الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2010, 10:39 PM
المشاركة 556
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذه القصة نشرت في موقع صديق لي ، لم استطع أن أتمالك نفسي إلا أن أنشرها لتأخذوا منها عبرة قد غابت عن أصحاب هذه القصة لفترة طويلة ولم تظهر لهم إلا بعد فوات الأوان ولكن في طيات هذه القصة حكمة أرجو أن تدركوها :
عندما عدت إلى المنزل ذات ليلة كانت زوجتي بانتظاري وقد أعدت طعام العشاء، أمسكت يدها وأخبرتها بأنه لدى شي أخبرها به، جلست هي بهدوء تنظر إلي بعينيها أكاد ألمح الألم فيها،
فجأة شعرت أن الكلمات جمدت بلساني فلم أستطع أن أتكلم ، لكن يجب أن أخبرها
أريد الطلاق خرجت هاتان الكلمات من فمي بهدوء ، لم تبدو زوجتي متضايقة مما سمعته مني لكنها بادرتني بهدوء وسألتني لماذا ؟
نظرت إليها طويلا وتجاهلت سؤالها مما دفعها للغضب بأن ألقت ملعقة الطعام وصرخت بوجهي أنت لست برجل !!!
في هذه الليلة لم نتبادل الحديث أنا وهي ، كانت زوجتي تنحب بالبكاء أني أعلم بأنها تريد أن تفهم ماذا حدث لزواجنا لكنى بالكاد كنت أستطيع أن أعطيها سبب حقيقي يرضيها في هذه اللحظة أحسست بأن زوجتي لم تعد تملك قلبي
فقلبي أصبح تملكه إمرأة أخرى " سمية "
أحسست بأنني لم أعد أحب زوجتي فقد كنا كالأغراب إحساسي بها لم يكن يتعدى الشفقة عليها
في اليوم التالي وبإحساس عميق بالذنب يتملكني قدمت لزوجتي أوراق الطلاق لكي توقع عليها وفيها أقر بأني سوف أعطيها المنزل والسيارة و 30% من أسهم الشركة التي أملكها
ألقت زوجتي لمحة على الأوراق ثم قامت بتمزيقها الى قطع صغيرة ، فالمرأة التي قضت 10 سنوات من عمرها معي أصبحت الآن غريبة عني ..
أحسست بالأسف عليها ومحاولتها لهدر وقتها وجهدها فما تفعله لن يغير من حقيقة اعترافي لها بحبي العميق " سمية " وأخيراً انفجرت زوجتي أمامي ببكاء شديد الأمر الذي كان توقعته منها أن تفعله ..
بالنسبة لي بكاؤها كان مصدر راحة فهو يدل على أن فكرة الطلاق التي كانت تراودني أسابيع طويلة قد بدأت أن تصبح حقيقة ملموسة أمامي ..
في اليوم التالي عدت الى المنزل في وقت متأخر من الليل لأجدها منكبةً تكتب شيئاً ، لم أتناول ليلتها العشاء وذهبت على الفور للنوم سرعان ما استغرقت بالنوم فقد كنت أشعر بالتعب جراء قضائي يوماً حافلاً بصحبة "سمية " فتحت عيني في منتصف الليل لأجدها مازالت تكتب في حقيقة الأمر لم أكترث لها كثيراً وأكملت نومي مرة أخرى
وفي الصباح جاءت وقدمت لي شروطها لقبول الطلاق ، لم تكن تريد أي شيء مني سوى مهلة شهر فقط
لقد طلبت مني أنه في هذا الشهر يجب علينا أن نفعل ما في وسعنا حتى نعيش حياة طبيعية بقدر الإمكان كأي زوجين ..
سبب طلبها هذا كان بسيطاً بأن ولدنا سيخضع لاختبارات في المدرسة وهي لا تريد أن يؤثر خبر الطلاق على أدائه بالمدرسة
