الموضوع
:
فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
عرض مشاركة واحدة
04-11-2023, 04:05 PM
المشاركة
703
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفَصْلُ السّابعُ والتّسعُونَ
في الكِنَايَةِ عَمَّا يُسْتَقْبَحُ ذِكْرُهُ بِمَا يُسْتَحْسَنُ لَفْظُهُ
هِيَ مِنْ سُنَنِ العَربِ، وفي القُرآنِ {وقَالُوا لِجُلُودِهِمْ}1 أيْ:
فُرُوجِهِمْ. وقَالَ تَعَالَى {أو جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ}2
فَكَنَّى عَنِ الحَدَثِ. وقَالَ تَعَالَى {فَأْتُوا حَرْثَكُم أنَّى شِئْتُمْ}3
وقَالَ عَزّ وجَلّ {فَلَمَّا تَغَشَّاها}4 فَكَنّى عَنِ الجِمَاعِ، واللّهُ
كَرِيمٌ يُكَنّي. وقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم لِقائِدِ الإبِلِ
الَّتي عَلَيْهَا نِسَاؤُهُ (رِفْقًا بِالقَوَارِيرِ)5 فَكَنَّى عَنِ الحُرَم.
وقَالَ عَليهِ الصَّلَاةُ والسَّلَامُ (اتَّقُوا المَلَاعِنَ)6 أيْ: لَا تُحْدِّثُوا
في الشَّوارع فَتُلْعَنُوا.
ومِنْ كِنَايَاتِ البُلَغَاءِ: بِهِ حَاجَةٌ لا يَقْضيها غَيرُه، كِنَايَةً عَنِ
الحَدَثِ. وذَكَرَ ابْنُ العَمِيدِ مُحْتَشِمًا حَلَفَ بِالطَّلَاقِ. فقالَ:
آلَى يَمينًا ذَكَرَ فِيهَا حَرَائِرَهُ. وذَكَرَ ابْنُ مُكرَّم سَائِلًا فَقَالَ: هُوَ
مِنْ قُرَّاءِ سُورَةِ يُوسُفَ، يَعْنِي أنَّ السُّؤَّالَ يَسْتَكْثِرُونَ مِنْ
قِراءَةِ هَذهِ السُّورَةِ في الأسْوَاقِ والمَجَامِعِ والجَوَامِعِ، وكَنَّى
ابْنُ عَائشَةَ عَمَّنْ بِهِ الأُبْنَةُ بِقولِهِ: هُوَ غُرَابٌ، يَعْنِي أنَّه يُوَارِي
سَوأَةَ أخِيهِ. وكَنّى غَيْرُهُ عَنِ اللَّقِيطِ: بِتَرْبِيَةِ القَاضِي. وعَنِ
الرَّقِيبِ بِثانِي الحَبِيبِ. وكَانَ قَابُوسُ بْنُ وَشْمَكِيرٍ إذَا وَصَفَ
رَجُلًا بِالبَلَهِ قَالَ: هُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ، يَعْنِي قَولَ النَّبِيّ صَلّى
اللّهُ عَلَيهِ وسَلّمَ (أكثَرُ أهْلِ الجَنَّةِ البُلْهُ). ومِنْ كَنَايَاتِهِمْ عَنْ
مَوْتِ الرُّؤساء والأجِلَّةِ والمُلُوكِ: انْتَقَلَ إلَى جِوارِ رَبِّه، اسْتَأثَرَ
اللّهُ بِه.
1 "21" من سورة فصلت.
2 "43" من سورة النساء.
3 "223" من سورة البقرة.
4 "189" من سورة الأعراف.
5 وقائد الإبل: هو أنجشة الأسود، ذكر هذه الرواية
بهذا اللفظ الإمام الذهبي في كتابه تجريد أسماء
الصحابة، ورواه البخاري بلفظ (ارفق يا أنجشة بالقوارير)
6 تقدم تخريجه.
7 رواه البيهقي والبزار والديلمي بسند فيه لين. وهذا
الحديث يعني الذين لم يهتموا بالدنيا اهتمام المقبلين
عليها، فأصبحوا فيها كالبله، انظر كتاب النهاية في غريب
الحديث للإمام ابن الأثير الجزري.
رد مع الإقتباس