الموضوع
:
قصة قصيرة *أما من أحد ينقذني*
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
0
المشاهدات
455
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
المشاركات
1,731
+
التقييم
0.31
تاريخ التسجيل
Feb 2009
الاقامة
رقم العضوية
6386
07-23-2023, 01:29 PM
المشاركة
1
07-23-2023, 01:29 PM
المشاركة
1
Tweet
قصة قصيرة *أما من أحد ينقذني*
*أما من أحد ينقذني*
صغيرة بريئة ، تلتصق بوالدتها كيفما تحركت ، تنظر إلى العالم من أسفل إلى أعلى ، هجم عليها وجه بشوش مغضن ، يمتلىء بالمساحيق والألوان ، آه..آه.. صاح قلب الصغيرة ، واغتصبت قبلة ، تركت توقيعها على الخد الناعم ، بقعة حمراء ورائحة نفاذة..آه..آه.. القلب يصيح ثانية ، فقد اغتصبت قبلة أخرى ، ماذا أفعل ! .. ماذا أفعل ! ، أين أهرب !.
وانزوت الصغيرة وقبعت خلف المقعد الكبير ، ترقب الأحداث دون أن يلاحظها أحد ، وبقيت في مكانها ، لحين أحضرت المضيفة العصير المثلج ، بحثت عنها ووجدتها ، قال القلب ببراءة ..لا أريد سوى العصير..
ولكن هيهات ، فلا حياة لمن تنادي ، قبلة وبعدها العصير، كثرت التواقيع على خد الصغيرة ، امتعضت ، أمسكت بتلابيب أمها ، أمي ألن نذهب ! لقد اشتقت لإخوتي ، ألن نذهب ! ، أريد أبي .. ومر الوقت عصيباً ، ضحكات وقهقهات تملأ المكان ، لا أحد يعرف حلاً للمشكلة ، ولا أحد يهتم.
انقبض القلب الصغير ، فالزيارة قاربت على الانتهاء وسوف يقوم الضيوف بالتوقيع على السجل الناعم عند خروجهم.
أنا حرام ، لقد كنت مؤدبة طيلة الوقت ، لماذا يعملون معي هكذا ! ، لماذا ! .. ماذا فعلت ! .. ثم استسلمت الصغيرة أخيراً ، كثرت التواقيع ، وانتشرت الألوان ، والقلب الصغير يتابع الموضوع بنزق ، ويمسح التواقيع أولاً بأول ، حتى دب التعب وزاد..
ماما .. ماما .. ألن نذهب .. أريد أن أنام .. ، فاعتذرت الأم من مضيفتها ، وحملت الصغيرة وعادت إلى البيت.
أسرعت الصغيرة ولبست ملابس النوم ، وقفزت إلى سريرها بسرعة وشوق ، والتحفت غطاءها ، ثم سمعت صوت والدتها وهي تبتعد عن الغرفة.
مرت دقائق قصار ، وإذ بالقلب الصغير يصيح ، ماما .. ماما .. لقد نسيت أن تعطيني قبلة قبل النوم.
أحمد فؤاد صوفي - اللاذقية - سوريا
رد مع الإقتباس