشهيرة على متن الطراد (كوينسـي) لمتابعة ترتيبات انتقال ولاية المنطقة من الإنجليز للأمريكيين وهي الرحلة التي التقى فيها الملك (فاروق) والملك (عبد العزيز آل سعود) والامبراطور الإثيوبي (هيلاسلاسي).
وتشكلت أهمية منطقة الشـرق الأوسط حسب اختلاف نقاط الاستراتيجية فيها، فبرزت أهمية الجزيرة العربية كمصدر عالمي بالغ الأهمية للطاقة بعد اكتشاف البترول، وتضاعفت الأهمية بعد ذلك مع صعود استهلاك الطاقة لأرقام خرافية نظرا لانتشار التكنولوجيا واضطرار الولايات المتحدة للخروج من قارتها بحثا عن منافذ أخرى للاستيراد بعد أن كانت تكتفي بإنتاجها من البترول والغاز.
وبالطبع كانت أهمية العراق والشام ومصـر راسخة منذ الحملات الصليبية القديمة وامتدادا بالحملات المعاصرة للاستعمار ونجاحهم في خطة إنشاء الكيان الصهيوني عند منطقة المفصل بين مصـر والشام وهي النقطة التي اكتشفها نابليون ونجح الانجليز في تنفيذها لتكون إسرائيل بمثابة العازل الأبدي بين القطرين الشقيقين، وبالتالي يطمئن الغرب لنجاح حملته الصليبية الأخيرة بعد أن فشل تاريخ الحملات الصليبية كله بسبب اتحاد مصـر والشام دوما واستطاعة هذا الاتحاد رد الحملات الصليبية بشكل مستمر
ويضاف لذلك وجود خطوط المواصلات البحرية عَبْر البحر الأحمر والخليج العربي فضلا على وجود الثروات والمواد الخام إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها الدول القديمة في تأمين الخليج والجزيرة
نظرا لهذا كله كان من الصعوبة بمكان تَصَوّر استطاعة الاتحاد السوفياتي أن ينافس الولايات المتحدة وأوربا على منطقة الشرق الأوسط.
فمن ناحية الأهمية الاستراتيجية فإن الولايات المتحدة والغرب فإن المنطقة بالفعل واقعة تحت سيطرتهم فضلا على كونها شريان حياة رئيسـي لبلادهم وتهديد نفوذهم فيها معناه ضرب الغرب في مقتل، وبالتالي فمنطقة الشـرق الأوسط تمثل أعلى قمة في سلسلة المحرمات وهو ما يعني أن الغرب لديه الاستعداد للضرب بمنتهى العنف إذا تم تهديد مصالحهم فيها.
ومن ناحية أخرى فإن السوفيات لا يمثل الشـرق الأوسط لهم معيارا كافيا من الأهمية بحيث يتحملون مغبة الصـراع عليه نظرا لاكتفائهم من موارد الطاقة والمواد الخام فضلا على المنطقة لا تمثل لهم إغراء سياسيا أو خطوط مواصلات يستلزم الحفاظ عليها، فضلا على حاجتهم إلى توفير قوتهم للدفاع عن مناطق نفوذهم الأصلية في آسيا وأمريكا الجنوبية وأوربا الشرقية
لكن مع نهاية الأربعينيات بدا واضحا أن التطورات السياسية غير المتوقعة بدأت في تجهيز المنطقة لتكون مسـرحا ساخنا من مسارح الحرب الباردة، وبدا واضحا أن الأحداث ستبدأ من منطقة هي أهم مناطق الشرق الأوسط في تلك الفترة وهي (سوريا).
ولم تتصاعد أهمية سوريا لمكانها ومكانتها التاريخية والاستراتيجية فحسب بل كان بها نقطة أخرى ضاعفت تلك الأهمية وهي أن سوريا كانت تعج بمختلف نقاط النفوذ الخارجية والداخلية وَمَطْمعا للعديد من القوى المتصارعة عقب انتهاء حرب 1948م.
