الموضوع: مُهاجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2023, 06:18 AM
المشاركة 199
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: مُهاجر
/
/
شِفاهٌ جائعة..

أرضٌ واحِدَة
سماءٌ واحِدَة
عينانِ للحَقيقَة.. وعاشقٌ وحيد
لم تكن شوارِعَنَا قد أشَارَت إلى ساعاتِ أيديهم الثَمينَة بعد
لم تكن تفرُكُ أصابعَ الريح..
لتصفّق بشفاهٍ جائعة لـِـ إفاقةِ الحياة..
وفواصلِ الربكَة التي تخلَّقت تحتَ جلودنا بإشتهاءٍ فارغ
لم تكن قلوبنا حُبلى تمجّدُ الحريَة لتمضي بنا في حفنةٍ من ساعَةٍ ثَملَى.. تتواطأ علينا بالإنكِسَارات
ثم إني حملتُ جسدي على زئيرِ القفص في داخلي..
أبيحُ الثوراتَ وأُوقضها
أجمع ما أستطيع من أعواد ثقاب مبتلة وكراريس هزيلة
ألتهِمُ ما أستطيع من روائح نيئة تجذّرت عُروقِها في أبوابٍ ..
بها تشكلّت ملامحٌ ساقتها الجاذبيّة بإيماءةٍ خجولة


هُنا..
ملءَ الديار والأبوابُ المتربصة لأيادٍ شحيحة
ملءَ الغربة والفراغ المزمن..
ملءَ الأحلامُ المتسلّقة هلعاً من جدلِ الشواطئ
تأتيكَ الذكرى بالإنابَة مطوّقَة أصابِعَ الحسِّ بريّانة..
تُسيلُ لعاب اللآهثينَ على المداءاتِ الفارهه


هُنا..
أقاصيصٌ تُشيّدُ الفجرَ المسلوب ومسافاتٌ لا تعي الوجُوه
ملءَ العقول الخمريّة تدّكُ ألسنةِ الشوارع
ملءَ الزجاجات المُجنحّة تتوقفُ الأغاني تَعَباً من التحليق
ملءَ الظلال الراقِصَة على وقعِ أنفاسٍ تتصاعدُ بي تجثو هتافاتٌ حمئه..
من لجّ الشُرُفات تَشرقُ وفي جيوبِ المارّة تغيب
لنمضي والحرمان يداً بيد إلى نهرٍ وحيد
ملوّحينَ بأسمائهم للصرخاتِ الضائعة


هُنا..
لا يترك لنا الحديثَ فُسحة لتخفيف ثقل التفاصيل ووجوم الأسئلة
المشاهدُ لا تكتمل.. الحضنُ لا يتسع.. النوايا لا تشيخ
الدروب لا تنتهي.. الجهاتُ لا تختفي.. الرصاصُ لا ينطفئ
نرقبُ ذا العالم من خلفِ نافِذَة ورقيّة..
نُحدثهُ عن الأمَاني المفقودَة والنِهَايَات المُحتَمَلة التي لا تأتِ


ثم إني..
هيأتُ الطرقات على مقاسِ وجهٍ يتوكأ بالعناوين المُثخّنة
وصورٌ شتّي تُقلّبها إشتهاءات الامكنه..
بلا وِجهه..
كان وجهكَ حاضراً يقلّب في احتضار أثاري الباقية
بلا ردهه..
وصوتكَ المسافر في رئة الليل ينقّب في كومةِ الأحداث علّهُ يستحوذ مقعداً في جداريّتي
يفتّحُ أربطة الغمام ليستعيدُ بعضكَ..
يُداعِبُ الزهرَ بأطرافِ حديثكَ
ويُراقصُ النبضَ ب نبضةٍ أُخرى..
ويُقرفِصُ الروح على زاويةِ الشوق حتى ميلادِ بسمةٍ أُخرى..
فأينَ خبأتَ إبتسامتكَ في حضرةِ الاشتياقات..؟

أيّها الحائر،
أيّها السائرُ في دروبِ أفكارٍ مظلمة لا تتركني وحيده أصارعُ المسافاتَ بشيءٍ من ظنون..
أيّها المسافرُ بي في ربوعِ النقاء..
يا من منحهُ آدم قلبه قبل أن يغادر الجنة ويا من علّقَ روحي على خاصرةِ السماء
إن أمَرَ آلهة الحب اذا أرادَ شيئاً أن يقول له كن فيكون..
فصارَ لي قلباً يغتسلُ النقاء خلفَ حجابكَ الخمريّ..
أعيشُ بكَ الآن.. حلماً.. وأمنية.. وحقيقة..
أعيشُ بكَ الآن.. طهراً.. وإخلاصاً.. ونقاءاً..
أعيش بكَ الآن صِدقاً يُزلزِلُ جدارَ التردد والخذلان..
فكيفَ يُزرع الزهر في القلوب والنواصي والدروب
وكيف تُنزع الأشواك من الظروف فأكون على قلبكَ برداً وسلام.. وتكونَ لروحي ملاذاً أوحد..
وكيفَ أُرتبكَ وأُرتبني على قافيةِ حرفٍ تستنطقُ ملامحَ الذهول في عيون المارين..
ف قبلَ أن تكتبني ألفَ صورةٍ للوجع وألفَ صورةٍ من حنين..
دعني أُفتّشُ عن أناشيد الله الطويلةِ في الأرض وفيكَ وأعانقكَ ك بحرٍ يُحَابي أمواجه وتارة يستكين
وقبلَ أن تشطرني المسافات بين صمتٍ وجنون..
ويُعلّقُ على الجبين ألفَ وشمٍ للجريمة وألفَ انتكاسةٍ لروحي
دعني أهمسُ لك سرّ هذه الإرتجافه..
فهذه الأنفاسُ تتصاعدُ بي نحوَ فضاءٍ أوسع فتُبعثِرُني على أطباقِ البوح..
كَ ألفَ وعدٍ للبقاء..
وكَ ألف حكاية تضاجعُ الرحيل
/