عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2010, 09:18 PM
المشاركة 33
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

لك الحمد بها استطال البلاءْ

ومهما استبدَّ الألمْ

لك الحمد، إنّ الرزايا عطاء

وإن المصيبات بعضُ الكَرَم

ألم تعطني أنت هذا الظلام

وأعطيتني أنت هذا السحَره؟

فهل تشكر الأرض قَطْرَ المطر

وتغضب إن لم يحدها الغمام؟

شهورٌ طوالٌ وهذي الجراح

تمزّق جنبي مثل المُدى

ولا يهدأ الداءُ عند الصباح

ولا يمسح الليلُ أوجاعه بالردى

ولكنَّ أيّوبَ إن صاح صاح

لك الحمدُ، إنّ الرزايا ندى

وإن الجراحُ هدايا الحبيبْ

أضمُّ إلى الصدر باقاتها،

هداياكَ في خافقي لا تغيب

هداياك مقبولة هاتها!

(بدر شاكر السياب)



هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)