والصـراع على سوريا كان يتسم بالعنف الشديد وَبِعُمق النفوذ الأجنبي فيها منذ صراع بريطانيا وفرنسا عليها عقب سقوط فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وما نجم عنه من سقوط اتفاقية (سايكس بيكو) حول سوريا والتي كانت من نصيب فرنسا، وعندما سقطت فرنسا في قبضة الألمان سعى الانجليز لاستعادة السيطرة على سوريا لتأمين مستعمراتها وخطوط مواصلاتها في مصر والجزيرة
هذا فضلا على الصـراع السياسي الداخلي بين مختلف القوى المتشعبة والتي لم يكن فيها قوة واحدة متحدة تُعَبر عن الشعب كوحدة واحدة، وساعد على هذا تعدد الأعراق واختلاف الطوائف في داخل سوريا والتي أفضت بالغرب للتفكير في تقسيمها بين العرب السنة والأكراد والمسيحيين والشيعة العلوية(النصيرية)
وبدأت الأحداث تتصاعد في عام 1949م عندما وقع الانقلاب العسكري الأول في سوريا بقيادة اللواء (حسني الزعيم) رئيس أركان حرب الجيش السوري وكان واضحا من البداية أن وراءه أياد خارجية تمثل قوة محددة" ".
ولم ينقض وقت طويل حتى ظهرت القوة المحركة للانقلاب لأن (حسني الزعيم) عندما نفذ انقلابه قام باعتقال الرئيس الشـرعي (شكري القويتلي) وَنَصّب نفسه رئيسا لسوريا، لم يصبر طويلا حتى قام بتوقيع اتفاقية (التابلاين) مع إحدى الشـركات الأمريكية لنقل البترول والتابعة لعملاق النفط (أرامكو) الشـركة المسيطرة على بترول السعودية، والتي كانت تخطط وتطمح منذ مدة لمد خطوط أنابيب البترول عبر الأراضي السورية وهو الأمر الذي لن يتم بسهولة إلا إذا كان النظام الحاكم في سوريا داعما للمشروع الأمريكي.
لكن هذه الاتفاقية بالطبع كانت ضربة من الأمريكيين لحلفائهم البريطانيين الذين يسيطرون على بترول العراق.
ورغم التحالف القاطع بين الأمريكيين والبريطانيين إلا أنه كان تحالفا للمصالح يحدث فيه نقاط تنافس ساخنة في كثير من الأحيان.
وكان الانقلاب السوري المدعوم من الأمريكيين لا يروق للبريطانيين، ونظرا لأن بريطانيا هي سيدة ألعاب المخابرات في العالم فقد قامت هي الأخرى بضـربتها وإذا بانقلاب مماثل يقوم على (حسني الزعيم) ويقوده هذه المرة (سامي الحناوي) مدعوما من بغداد ونظامها الذي يقوده الهاشميون حلفاء الانجليز
ثم لم يلبث هذا الانقلاب أن تبعه انقلاب ثالث يقوده (أديب الشيشكلي) الذي حاول أن يجد لنفسه موقفا متوازنا بين القوى المتصارعة لكنه تعرض لهزات عنيفة أدت لسقوطه فيما بعد.
فالحقيقة اللافتة للنظر بالفعل أن سوريا بالتحديد منذ انقلاب (حسني الزعيم) وحتى اليوم قد أصبحت مرتعا لصـراعات خارجية من كافة أطراف الصـراع العالمي، ولم يحدث أن تجمعت عواصف الصـراعات على بلد في العالم مثلما تجمعت على سوريا، للدرجة التي جعلت من أي حدث كبير يقع في سوريا مجرد تعبير عن قوى خارجية لها أهداف في داخلها
وهذا ما عَبّر عنه المحلل السياسي (باتريك سيل) في كتابه البالغ الأهمية (الصـراع على سوريا) والذي خصصه لتفاصيل هذا الصراع منذ عام 1945 حتى عام 1958م
الصفحة الشخصية بموقع فيس بوك
القناة الخاصة بيوتيوب
رد مع الإقتباس