عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2022, 02:30 PM
المشاركة 10
موسى المحمود
كاتب فلسطيني مميز

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: الوِحدة …. ( قصة من الواقع)
عانى الوحدة بعد وفاة زوجته، تزوج الأبناء وانشغل كل واحد منهم مع أسرته، كانوا يزورونه يوما واحدا أثناء الإجازة الأسبوعية في هذا اليوم يلتقون مع بعضهم و يطمئنون على أبيهم ، أحيانا كان الأب يشتكي ألمًا في معدته ولا يُخبرهم لأن سرعان ما يختفي هذا الألم ، عاش معظم حياته بعيدا عن الأطباء والمستشفيات، يُصعب إقناعه بالذهاب إلى الطبيب لأي سبب كان ، إلى أن جاء اليوم الذي يقع فيه ويتألم من مفصل القدم ،اتفق الأبناء عمل فحص شامل لأبيهم دون علمه ، فهي فرصة لوجوده في المستشفى ، تم علاج مفصل القدم بعد أخذ أشعة له، وتم عمل التحاليل الشاملة والفحوصات والسونار وأيضا المنظار ، خرج من المستشفى بعد يومين من الفحوصات ، وبعد أسبوع ، استلم الابن الأكبر النتائج وتبيّن وجود ورمة في المعدة بعد أن فحصوها تبينت أنها خبيثة ، وطلب الطبيب المريض للبدء بالعلاج الكيميائي ، احتار الأبناء كيف يخبرونه مع علمهم المسبق بأنه يستحيل أن يقتنع ويبدأ بالعلاج ، عدا ذلك احتمال أنه ينتكس ويفارق الحياة !
اتفقوا بألا يُخبروه ويدعونه يعيش بما أن الورمة موجودة ولا يشتكي منها !
بالمقابل ألا يفارقوا أباهم من اليوم وصاعدا ، كل يوم يجتمعون ويتسامرون معه، حسب ظروفهم ، فمنهم من يأتي في الصباح ، ومنهم من يأتي في المساء .
مضى على هذا الحال عشر سنوات ربما أكثر ، انتهت معاناته من الوحدة ، وإلى الآن يعيش وسط أبنائه وأحفاده ، وقد قارب عمره الخامسة والسبعين ، دون أن يشتكي من أي مرض بالرغم من وجود الورمة ، حمِدَ الأب ربّه على وقوعه الذي ظن بأنه السبب في عودة أبنائه إلى زيارته!
من كان لديه أبٌ فليتمسّك بذراعيه وليخبّئهُ بعينيه ...

قصّة تستفزّ الدّمع وتدمي القلب لكنّ نهايتها تشرح القلب وتسعد الرّوح

الحمد لله الذي وهبنا الحمد ورزقنا الصّبر والسّلوان،
رحم اللهُ أبي وحفظ الله آباءكم جميعًا

أسلوبٌ أدبيٌّ رائع وبديع

تحياتي واحترامي وتقديري