عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2010, 06:17 AM
المشاركة 70
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( أنواع الظلم )
-------------------------------------
الظلم ثلاثة :
ظلم يغفره الله ، وظلم لا يغفره الله ، وظلم لا يَدَعه ..
فأما الظلم الذي لا يغفره الله - عز وجل - فالشرك بالله ..
وأما الظلم الذي يغفره الله - عز وجلّ - فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ ..
وأما الظلم الذي لا يدعه الله - عزّ وجلّ - فالمداينة بين العباد ، ما يأخذ المظلوم من دين الظالم ، أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم .

إن رب العالمين يصف الإنسان في القرآن الكريم بأنه ظلوم ، وكفار ، وجهول :
{ إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}
{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } ..
هذه طبيعة النفس الإنسانية ، أنها إذا لم تراقب : تظلم ، وتميل إلى الظلم ،
{ إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } ،
{ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } .

أولاً :
الظلم الذي لا يُغفر :
وهو الشرك ، والكفر ، والنفاق ، ولذلك قال تعالى :
{ إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ،
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } .

ثانياً :
الظلم الذي يُغفر :
ظلم بين الإنسان ، وبين الله تعالى .. مثلا :
الاستماع للغناء ، أو النظر إلى الحرام ؛ هو بهذه الحركة لم يؤذ أحدا ، رغم أن العمل سيء وقبيح ولكن أمره سهل :
فبمجرد سجدة واحدة بين يدي الله - عز وجل - بانقطاع وإنابة يقول فيها :
{ لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ لا يبقى عليه وزر .. بشرط الندامة ، والعزم على عدم العود .. أي ليس كل يوم يستمع وينظر ، وآخر الليل يستغفر ؛ وإلا فإنه يعد من المستهزئين ..
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } .

ثالثاً :
الظلم الذي لا يدعه :
المداينة بين العباد ؛ أي هناك غير .. والغير قد تكون زوجة ، وقد يكون شريكا ، أو زميلا ، وقد يكون والدين ..
إن المداينة بين العباد قد يكون ظاهرها الديون ، ولكن لنعمم الحكم : مثلا :
إنسان آذى إنسانا ، أو أسقطه من أعين الناس ، من الممكن أن يدخل في هذا القسم ..
فلو أن هناك إنسانا أخطأ بحق خادمته ، وتسبب في قطع رزقها ، ورجوعها إلى بلادها ، ماذا يعمل ليكفر عما جنت يداه ؟..
النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليه ِ و آله ِ و سلم ) يطرح صيغة من صيغ الحل :
يقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ):
( من ظلم أحدا وفاته ، فليستغفر الله له ؛ فإنه كفارة له ) ،
وقد يكون - والله العالم - في القضايا المالية ، لابد من رد المظالم ، ومجهول المالك .
أما الذين في ذمتهم أموال للغير ، مثلا :
عندما كان صغيرا سرق بعض الحلوى من البقالة ، فإن هذا حله بأن يرد المظالم للعباد ، أو يدفع عن مجهول المالك ..
والفرق بين رد المظالم ، ومجهول المالك ، هو أن رد المظالم : أي شيء تم أخذه من شخص موجود ؛ فيرد إليه .. أما إذا كان غير موجود ؛ فيدفع للمجتهد بعنوان : " مجهول المالك " وهو يتصرف بذلك ..
قال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
( من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقه ، لم يزل الله معرضا عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته ، حتى يتوب ويرد المال الذي أخذه إلى صاحبه ) ..
المسألة ليست أن في ذمته حقا للناس ، إنما المسألة أن الله يعرض عنه ، ويمقته ..
إنسان يعيش في هذه الدنيا ، ورب العالمين يمقت ه، هذه مصيبة كبيرة !..
والإنسان الذي في ذمته مال للآخرين ، عندما يتصدق فإن قسما من هذه الصدقة هي للمظلوم ..
لا يقبل الله البر من هذا الإنسان ،
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ؛ هذه أيضا مشكلة :
أي حقوق العباد؛ هي من موانع قبول الأعمال .

16 / 10 / 2010