لقد لاقى طلبها قبولاً لدي .........
لكنها أخبرتني بأنها تريد منى أن أقوم بشي آخر لها ، لقد طلبت مني أن أتذكر كيف حملتها بين ذراعي في صباح أول يوم زواجنا وطلبت أن أحملها لمدة شهر كل صباح ............ من غرفة نومنا الى باب المنزل !!!
بصراحة اعتقدت الأم رلوهلة أنها قد فقدت عقلها !!!!
لكن حتى أجعل آخر أيام لنا معنا تمر بسلاسة قبلت أن أنفذ طلبها الغريب
لقد أخبرت "سمية " يومها عن طلب زوجتي الغريب فضحكت ملئ وقالت باستهزاء بأن ما تطلبه زوجتي شيء سخيف ومهما حاولت هي أن تفعل بدهاء لن يغير حقيقة الطلاق فهو واقع لا محالة ..
لم نكن أنا وزوجتي على اتصال جسدي منذ أن أعربت لها عن رغبتي بالطلاق ، فعندما حملتها بين ذراعيي في أول يوم أحسسنا بالارتباك ..
تفاجأ ولدنا بالمشهد فأصبح يصفق ويمشي خلفنا صارخا فرحاً " أبي يحمل أمي بين ذراعيه " كلماته أحسستني بشي من الألم ، حملتها من غرفة النوم إلي باب المنزل مروراً بغرفة المعيشة مشيت عشرة أمتار وهي بين ذراعي أحملها أغمضت عينيها وقالت بصوت ناعم خافت لا تخبر ولدنا عن الطلاق الآن أومأت لها بالموافقة وإحساس بالألم يمتلكني ، إحساس كرهته ، خرجت زوجتي ووقفت في موقف الباص تنتظر وأنا قدت سيارتي إلى المكتب ..
في اليوم التالي تصرفنا أنا وهي بطبيعية أكثر وضعت رأسها على صدري ، استطعت أن اشتم عبقها ، أدركت في هذه اللحظة أنني لم أمعن النظر جيداً في هذه المرأة منذ زمن بعيد ، أدركت أنها لم تعد فتاة شابة على وجهها رسم الزمن خطوطاً ضعيفة ، غزا بعض اللون الرمادي شعرها ، وقد أخذ زواجنا منها ما أخذ من شبابه ،لدقيقة تساءلت ماذا فعلت أنا بها ....
في اليوم الرابع عندما حملتها أحسست بإحساس الألفة والمودة يتملكني اتجاهها ، إنها المرأة التي أعطتني 10 سنوات من عمرها .
في اليومين الخامس والسادس شعرت بأن إحساسنا بالمودة والألفة أصبح ينمو مرة أخرى ، لم أخبر " سمية " عن ذلك ......
وأصبح حمل زوجتي صباح كل يوم سهلاً أكثر وأكثر بمرور مهلة الشهر التي طلبتها ..
أرجعت ذلك إلى أن التمارين هي من جعلتني قوياً فسهل حملها .
في صباح أحد الأيام جلست زوجتي تختار ماذا ستلبس لقد جربت عددا ً لا بأس به من الفساتين لكنها لم تجد ما يناسبها فتنهدت بحسرة قائلة :
" كل فساتيني أصبحت كبيرةً علي ولا تناسبني " ، أدركت فجأة أنها أصبحت هزيلة مع مرور الوقت وهذا هو سبب سهولة حملي لها .
فجأة استوعبت أنها تحملت الكثير من الألم والمرارة في قلبها ، لاشعورياً وضعت يدي على رأسها بحنان ، في هذه اللحظة دخل ولدنا وقال :
