عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2024, 08:48 PM
المشاركة 9
عبدالستارالنعيمي
من آل منابر ثقافية
  • موجود
افتراضي رد: الشعر شعر والنثر نثر- متجدد
4- علي أحمد باكثير

ولد علي أحمد في بلد بعيد عن أرض العروبة، حيث ولد في إندونيسيا من أبوين عربيين سنة 1910 وأرسل إلى حضرموت وهو صغير لينشأ في وطن آبائه على عادة اليمنيين في المهاجر ليتلقى ثقافته العربية وتلقى أصول العربية على بعض الشيوخ وقرأ الكثير من الشعر، وتأثر به ؛ثم انتقل إلى مصر وحصل على الليسانس في اللغة الإنكليزية من كلية الآداب المصرية؛ وترجم مسرحية روميو وجوليت وها هو يقول ( النظم الذي تراه في كتابي مزيج من النظم المرسل والنظم الحر، فهو مرسل من القافية، وهو منطلق بانسيابه بين السطور. فالبيت هنا ليس وحدة، وإنما الوحدة هي الجملة التّامة المعنى التي قد تستغرق بيتين أو ثلاثة أو أكثر، دون أن يقف القارئ إلا في عند نهايتها ) وهكذا نخلص إلى أن المنحرف الأول عن الشعر المؤصل هوعلي أحمد باكثير، لأنه أول من استخدم التفعيلة في البيت، تقليدا للشعر الإنكليزي واكتشف البحور الصافية، وميّزها عن غيرها من البحور المزدوجة التفعيلة، كما اهتدى الى صلاحية بعض البحور في النظم المسرحي دون بعض.
وأ ّما أنّه تحلّل -أو كاد- من القافية، فخير جواب على ذلك قوله الذي أصاب شاكلة الحق، فقد جاء في محاضراته عن فن المسرحية التي ألقاها على طلبة معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة ما يلي "في هذه النماذج ترون الجمل المسرحية في معظمها طويلة منسرحة يمكن أن يلقيها الممثّل في نَفَس واحد لو استطاع، وقد تبصرون فيها القافية أحيانا،ً ولكنها لا تجزئ الصورة، ولا تتلاحق في رتابة وجمود، بل تظهر هنا وهناك في ومضات كالبرق الخاطف، فتضاعف موسيقيّة الجملة المنطلقة دون أن تحبسها أو تحدَّ من انطلاقها وانسيابها"
وهذه أولى محاولات الانفلات من القافية في الشعر التمثيلي والشعر الغنائي، وهو ما سار على منواله من تلاه من الشعراء المسرحيّين من أمثال عبد الرحمن الشرقاوي وصالح عبد الصبور وغيرهما