عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2024, 05:21 AM
المشاركة 3
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • موجود
افتراضي رد: *مقاصد من الشعر العربي*
*الرحلة الثالثة:
*هنا لدينا شعر عن الحماقة*
نقول أولاً: إن من أعظم الآفات التي يبتلى بها المرء في حياته أن يكون أحمقاً، فالحمق مرض لم يعرف له دواء، يكتنفه الشر، كما أن الأحمق هو عدو نفسه، وهو كاسد العقل والتفكير والرأي، لا يحسن شيئًا ذا قيمة.
--------------------------
يقول أبو الطيب المتنبي:
لكل داء دواء يستطب به **** إلا الحماقة أعيت من يداويها
-------------------------------------------------------
الهروب من الأحمق
ما رواه الدينوري في المجالسة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لا تؤاخي الفاجر فإنه يزين لك فعله، ويحب لو أنك مثله، ومدخله عليك ومخرجك من عنده شين وعار، ولا الأحمق فإنه يجهد نفسه لك ولا ينفعك، وربما أراد أن ينفعك فضرك، فسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته، ولا الكذاب فإنه لا ينفعك معه عشرة، ينقل حديثك وينقل الحديث إليك، وإن تحدث بالصدق لا يصدق.
وقد قيل أنه مكتوب في التوراة: من اصطنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة مكتوبة عليه.
-------------------------------------------------------

وقال الشيخ عبد الله السابوري:
تجنب الأحمق ذا الفضيحة ** وإن بدت منه لك النصيحة
-------------------------------------------------------
وقال صالح عبد القدوس:
احذر الأحمق أن تصحبه ** إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعته من جانب ** حركته الريح وهنا فانخرق
كحمار السوء إن أقضمته ** رمح الناس وإن جاع نهق
وإذا جالسته في مجلس ** أفسد المجلس منه بالخرق
وإذا عاتبته كي يرعوي ** زاد شرا وتمادى في الحمق
عجبا للناس في أرزاقهم ** ذاك عطشان وهذا قد غرق
---------------------------------------------------
يقول دعبلٌ الخُزاعيُّ:
عداوةُ العاقِلِ خيرٌ إذا
حصَّلْتَها من خُلَّةِ الأحمقِ
لأنَّ ذا العقلِ إذا لم يُزَعْ
عن ظُلمِك استحيا فلم يَخرَقِ
ولن ترى الأحمقَ يُبقي على
دينٍ ولا وُدٍّ ولا يتَّقي.
-------------------------
ويقول الشافعي:
يخاطِبُني السَّفيهُ بكُلِّ قُبحٍ
فأكرَهُ أن أكونَ له مجيبَا
يزيدُ سَفاهةً فأزيدُ حِلمًا
كعودٍ زاده الإحراقُ طِيبَا
-------------------------
ويقول ابنُ الوَرديِّ:
وادَّرِعْ جِدًّا وكَدًّا واجتَنِبْ
صحبةَ الحَمقى وأربابَ البُخلِ
وقال المتوكِّلُ اللَّيثيُّ:
لا تتبَعْ سُبُلَ السَّفاهةِ والخَنَا
إنَّ السَّفيهَ مُعنَّفٌ مشتومُ
-------------------------
وقيل أيضاً:
والحُمقُ داءٌ ما له حيلةٌ
تُرجى كبُعدِ النَّجمِ في لَمسِهِ
------------------------
وقال سالمُ بنُ ميمونَ الخوَّاصُّ:
إذا نَطَق السَّفيهُ فلا تُجِبْه
فخيرٌ من إجابتِه السُّكوتُ
سكَتُّ عن السَّفيهِ فظَنَّ أني
عَيِيتُ عن الجوابِ وما عَيِيتُ
شرارُ النَّاسِ لو كانوا جميعًا
قذًى في جوفِ عيني ما قَذِيتُ
فلستُ مجاوِبًا أبدًا سفيهًا
خزِيتُ لمن يجافيه خَزِيتُ
-------------------------
وإلى موضوع آخر، أرجو لكم كل خير.