" أبي لقد حان الموعد لتحمل أمي خارج الغرفة " بالنسبة إليه رؤية والده يحمل أمه أصبح جزءاً أساسياً من حياته اليومية ، طلبت زوجتي من ولدي أن يقترب منها وحضنته بقوة ، لقد أدرت وجهي عن هذا المنظر لخوفي بأنني سأغير رأيي في هذه اللحظة الأخيرة ، ثم حملتها بيبن ذراعيي أخرجتها من غرفة النوم إلى الباب الخارجي مروراً بغرفة المعيشة وهي تطوق عنقي بيديها بنعومة وطبيعية ، ضممت جسدها بقوة كان إحساسي بها كإحساسي بها في أول يوم زواج لنا ، لكن وزنها الذي أصبح خفيفاً جعلني حزيناً .
في آخريوم ٍ عندما حملتها بين ذراعيي لم استطع أن أخطو خطوة واحد ، ولدنا قد ذهب الى المدرسة ضممتها بقوة وقلت لم أكن أتصور أن حياتنا كانت تفتقر إلى المودة والألفة إلى هذه اللحظة .
قدت السيارة وترجلت منها بخفة ولم أغلق الباب خلفي خوفاً مني من أن أي تأخير قد يكون السبب في تغيير رأيي الذي عزمت عليه ... صعدت السلالم بسرعة ... فتحت "سمية " الباب وهي تبتسم وبادرتها قائلا :
" أنا آسف سمية لكني لم أعد أريد أن أطلق زوجتي "
نظرت سمية إلي مندهشة ومدت يدها لتلمس جبهتي وسألتني :
" هل أنت محموم ؟ " رفعت يدها عن جبيني وقلت لها :
" أنا حقاً آسف سمية لكني لم أعد أريد الطلاق قد يكون الملل تسلل إلى زواجي لأنني وزوجتي لم نكن نقدر الأشياء الصغيرة الحميمة التي كانت تجمعنا وليس لأننا لم نعد نحب بعضنا ..
الآن أدركت انه بما أنني حملتها بين ذراعيي في أول يوم زواج لنا لابد لي أن أستمر أحملها حتى آخر يوم في عمرنا
"أدركت " سمية " صدق ما أقول وعلى قوة قراري عندها صفعت وجهي صفعة قوية وأجهشت بالبكاء وأغلقت الباب في وجهي بقوة ...
نزلت السلالم وقدت لسيارة مبتعداً ..
توقفت عند محل بيع الزهور في الطريق واخترت حزمة من الورد جميلة لزوجتي ، سألتني بائعة الزهور ماذا تكتب في البطاقة ..
فابتسمت وكتبت :
" سوف استمر أحملك وأضمك بين ذراعيي كل صباح إلى أن يفرقنا الموت "
في هذا اليوم وصلت إلى المنزل وحزمة ورد بين يدي وابتسامة تعلو وجهي ركضت مسرعاً إلى زوجتي الا أني وجدتها وقد فارقت الحياة في فراشها . !!.
لقد كانت زوجتي تكافح مرض السرطان لأشهر طويلة دون أن تخبرني وأنا كنت مشغولاً مع "سمية " لكي ألاحظ، لقد علمت أنها ستموت قريباً وفضلت أن تجنبني أي ردة فعل سلبية من قبل ولدنا لي وتأنيبه لي في حال مضينا في موضوع الطلاق ، على الأقل هي رأت أن أظل أن أكون الزوج المحب في عيون ولدنا .
لا المنزل الفخم ولا السيارة ولا الممتلكات أو المال في البنوك هي مهمة ..
المهم هو التفاصيل الصغيرة الحميمة في حياتكم هي أهم شي في علاقاتكم ..
هذه الأشياء الصغيرة هي مصدر السعادة ..
فاوجدوا الوقت لشركاء حياتكم .. أصدقاءكم .. عائلتكم
واستمروا في عمل هذه الأشياء الصغيرة لبناء المودة والألفة والحميمية

ما رأيكم أحبتي فيما قرأتموه
إني أنتظر


14 / 10 / 2010

الصديق الكريم حميد

اقشعر بدني وترغرغت الدمعة في عيني

تأثرت جداً ولجم لساني

كل الشكر والاحترام لقلمك الجميل

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)