كيف يستوعب الإنسان كل هذا الضجيج داخله ؟
كيف له أن يجتمع بين هذا الخليط بين المشاعر العاصفة والقوى المتصادمة دون أن يتحمل إلى أشلاء؟
كيف يجتمع داخله كل هذا الغضب والفرح والحزن والسعادة والحيرة والاستنارة لهيب الحب وسكينة الإيمان ، ونار الشك وحطام الخيبة والغيرة وحب التملك
كيف ينظر باتجاه واحد لماضيه وحاضره ومستقبله ؟فالإنسان لا يدير راسه أبدا فكل هذا يحدث داخل راسه وقلبه كل هذا يجتمع في صندوق وأحد بلا حواف دون ترتيب او نظام بلا خطوط فاصلة او حدود واضحة تختلط كل هذه الأشياء تلك التي تسميها أزمنة وتلك.التي تسميها آثار لهذه الأزمنة
كيف يجتمع في رأسي حركة عقارب الساعة المعلقة على الحائط ومنظراً لأجزاء عمري التي تتساقط خلفي مع كل حركة ،كيف يجمع قلبي بين هذا الحب الذي يكسو حجراته بين خطوط الدماء التي تغلف جدرانه
هل يكفي أن نقول انه ثمة كونًا يسكن داخلنا كون لم يكشف بعد أرضه تحرقنا شمسه وتقتلنا برودة كواكبه وليضيع وسط المسافات الفاصلة بين مداراته
عبير هديب