الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2023, 01:04 PM
المشاركة 200
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر

أتَى الصبحُ وفي كفّي سَرَابُ الروحِ قَد طلّ
أتَى الصبحُ كعادتهِ..
يجُرُّ خيوطَ وحشتهِ..
ويقتاتُ منَ الارضِ فُتاتَ النور
يُصارِحُهَا..
بأنّ اليومَ كالامسِ

أتَى الصبحُ على وجلٍ..
بلا أملٍ..
ولا حدّ يؤنسنا..
نغُضُّ الطرفَ عن ساقٍ مضتْ عَجلى
إلى أكوامِ فاكهةٍ وأسواطٌ من الحلوى
نُفَتّشُ في عَراءِ الدارِ عنْ مثوى
لعلّ بُطونِها حُبلَى لقيماتٍ..
كُسيراتٍ من الخُبزِ
ولَكِنْ..
دونما جَدوى

أتَى الصبحُ وفي عيني
صغيرُ الحلمِ لمْ يَكبُر
أتَى الصبحُ يُباغِتُهُ أَزيزُ الأمسِ في مَنْأى
بأنّ الحلمَ تهمتهِ
وعقوبةَ حلمهِ المنفَى

أتَى الصبحُ بلا ماءٍ.. ولا داءٍ يُفارِقُنا
أتَى الصبحُ بلا مأوى.. ولا دفئٍ يُلازمنا
أتَى الصبحُ بلا شكٍّ يُحاصِرُ سِرجَ هَشاشَتِنا
هُنا ينقضُّ جُنحُ الموتِ بلا إِذنٍ
على جسدٍ
ويراهنُ بعودةٍ أُخرى..

أتَى الصبحُ بلا عملٍ يُبدّلُ حالَ حسرتنا
أتَى الصبحُ ولا يَدوي ليلفحَ وجه حيرتنا
فيا أبناءَ جِلْدَتُنَا،،
ولو طالتْ بِنا الحربُ مكَائدَها
تعالوا نشقُّ وجهَتُنا
إلى صُبحٍ يليقُ بِنا
نلوكُ فَقَرِنَا المُدقِع بهزّاتٍ لضِحكَتُنا
نُعكّرُ صفوَ قسوتهِ بلُعَبَتِنا
فلا يُرثي لحالتنا
ولا يُرثى لحالتنا