الموضوع
:
يوسف العزيز
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
0
المشاهدات
1917
رشيد عانين
من آل منابر ثقافية
المشاركات
47
+
التقييم
0.03
تاريخ التسجيل
Jun 2020
الاقامة
المغرب
رقم العضوية
16150
01-02-2024, 12:43 AM
المشاركة
1
01-02-2024, 12:43 AM
المشاركة
1
Tweet
يوسف العزيز
يوسف العزيز
أوصلته رجلاه إلى باب المؤسسة دون أن يشعر، حرك رأسه دلالة على بؤس الحظ الذي يلاقيه... سرعان ما غنّى الجرس أغنيته الحزينة... استقبله أستاذه بابتسامة على باب حجرة الدرس خففت عنه وطأة التفكير في معشوقته الشقراء التي تغازل تفكيره دائما رغم أنه لم يرها قط في حياته. حلمه أن يلامس ترابها. ابتسامة الأستاذ التي تعود على استقبالها يعتبرها ابتسامة صفراء رغم صفاء العلاقة التي تجمعهما، لأنها في نظره لا تقدم ولا تؤخر في مسار حياته، فهو لا يهتم كثيرا لدراسته. يوسف تلميذ مهذب وخلوق، لكن هوس الهجرة إلى أوروبا جعله ساهيا لاهيا... ألقى محفظته أمامه على الطاولة في حركة دالة على عدم رضاه على وضعيته المملة... تحدوه رغبة كبيرة في ركوب أمواج البحر إلى الضفة الأخرى، فهو ينتظر فقط مبلغا ماليا من صديقه الذي حملته الأقدار إلى أوروبا منذ مدة طويلة ويسعى بكل السبل أن يساعده.
يطرح السؤال على ذاكرته لماذا تأخر كل هذا التأخير؟
ما فائدة هذا الاستيقاظ المبكر في كل يوم والإتيان إلى المدرسة؟
تسقط من عينه اليسرى دمعة كبيرة على صفحتها يتبدى له الأب الخائف على فلذة كبده من الموت يخاطبه صوتا وصورة.
حظك يا ولدي العزيز أنه لم تطلبك بعد معشوقتك الشقراء، فإذا جاء اليوم الموعود، ثق وصدق أنك لن تتأخر أبدا في معانقة حلمك.
أشاح يوسف بوجهه عن خطاب الأب فهو لا يريد أن يغضبه، حتى لو كان الأمر مجرد حلم يقظة.
يبدأ الأستاذ في شرح الدرس ويوسف العزيز يسبح في أحلامه يحاورها ويقلبها ويسائلها:
لماذا تأخر مركب الأمان إلى حد الآن يا ترى؟ يتساءل يوسف العزيز.
تجيبه أحلامه على الفور أرني نقودك. يَبْلَعُ يوسف ريقه ويحاول جاهدا أن يجيب لكن سرعان ما يدرك أن العين بصيرة واليد قصيرة...الحقيقة التي لا يدركها يوسف أن أباه قد اتصل بصديقه وحمّله المسؤولية إن هو أرسل إليه مالا مخافة أن يموت في البحر.
مسكين يوسف، لم يستيقظ من أحلامه إلا حينما غنّى الجرس أغنيته الحزينة جمع دفاتره واتجه نحو ساحة المؤسسة وليس في باله إلا الهجرة إلى أوروبا.
مع إشراقة كل صباح يتجدد الحلم والأمل
رد مع الإقتباس