عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2024, 07:52 PM
المشاركة 3
عبدالستارالنعيمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: النازحة والشاعر

إذا رأيتَ جيوبَ العقلِ فارغةً=فانذرْ بموتِ رجالِ العلمِ والدينِ

هذا جميل ، لا شك في ذلك.
ولكن، عزيزي، استوقني استخدامك لكلمات مثل: تأذين ومثل محاسيني،
فهل استخدام مثل هذه الكلمات هو لضرورة شعرية، أم هي كلمات فصحى فعلاً.

المهم أن القصيدة جميلة وتستحق القراءة.
سلمت الأيادي،،،
مرحبا بك أ أحمد صوفي---؛

بالنسبة للبيت الأول (تأذين) تم تغييره افي اليوم التالي من نشر القصيدة على الويب :
( والشيب يغزو اللحى زحفَ البلاطينِ )
وهنا باب التعديل مقفل

أما البيت الثاني فإليك الجواب الشافي::



لقد سايرت وأتبعُ الفصيل الأول من فصحاء العرب الأفذاذ لأنهم أهل اللغة العربية الأوائل ؛فلا أظنني أخرج عن جادة صوابهم في نظمي ‘ولأن الشعرَ مجاله ضيق عن التعبير الأوسع بسبب تحديده بالوزن والقافية وجدت بعض الأوائل ضحوا ببعض مفردات أو حروف اللغة ليبقوا على الوزن الصحيح للشعر فاتبعتهم ولا أجد وقتا كافيا لدي للتصنت أو للاطلاع على آراء وشروط النحويين والنقاد والعروضيين والمفسرين لأنهم مئات المئات وبخاصة أنهم لم يتفقوا الى يومنا هذا على شروط واحدة أو رأي واحد بل تفرقوا كلا منهم يغرف مما لديه من رأي وعلم ولم يعلموا أن الشاعر هو أمير الكلام وهو الذي اتبعه النحويون والمفسرون في وضع قواعد النحو والصرف والتفسير.. مثلا ظاهرة قلب الكسرة ياء والتي نحن بصددها هذه الظاهرة البسيطة لم يتفقوا حتى على تسميتها فانظر اختلافهم في تسميتها:
من تسميات العلماء لهذ الظاهرة المد عند سيبويه وسماها الفراء صلة، وسماها قدامة بن جعفر التذنيب وهو إشباع أو مطل الحركات عند ابن جني والبسط عند ابن فارس وسماها الزمخشري فاصلة وسماها الأنباري إشباعا ، ومنهم من سماها وصّلا
والعجيب أنّ النقاد لم يلتفتوا الى الأخطاء والتغييرات التي أدخلها كتّاب الشعر الحر أو التفعيلة أو الشعر المنثور ولم ينتقدوهم بكلمة واحدة وكم يصيبني صداع من هذا التعبير الأخير الذي غيّر حتى معنى الشعر برمته فخلط الشعر بالنثر وتا الله إنه أبشع الأقوال عندي -وهذه الزمرة الجاحدة لأنعام اللغة عليهم قد قلبوا البناء الشعري رأسا على عقب ؛فحطموا الوزن وألغوا القافية وجعلوا اللغة رموزا طلسمية كالسحر تماما لا يفك رموز لغتهم إلا ساحر
نعم لم ينتقدوا أحدا منهم ولكن عند تغيير حرف واحد من قبل الشعراء الأصلاء يهاجمونهم كعدو مترصد لعدوه
إن الشاعر المحافظ على لغته لا ينسى أنه إنسان وكل ابن آدم خطاء لكنه يسعى دائما وأبدا لتصحيح خطئه فمن الجهل أن يتمادى في خطئه إن كان واقعا وإلا فإنه يرى قوله هو الفصل :
قالت بلى إنك المشغوفُ في غزلي
لم تكتب الشِعرَ إلا في محاسيني

محاسين على وزن مفاعيل بمطل كسرة السين وجعلها ياء

وكما جاء ذلك في قول الفرزدق
(تنفي يداها الحصى في كل هاجرة ... نفيَ الدراهيم تنقادَ الصياريف )
فقد مطل كسرة الهاء للدراهم صارت دراهيم
ثم مطل كسرة الراء للصيارف صارت صياريف

وقال آخر(أمن آل مية رائح أو مغتدي --- عجّلان ذا زاد وغير مزود)
فقد أشبع الكسرة من مغتدي( ليحصل التوافق بين الصدر والعجز) والأصل مغتد (بتنوين العوض)
وقد جاء في القرآن الكريم مطل أو مد حركة الفتحة الى الألف في قوله تعالى
( وتظنّون بالله الظنونا) وكذلك في الشعر:
( يقولون ليلى في العراق مريضة---فياليتني كنت الطبيب المداويا)أصلها المداويَ

أما حركة الضمة فقد مطلت في قول الشاعر:
(وإنني حيث ما يثني الهوى بصري--- من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور) أصلها فأنظُرُ

فلماذا لا آخذ بهذا الجواز في نظمي وأصرّ على كلام النقاد فأكون كالطفل الذي يرى أباه يتناول الطعام بواسطة الملعقة وأمه تضرب المسحاة بالثأد لتسد درب أتيٍّ رفد الى خيمتهم فامتلأت بالماء
أليس من الجهل أن يظل الطفل يأكل بيديه وغدا سينتقده الغربي على فعلته الشنيعة هذه بخاصة الفرنسيين لأنهم يرون ذلك جهلا محضا وخطأ وذنبا لا يغتفر (حراما) في حين يحللون أكل لحم الخنزير وأكل مال الربا وأكل مال اليتيم وأكل وزن وقافية الشعر

أرجو ألا أكون قد أطلت في الجواب لأنني أحبّذ تفصيل علوم الأدب عسى أن يستفيد منه الغير
ولا أدري أ كان السؤال منك أم من غيرك فقد كتبت ما في جعبتي من جواب ---والله أعلم