فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف (بالروسية: Вячесла́в Миха́йлович Мо́лотов)؛ (9 مارس 1890 - 8 نوفمبر 1986) سياسي ودبلوماسي سوفييتي وأحد أبرز قادة الحكومة السوفييتية، امتد نشاطه السياسي من بداية الثورة البلشفية حتى عام 1957. عمل كذلك في السلك الديبلوماسي كوزير خارجية وكان رئيسا للحكومة السوفيتية منذ عام 1937-1941 حيث استطاع أن يسيطر على الأوضاع الداخلية المتردية بقيامه بتعديل الدستور السوفيتي الذي سمي أخيراً بتعديل مولوتوف، حيث وبموجب هذا التعديل تمتعت الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي بحق التمثيل الخارجي وعقد المعاهدات الدولية وإرسال البعثات الدبلوماسية إلى الخارج والعضوية في المنظمات الدولية أيضا.
نشأته
ولد مولوتوف في مدينة كوكارا وكان لقبه الأصلي "سكريبيان"، انضم إلى الحزب الشيوعي في عام 1906 واتخذ اسم مولوتوف لقبا له (تعني "المطرقة")، اُعتقل أول مرة سنة 1909 وأبعد إلى سيبيريا لمدة سنتين، أصبح أحد محرري الجريدة البلشفية برافدا حيث التقى بستالين الذي كان المحرر الرئيسي لها، اُعتقل مولوتوف مرة أخرى عام 1913 إلا أنه تمكّن من الهروب عام 1915 والذهاب إلى سانت بطرسبرغ.
عمله السياسي
بعد اندلاع الثورة البلشفية عُيِّن مولوتوف أمينا عاما للحزب الشيوعي عام 1920 حتى عام 1922 (عندما تولى ستالين المنصب)، أصبح مولوتوف حليفا رئيسا لستالين وتمكٌن من الانضمام إلى المكتب السياسي للحزب وهي أعلى هيئة في الحزب، لم يتهاون مولوتوف من تأييد ستالين في كل صراعاته السياسية ضد خصومه، وعُيِّن رئيسا للوزراء عام 1930 خلفاً لريكوف.
وزير الخارجية
عُيّن مولوتوف وزيرا للخارجية عام 1939 خلفا للتفينوف الذي كان من مؤيدي نظرية التعامل الدبلوماسي مع دول غرب أوروبا، وكان مولوتوف الموقع الرئيسي للمعاهدة السوفييتية-النازية.
إبّان هجوم الألمان على الاتحاد السوفييتي كان مولوتوف هو الذي ألقى على الإذاعة خطاب إعلان الحرب على ألمانيا، وكان كوزير خارجية أكثر الدبلوماسيين نشاطا في اللقاءات مع دول الحلفاء.
إزاحته من القيادة
بقي مولوتوف من أبرز القادة السياسيين بعد وفاة ستالين إلا أن جهود خوروشوف في تقليل النزعة الستالينية في السياسية السوفييتية أعطت مولوتوف سببا لمعارضته حتى حاول الإطاحة بخروشوف بالتعاون مع قياديين آخرين مثل جورجي مالينكوف ونيكولاي بولكانين ، لكنه فشل في ذلك وبقي خروتشوف في السلطة عندئذٍ قام بعزل مولوتوف عام 1957 وطرد من الحزب الشيوعي عام 1961.
جندي فنلندي مع زجاجة مولتوف خلال حرب الشتاء
مولوتوف (سلاح)
المولوتوف أو كوكتيل مولوتوف وتسمى أحياناً بالزجاجة الحارقة، هي قنبلة تم اختراعها من قبل الفنلنديين (بالفنلندية
olttopullo) سميت نسبة إلى فاياشسلاف مولوتوف وزير الخارجية السوفيتي كنوع من السخرية بسبب اعتراض الفنلنديين على اتفاق مولتوف-ربنتروب الموقع في آخر أغسطس 1939 واستخدمت لمهاجمة القوات السوفيتية قبل اندلاع حرب الشتاء.
تسمى أيضاً بقنبلة المولوتوف وهي من الأسلحة البسيطة التي تصنع منزلياً، وتتكون من زجاجة من الزجاج مملوءة بسائل سريع الاشتعال ثم سدادة من القماش، واستخدم هذا السلاح وصار شائعاً في النزاعات المدنية وأعمال الشغب والتخريب وكذلك حرب الشوارع بسبب سهولة تصنيعه واستعماله.
الاسم كوكتيل مولوتوف صاغه الفنلنديون خلال حرب الشتاء، ويكتب بالفنلندية Molotovin koktaili. كان المقصود من الاسم أن يكون إشارة تهكمية على وزير الخارجية السوفيتي فياتشيسلاف مولوتوف الذي كان ممن صاغوا اتفاق مولتوف-ربنتروب الموقع في آخر أغسطس 1939. هذا الاتفاق انتقده الفنلنديون بشدة، الذين انتقدوا بالقدر نفسه البروباجاندا التي أطلقها مولوتوف في وقت مصاحب للاتفاق، ومن مثل ذلك تصريحاته على الراديو الحكومي السوفيتي أن مهمات القصف الجوي فوق فنلندا هي في الحقيقة مهمات إنسانية لتسليم الطعام من الجو للجيران الفنلنديين الذي يتضورون جوعًا. سمى الفنلنديون القنابل العنقودية السوفيتية «سلات خبز مولوتوف» في سخرية من تصريحات الوزير السوفيتي الدعائية. وعندما ابتُكرت القنبلة النارية المحمولة باليد لمهاجمة الدبابات السوفيتية، سماها الفنلنديون كوكتيل مولوتوف قاصدين بذلك الشراب الذي يُتناول مع الطعام.
وفاته
توفي مولوتوف عام 1986 عن عمر يناهز 96 عاما وكان قد سمح له آنذاك بالعودة للانضمام إلى الحزب الشيوعي، ونشرت مذكراته عام 1993.