عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2010, 05:45 AM
المشاركة 66
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( لولا هؤلاء لأنزلت عذابي )
-------------------------------------
إن رب العالمين كان دأبه في الأمم البائدة ، تعجيل العقوبات في الدنيا قبل الآخرة ، ومن تلك العقوبات أنه قلَبَ مدنَ قوم ِلوط عاليها سافلها ، وأرسل الجراد والقمل على بني إسرائيل ، وكان هناك ما يسمى بالمسخ قردة وخنازير ، وغير ذلك من أنواع العذاب ، الذي كان ينزل على الأمم السابقة ..
ولكن رب العالمين ببركة نبي الرحمة ....
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
رفع العذاب المعجل عن هذه الأمة ....
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } .
وكذلك من أسباب رفع العذاب :

المتحابون في الله ..
هذا العنوان عنوان نادر جدا ً !..
فالذي يحب أحدا في الله، لابد أن يلغي منه كل امتيازاته الدنيوية ، ولا يُبقي إلا إيمانه ..
إذا وصل إلى هذه المرحلة من الحب ؛ هذا يسمى الحب في الله ..
وإلا فإن الدواعي الخفية ، هي من موجبات عدم انطباق هذا العنوان ..
وهنيئا لمن كان له في الدنيا أخ واحد يحبه في الله عز وجل !..

يعمرون المساجد ..
عبارة عمارة المساجد لها معنيان :
العمارة البنائية :
أي إنسان يبني مسجدا ، أو يساهم في بناء مسجد ..
وهناك عمارة في الحضور :
أي أن يأتي الإنسان إلى المسجد ، فيكون وجوده في المسجد عنصر جذب للآخرين ..
مثلا :
بعض أساتذة الكليات في الجامعة ، عندما يأتي ليصلي في المسجد ؛ فإن طلابه في الجامعة يتأسون به !..
هذا الإنسان بمجيئه للمسجد يعد من عمار بيوت الله عز وجل ..
في بعض البلاد التي فيها صبغة عشائرية ، عندما يأتي شيخ العشيرة للمسجد ، يكون سببا في حضور أبناء العشيرة إلى المسجد ، وهكذا !.. ولعله - والله العالم - الإنسان الذي يكون عنصر جذب لعشرات الأشخاص ، يكون أقرب لمعنى عمارة المسجد ، من الإنسان الذي يساهم في بناء المسجد ..
فالذين يلتزمون الحضور إلى المساجد ، وقد يكون منهم أساتذة في الجامعات ، يأتون إلى المسجد قبل الصلاة
بفترة ، ويخرجون بعد الصلاة بفترة ؛ لأنهم يعيشون لذة الأنس في بيوت الله عز وجل ..
قال رسول الله ( صلى الله عليه ِ و آله ِ و سلم ) :
( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله )
وذكر منهم : ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) ..
هؤلاء إذا لم يُصلّوا في اليوم والليلة فرضا واحدا في المسجد ؛ فإنهم يعيشون حالة الاختناق !..

ويستغفرون في الأسحار ..
في بعض الأوقات ، يضطر المؤمن للذهاب إلى الأسواق التي يغلب عليها ما يغلب من الأصوات ، فيتعمد ذكر الله - عز وجل - في ذلك المكان المليء بالغافلين ..
رب العالمين يطلع على هذا السوق ، فيرى الناس في لهو ولعب وحرام ، وهذا العبد يمشي وفي قلبه ذكر الله عز وجل ..
حتى أن البعض عندما يرى صور الفساد ، فإنه يبكي بين يدي الله - عز وجل - لما يراه من المنكر؛ هذا كم وزنه عند الله عز وجل !..
وفي الأعراس كذلك يغلب جو من الاسترسال ، ولكن المؤمن يتعمد أن يكون ذاكرا في هذه الأجواء ..
وأيضا ساعة السحر ، من الساعات التي يغفل عنها الكثيرون ..
حيث أن الكل يهدأ في آخر الليل ، ولا يستيقظ إلا الأولياء الصالحون ،
{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
مؤمن يقوم من نومته في جوف الليل ، ويتضرع إلى الله عز وجل ، ويستغفر لأربعين مؤمنا ، والأربعون كلهم نائمون ..
هذا المنظر كم هو جميل عند الله عز وجل !..
إلهي حليف الحب في الليل ساهر *** يناجي ويدعو والمغفل يهجع
هذه مناظر ملفتة في عالم الوجود ، هذه المناظر تسجل ، وتعرض في شاشات عملاقة يوم القيامة !..

14/ 10 / 2010